مخيم تل السمن... واقع مكلل بالمقاومة على أمل العودة إلى مدينتهم

يواجه نازحو/ات تل أبيض/كري سبي في مخيم تل السمن ظروفاً إنسانية صعبة، لكنهم على الرغم من ذلك لا يزالوا يقاومون جميع الظروف في سبيل العودة لمدينتهم.

سيبيلييا الإبراهيم

الرقة ـ شن الاحتلال التركي عملية عسكرية في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر عام 2019 على مدينة تل أبيض/كري سبي، أبدت فيها تجاهلاً لحياة المدنيين وارتكبت بحقهم جرائم وانتهاكات واسعة أجبرتهم على النزوح إلى مناطق أكثر أمناً.

تأسس مخيم تل السمن عام 2019 ليأوي نازحي مدينة تل أبيض/كري سبي عقب احتلالها من قبل تركيا، ويبعد 40 كم عن مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا، ويقطنه أكثر من6600 شخص نزحوا قسراً من مدينتهم، وعلى الرغم من مرور خمسة أعوام على احتلال مدينة تل أبيض/كري سبي لا تزال معاناة النازحين في المخيم مستمرة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وغياب وسائل التبريد وتقاعس دعم المنظمات الإنسانية لهم.

وتقول النازحة مها ويس البالغة من العمر 38عاماً من منطقة سلوك التابعة لمدينة تل أبيض "خرجنا من مدينتنا بسبب الاحتلال التركي الذي نهب أراضينا ومنازلنا، لم نكن لنخرج لولا القصف الهمجي الذي دفعنا للنزوح قسراً والتوجه نحو مخيم تل السمن"، مشيرةً إلى أنهم لا يزالوا يقاومون في المخيم وهذا دليل على صمودهم في سبيل العودة لأراضيهم.

وأشارت إلى أن معاناتهم في خيام النزوح التي لا تقيهم برد الشتاء ولا حرارة الصيف تزداد كل يوم "نعيش أوضاعاً صعبة في ظل عدم توفر فرص العمل بشكل دائم، ففي بعض الأحيان نعمل في الأراضي الزراعية خارج المخيم في سبيل إعالة أسرنا وتحسين أوضاعنا الاقتصادية في ظل تقاعس دعم المنظمات للمخيم بشكل عام مما فاقم من معاناتنا أكثر، لذلك نأمل ألا تغض المنظمات الإنسانية نظرها عما يعانيه النازحون في المخيم"..

 

 

من جانبها قالت النازحة جواهر عيسى أنها مثل جميع النازحين في المخيم تعاني في خيمة لا تقيها برد الشتاء ولا حرارة الصيف "لا أتلقى دعم من المنظمات الإنسانية لذلك أحاول الاعتماد على نفسي من خلال العمل في الأراضي الزراعية"، مؤكدةً على أهمية الصمود والنضال في سبيل العودة إلى مدينة تل أبيض محررة.

 

 

بدورها أوضحت الطفلة حلا محمد البالغة من العمر 14عاماً من مدينة تل أبيض المحتلة أنهم كأطفال في المخيم محرومون من حقهم في التعليم ففي فصل الصيف درجات الحرارة تكون مرتفعة وسط غيات الخدمات الأساسية، وفي فصل الشتاء يعاني الطلاب من البرد القارس، لافتةً إلى أن أغلب الطلبة لم يرتادوا المدراس بسبب خوفهم من حدوث حريق في المدافئ فكل هذه الأمور دفعت الأطفال للتراجع عن فكرة التعليم.

وأكدت "كأطفال نطالب بحقنا بالتعلم والعيش بسلام وكل ما نأمله هو العودة إلى مدينتا ومدراسنا بعد أعوام من التشرد والنزوح".

 

 

وعما يقاسيه النازحون قالت الرئاسة المشتركة في المخيم عزيزة حسن إن النازحين/ات في مخيم تل السمن يعانون من ظروف إنسانية صعبة تتمثل بعدم وجود أطباء على الرغم من وجود نقطة طبية حتى أن سيارة الإسعاف لا تعمل بشكل جيد بسبب مشاكل تكنيكية.

وأوضحت أن المخيم يضم ما بين 250ـ 300 ألف طفل ليس لديهم أي مساحة مخصصة للترفيه كما لم يعد لديهم رغبة في التعلم خاصةً بعد احتراق خيمة وإصابة تسعة أطفال ووفاة طفلة لتخلق هذه الحادثة حالة من الخوف لديهم "نأمل أن تنظر المنظمات لواقع مخيم تل السمن وتقدم الدعم الكافي لهم، فالمشاريع التي أقامتها ليست كافية ولم تقدم الدعم للجميع".

وفي ختام حديثها وجهت عزيزة حسن رسالة للأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية طالبت فيها بحق النازحين/ات العودة إلى أراضيهم التي سلبت من قبل الاحتلال التركي بهدف إجراء التغيير الديموغرافي للمنطقة بذريعة حماية حدودها وآمنها القومي.