مخيم العودة... خيمٌ لا تحمي من تغيرات الطَّقس وغدر القذائف التّركيّة
خيم بلاستيكية غير قادرة على أن تقي المهجرين في شمال وشرق سوريا وتحديداً في مخيم العودة القريب من عفرين، من حر الصّيف وبرودة الشّتاء وغدر القذائف التّركية الشّبه يومية
فيدان عبد الله
الشهباء ـ .
افتتح مخيم العودة أواخر تشرين الأول/أكتوبر 2018، في قرية زيارة بناحية شيروا بالقرب من عفرين، لاحتضان المُهجرين جراء الهجمات التَّركيَّة، وتقدم الإدارة الذاتية عبر المجالس والكومينات كافة الخدمات والاحتياجات ضمن إمكانياتها المتواضعة، وبادرت بافتتاح سوق شعبي لأصحاب البسطات، وتوزيع المعونات الشّهرية وتأمين المياه والكهرباء لقاطني المخيم مجاناً.
بينت لوكالتنا المهجرة فاطمة محمد، أنها أجبرت على النَّزوح قسراً من عفرين، إلى قرى شيروا في المخيمات "كنا آمنين ومستقرين على أرضنا، واليوم نقطن مخيم العودة، في خيم لا تقينا حر صيف ولا برد شتاء".
وهجر أهالي عفرين قسراً من مدينتهم في 18آذار/مارس 2018، بعد مقاومة أبداها الشعب والأهالي لمدة 58 يوماً في وجه الاحتلال التركي.
وقالت إنهم يتعرضون للقصف المدفعي التّركي يومياً "غالبية القصف يكون على القرى المتاخمة للمخيم، وهذه الخيم البلاستيكية غير قادرة على درئ القصف المباشر علينا".
وأثناء القصف يرتجف الأطفال من الخوف، لذا على المنظمات والدّول التي تنادي بحقوق الإنسان، التّدخل ووقف هذه الهجمات، ورفع الحصار عن الشَّهباء ودعم المهجرين بالمواد الطبية والغذائية، كما قالت.
أما المهجرة أمينة حمكرمو، تشير إلى أن القصف العشوائي والهمجي بالمدفعية يتواصل عليهم منذ نزوحهم قبل ثلاث أعوام، متسائلة عن المدة التي ستطول فيها معاناتهم تحت القصف التركي.
وما يزيد الأمور سوءاً فرض النظام السوري حصاراً على المنطقة "هذه الممارسات غير قانونية وفق المواثيق الدّولية، إضافة لأنه من الممنوع استهداف مخيمات النّازحين، فضلاً عن أننا نعاني نقص الأدوية، فالنقطة الطّبية الوحيدة موجودة في تل رفعت، وفي حال حاجتنا للإسعاف سيزداد الوضع سوءاً حتى إيصال الحالة للنقطة، وفي ظل الظّروف الراهنة لا يمكن افتتاح نقطة طبية داخل المخيم".
بينما تقول عضوة لجنة الشَؤون الاجتماعيَّة في مخيم العودة بناحية شيروا جيلان محمد، أن الاحتلال التّركي والنظام يتآمران على النازحين عبر فرض الحصار والقصف "هذه المحاولات لكسر إرادتنا، وترهيبنا وزرع الهلع والفوضى في المنطقة، لذا لا نتأثر ونواصل المقاومة والصَّمود".
وتحاول الإدارة الذَّاتية دعم هؤلاء المهجرين، إلا أن بعد النقطة الطّبية يؤزم وضعهم "نطالب المنظمات الدّولية بتأمين سيارة إسعاف لنقل الحالات الطّارئة". وتُقدر المسافة بين نقطة الهلال الأحمر الكردي الواقعة في ناحية تل رفعت بمقاطعة الشَّهباء ومخيم العودة بنصف ساعة.
ويقع مخيم العودة على مقربة من عفرين المحتلة، ببضعة كيلومترات "يمثل هذا المخيم أهمية كبيرة لأنه الأقرب لأهالي عفرين وأرضهم، ولذا يجب عدم الاستهتار بمعاناتهم ودعمهم".
ويعيش في مقاطعة الشهباء مهجري عفرين الموزعين على خمسة مخيمات إضافة لأعداد كبيرة منهم يقطنون في المنازل المدمرة في القرى.