مجزرة مُروعة...لا تزال عوائل قرية قرنفل تعاني منها

عانت العديد من العائلات في سوريا جراء ويلات الحروب، ولا سيما في شمال وشرق سوريا، خلال العمليات العسكرية التي شنها الاحتلال التَّركي على المناطق الآمنة في كل من رأس العين/سري كانيه، وتل أبيض/كري سبي بتاريخ التاسع من تشرين الأول/نوفمبر 2019

سيلفا الإبراهيم
منبج ـ
نيروز محمود علو (25) عاماً أصيبت في ساقها بكسور وجروح بليغة، وشقيقتها روسكان (24) عاماً فقدت السَّمع في إحدى أذنيها، وبترت قدمها، وأصيبت بوجهها وكسر فكها السَّفلي، جراء الشّظايا التي أصيبتا بها.
فريدة محمد (50) عاماً، أم لستة أبناء، من قرية قرنفل غربي مدينة تل أبيض/كري سبي، قالت لوكالتنا أنها مع بدء الهجمات التّركية على قريتها، توجهت نحو مدينة الرقة، إلا أن ابنها قرر العودة "ازدادت الهجمات الوحشية، وكان في المنزل ابنيَّ وابنتيَّ وأبناء أخي الاثنان".
عندما قصفت الطَّائرة التَّركية المُسيرة منزلهم في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، أي بعد عشرة أيام من الهجمة التركية على مناطق شمال وشرق سوريا، استشهد عدد من أفراد العائلة "استشهد ابني محمود علو (20) عاماً، وابن أخي حجي محمد صالح أحمد (20) عاماً، وأصيبت ابنتي نيروز (25) عاماً بساقها بكسور وجروح بليغة، وفقدت ابنتي روسكان (24) عاماً السَّمع في إحدى أذنيها، وبترت قدمها وأصيبت بوجهها وكسر فكها السَّفلي".
في تلك الأثناء كانوا قد وضعوا متاعهم في سيارتهم استعداداً للنزوح "لم يرحمونا، ولم يسلم منهم حتى الناس الذين كانوا يفرون على دراجاتهم، وكان ابن أخي الذي استشهد قد تعرض للملاحقة على دراجته النَّارية في وقت سابق، إلا أن قدره كان أن يموت هو وابني معاً". 
وقالت إن المرتزقة وبعد ارتكاب المجزرة بدأوا بسلب ونهب المنازل "لقد تقدمت في السَّن، ونعيش أنا وزوجي على الأدوية، عدا عن أن أجساد بناتنا التي تملؤها الشَّظايا، وعلى الرَّغم من أننا قمنا بإجراء تركيب قدم صناعية لإحداهنَّ، إلا أننا بحاجة لإجراء عملية لإزالة تلك الشَّظايا"، ولم تدعمهم أي منظمة، إلا أن الإدارة الذَّاتية تكفلت بعمليات إحدى الفتيات. 
وتتمنى أن يحاسب من أرتكبو الجَّرائم، لأن عائلتها ليست الوحيدة التي تعرضت للأذى، بل هنالك آلاف العائلات، وتؤكد فريدة محمد على تمسكها بالعودة لمنزلها "إن لم يكن في الأرض التي ولدنا فيها، فلن نستطيع العيش في هذا العالم"، مناشدة بتقديم الدَّعم لتأمين علاج بناتها.  
 
 
أما نيروز محمد علو (25) عاماً، وكانت تعمل هي وشقيقتها في مهنة التدريس بالقرية قبل الهجوم التَّركي "لقد كنا سعداء، ولكن لم يستمر ذلك طويلاً، قُصف منزلنا دون أن يكون لنا ذنب. اليوم نحن نعاني نفسياً وجسدياً ألماً لا يمكن وصفه". 
وأضافت "وسائل الاعلام ضجت بالمجزرة التي حدثت بحقنا، ورغم هذا لم تلقى تركيا العقاب الذي تستحقه فكل هذا الصَّمت يشجعها على الاستمرار، لقد آذتنا وتستمر بذلك في المناطق المحتلة، لكننا سنوحد صفوفنا لصدها، ولتحرير مناطقنا".
وتناشد نيروز محمد علو المنظمات المعنية بدعمهنَّ للاستمرار بالعلاج، لأنها وشقيقتها بحاجة للكثير من العمليات المكلفة.
وقالت الأمم المتحدة أن أكثر من 200 ألف شخص هجروا من مناطقهم بسبب الهجوم التركي وارتكاب مجازر مروعة بحق المدنيين، كما نهب المرتزقة منازل المدنيين ومحلاتهم وممتلكاتهم ويسكن النازحون في الخيم بينما تعيش عائلات المرتزقة في منازلهم.