مهجرة تتحدى الظروف الصعبة في المخيمات من خلال العمل

بعزيمة قوية وإصرار كبير تعارك أسوم إسماعيل من مهجري مدينة عفرين المحتلة ظروف الحياة القاسية بكل ما لديها من قوة، وتسعى لخلق القوة من رحم الضعف والمأساة دون أن تستكين لوجع الفقدان والخذلان، مانحة العالم مثالاً للكفاح والنضال.

روبارين بكر

الشهباء ـ تصنع أسوم إسماعيل السحلب والمهلبية بمخيم برخدان "المقاومة" في مقاطعة عفرين والشهباء بإقليم شمال وشرق سوريا، لتأمن قوت عائلتها اليومي والاعتماد على ذاتها.

تقطن أسوم إسماعيل البالغة من العمر أربعين عام، أم لـ 3 فتيات، من أهالي ناحية راجو بمدينة عفرين المحتلة، بمخيم "برخدان" تحدثت عن الصعوبات التي تعيشها هي وعائلتها في المخيم "منذ 6 أعوام ونحن نعيش في مخيم برخدان، واجهنا العديد من الصعوبات والمعاناة كوننا تركنا منازلنا وأراضينا وكل ما نملك في عفرين والتي كانت مصدر معيشتنا ورزقنا"، مشيرة إلى أن فرص العمل في الشهباء قليلة جداً، الأمر الذي يزيد من معاناتهم للاستمرار بالعيش.

وبينت أن "العيش تحت الخيم بحد ذاته صعوبة، فلم نكن ندرك يوماً بأننا سنعيش هكذا حياة، هناك فرق شاسع بين العيش في منطقتنا وهنا، بالإضافة إلى كل هذا يتم استهدافنا بين الفينة والأخرى من قبل المحتل التركي، بهدف القضاء على مقاومتنا وإرادتنا والسيطرة على أرضينا".

ولمواجهة الصعوبات التي تتعرض لها أسوم إسماعيل قررت العمل في بيع السحلب والمهلبية في المخيم، لتحقق اكتفائها الذاتي، وحول آلية تجهيزها تقول "أقوم بتحضير المهلبية في المساء لكي تبرد وتتجمد، ونبيع كل كأسة بـ 2000، أما بالنسبة للسحلب استيقظ في الساعات الأولى من الصباح وأجهزه وأبيعه".

وإصراراً على البقاء والصمود يتحدى مهجري عفرين في مخيمات النزوح جميع الصعوبات والعوائق "في سبيل العيش بكرامة سنستمر بالمقاومة، ولطالما نحن مهجري عفرين نُعرف بارتباطنا بأرضنا وقضيتنا ومقاومتنا، سنتحمل كافة المصاعب من أجل الاستمرار بهذه المقاومة التي تثبت للجميع بأننا أصحاب الحق ونقاوم من أجل الحصول على حقوقنا"، مشددة على أنهم لن يتخلوا عن مقاومتهم وسيتحملون كافة الصعوبات من أجل عودتهم إلى منطقتهم وتحريرها من الاحتلال التركي ومرتزقته.