مهجرات عفرين تزرعن مع الورود والأشجار أمل العودة

تزرع مهجرات عفرين بمقاطعة الشهباء في شمال وشرق سوريا، مع زراعة الورود والأشجار، الحنين وأمل العودة إلى مدينتهن عفرين.

روبارين بكر

الشهباء ـ لطالما ارتبطت المرأة بالطبيعة والزراعة، وقد شبه الكثير من الشعراء المرأة بالوطن والحياة، فهي أينما حلت وجدت الطبيعة الخلابة هناك، فهي كناية عن الخير والبركة فمن رحمها تولد الحياة وتتبرعم الأزهار وتثمر الأشجار.

النساء اللواتي كن قد اعتدن على العيش في مدينة تعرف بطبيعتها الخلابة وأشجارها وورودها، حولن المخيمات التي تقمن فيها إلى مكان يجمع مختلف أنواع الزهور والورود والأشجار، وقد زرعن أمام كل خيمة شتلة زيتون رمز السلام، ودليل على أن أنهن لا زلن تأملن في العودة إلى مدينتهن عفرين.

وعن مدى ارتباطهن بالأرض والزراعة، تقول زينب بلال البالغة من العمر 86 عاماً، وهي من مهجرات عفرين تقطن بمخيمات النزوح "نساء عفرين ترتبطن بالزراعة كثيراً، كون عفرين منطقة تتميز بطبيعتها وأشجارها وجبالها وبساتينها، كنا نملك الكثير من أشجار الزيتون والفاكهة وحتى السماق، حياتنا وأوقاتنا كانت تمضي بين الأراضي لم نكن نشعر بالتعب يوماً مثلما نشعر به الآن ضمن المخيمات".

وحول أنواع الورود والخضروات التي زرعتها أمام خيمتها، تقول "زرعت الكثير من أنواع الخضار والورود أمام خيمتي مثل البقدونس، النعناع، الخس، الفلفل، وغيرها الكثير من الخضروات"، مشيرةً إلى أنها عندما نزحت إلى الشهباء كانت المخيمات تشبه الصحراء، ولكن بزراعة الورود والخضروات والأشجار أصبحت الخيم عبارة عن حدائق مصغرة، فقد زرعنا معها أمل العودة إلى عفرين، لن نستطيع العيش من دون عفرين نتحمل كافة المعاناة من أجل العودة، لهذا سنقاوم وسنستمر في العيش تحت الخيم حتى تتحرر منطقتنا".

وسردت زينب بلال في ختام حديثها بعضاً من ذكرياتهم في عفرين وكيف كانت النساء تجتمعن تحت شجرة كبيرة في منزلها، وتتقاسمن أحزانهن وأفراحهن سويةً، "عفرين وذكرياتها ستبقى محفورة في قلوبنا وخاصة نحن كبار السن، لن ننسى تعبنا منذ الصغر بين هذه الأراضي كل شجرة كانت بمثابة طفل لنا، والآن ينهبون هذا التعب، كيف لنا أن ننسى ظلم الاحتلال التركي".

من جانبها قالت زلوخ قاسم عن تزيينها لخيمتها بالورود والأشجار ومدى تعلقها بالزراعة "المرأة أينما حلت يحل معها الجمال، وخاصة نحن نساء عفرين لن نستطيع العيش دون الزراعة فهناك علاقة وارتباط قوي فيما بيينا، تعلمنا في عفرين حب الطبيعة وبقي معنا هذا الحب وزرعناه ضمن مخيمات النزوح".

وأضافت "الوضع المعيشي في الشهباء وخاصة ضمن المخيمات صعب للغاية، فإغلاق المعابر وفرض الحصار علينا من قبل حكومة دمشق أدى إلى ارتفاع الأسعار في المقاطعة، لهذا عبر الزراعة نؤمن حاجاتنا اليومية والأساسية، لا نحتاج لشراء الخضار من السوق فكل ما نحتاجه نجده في حديقتنا أمام خيمتنا".

وعن مقاومتهم في وجه كافة مصاعب الحياة خلال النزوح، تؤكد أنهم سيواصلون نضالهم ومقاومتهم من أجل العودة إلى عفرين.

وأوضحت خالدة محمد البالغة من العمر 50 عاماً أن نساء عفرين خالقات الأمل بالقول "نساء عفرين أينما ذهبن تخلقن الأمل بتجديد الحياة ورونق جمالها، والدليل على ذلك تزلين خيم النزوح بالورود والأزهار الملونة، نستطيع تجاوز كافة المصاعب والسياسات التي تحاك ضدنا عبر المقاومة سنقف في وجه حصار حكومة دمشق بإرادتنا وعزيمتنا القوية، زراعتنا للأشجار والورود أمام الخيم يدل على مدى تعلق المرأة بالطبيعة والأرض، كما أن زراعة الخضار تساعدنا في تأمين حاجياتنا اليومية، لنعيش بكرامة دون أن نحتاج أحداً".