مهاجرو الحرب في هاوية العنصرية
أكدت شفيقة بدلي، وهي امرأة أفغانية هُجرت من بلدها، أنهم يتعرضون للضرب والشتم والتمييز في إيران.
شبنم توكلي
طهران ـ في منتصف آب/أغسطس 2021، سيطرت حركة طالبان على أفغانستان بعد أن انهكتها الحروب والاحتلال العسكري من قبل المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة بذريعة "محاربة الإرهاب"، فاضطر الأهالي إلى مغادرة بلدهم.
مع سيطرة حركة طالبان، انهار المجتمع الأفغاني وتسببت قوانينها في حرمان النساء من حقوقهن الأساسية، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية وسبل العيش، كما قوبلت احتجاجات الأهالي بالعنف، وفي هذه الفترة تفاقمت الأوضاع في البلاد منها الوضع الاقتصادي السيئ، ودُمرت البنى التحتية خلال حرب العشرين عاماً، فضلاً عن العوامل البيئية كالجفاف الذي جعل ظروف العيش أكثر سوءاً، ولهذا السبب تعد أفغانستان من أفقر دول العالم، كل هذه العوامل دفعت المهاجرين الأفغان للهجرة إلى إيران وباكستان.
وبحسب إحصائيات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، يعيش في إيران ما يقارب أربعة ملايين ونصف مليون لاجئ أفغاني، وقد تسبب منع تواجد المهاجرين في العديد من المدن الإيرانية في تركزهم في المناطق الفقيرة والجنوبية وأطراف المدن الكبرى مثل طهران وأصفهان ومشهد وغيرها، كما أدت المنافسة والوصول إلى الموارد المحدودة والعبء النفسي إلى تفاقم التوتر بين السكان الأصليين في هذه المناطق، الذين يعيشون في ظروف اقتصادية سيئة وغير متكافئة، مع المهاجرين.
لجأت شفيقة بدلي وهي امرأة أفغانية تبلغ من العمر 65 عاماً، مع عائلة ابنتها وزوجة ابنها وحفيديها وهما في الرابعة والخامسة من العمر، إلى إيران بسبب الاضطهاد الذي تعرضوا له في أفغانستان، وكان قد تعرض حفيدها البالغ من العمر أربع سنوات لحادث دراجة نارية وكسر ضلعه وساقه.
وقالت شفيقة بدلي التي تعيش في ساحة شوش بالعاصمة طهران، إنه "عندما جاء طالبان، بدأوا في قتل الأهالي وخاصة النساء، وقتل ابني، فاضطررنا إلى اللجوء إلى إيران، والآن أعمل في مترو الأنفاق، واتعرض لمضايقات من قبل المجتمع، كما يقول لي البعض بأن أذهب إلى بلدي وأعمل هناك"، مضيفةً "الوضع سيء في إيران. عندما أرغب في بيع الملابس في مترو الأنفاق، يطلبون مني قارئ بطاقات، لكنني لا أمتلكه، لذلك لا يشترون الملابس".
وأشارت إلى أنه في أحد الأيام، أحضرت حفيدها معها البالغ من العمر خمس سنوات إلى مترو الأنفاق، وجلس بجوار امرأة إيرانية وبدأت هذه المرأة بضربه، فقالت شفيقة بدلي لها "لا تفعلي ذلك، أليس لديكِ أطفال، لكن المرأة بدأت في ضربي أيضاً، وألقت بالملابس على الأرض. نعيش حياة صعبة للغاية، فليس لدينا مكان نذهب إليه".