معاناة النساء تتفاقم في المخيمات العشوائية
تقاوم النساء الظروف المعيشية الصعبة في المخيمات العشوائية وتحاولن من خلال العمل في الأراضي الزراعية تحسين أوضاعهن الاقتصادية.
سيبيلييا الإبراهيم
الرقة ـ تعاني النساء القاطنات في المخيمات العشوائية في مدينة الرقة بشمال وشرق سوريا في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة وتقاعس دعم المنظمات، من صعوبات عديدة خاصة مع اقتراب فصل الشتاء.
تتفاقم المعاناة في ظل الحروب الدائرة وتدفع النساء والأطفال ضريبتها بالدرجة الأول، فأثناء الحروب التي دارت في المدن السورية ومنها دير الزور، نزح العديد من الأهالي من منازلهم تاركين خلفهم أملاكهم وأراضيهم الزراعية ليقصدوا آنذاك مدينة الرقة، لتتفاقم معاناتهن في المخيمات العشوائي التي يقطنون بها في بلدة الكسرات الواقعة جنوبي مدينة الرقة من ناحية نهر الفرات في شمال وشرق سوريا.
وحول ذلك قالت أمينة الأحمد وهي في العقد الرابع من عمرها أم لأربعة بنات وخمسة أبناء "أثناء المعارك الدائرة في دير الزور تركنا كل شيء خلفنا وخرجنا منذُ تسعة أعوام لإنقاذ أرواحنا من القصف الذي كان يطال المدينة، حالياً لم يبقى أحد هناك حيث أصبحت منطقة عسكرية وكل أملاكنا نهبت وسلبت ولم يبقى منها شيء".
وأوضحت "في كل فترة كنا نخيم في مكان واليوم مر عامين ونحن نقطن في مخيم ببلدة الكسرات جنوب مدينة الرقة، فالتواجد في مخيمات عشوائية خارج مدينتك أمر صعب، كما أنه يقع على عاتقنا أن نعمل خارج المنزل في الأراضي الزراعية في سبيل تأمين قوت يومنا"، مشيرةً إلى أنهم "نخرج للعمل في قطف الخضروات بكافة أنواعها وبعد مشقة العمل خارج المنزل نقوم بالأعمال المنزل والاهتمام بالمواشي، وفي هذه الأيام مع اقتراب فصل الشتاء تضاعف العمل، فعلينا تجهيز خيمنا لاستقبال فصل الشتاء والأمطار الغزيرة".
وأضافت "في ظل قدوم فصل الشتاء نحن بحاجة لمادة المازوت وتغيير خيمنا التي باتت مهترئة ورغم كل هذه المعاناة ليس هنالك دعم من قبل المنظمات، كما أن أطفالنا محرومون من التعليم".
وناشدت أمينة الأحمد المنظمات الإنسانية لدعم أهالي المخيمات وخاصة المخيمات العشوائية التي يعاني فيها النساء والأطفال معاناة لا تعد ولا تحصى "نحن بحاجة إلى مستوصف ضمن المخيم إلى جانب مدرسة للأطفال".
خولة أحمد المصطفى في العقد الثالث من عمرها أم لأربعة أبناء وابنتين قالت "نزحنا من دير الزور في عام 2017 بسبب القصف الذي طال المدينة من قبل حكومة دمشق، فكانت القذائف العنقودية تقع على الطرقات والمنازل، واليوم بعد مرور أعوام العودة لديارنا باتت صعبة والذي يقرر العودة سيقوم ببناء حياته من جديد بحكم أنه لم يبقى شيء له هنالك لقد تم نهب وسرق كل شيء".
وعن وضع الأطفال داخل المخيمات العشوائية أوضحت "أهم ما يحتاجه الطفل حق التعليم وأطفالنا حرموا من هذا الحق، حاولنا إرسالهم إلى مدرسة تدرس لصفوف محددة وتبعد كثيراً عن المخيم، فرغم ظروفنا الصعبة داخل المخيمات إلا انها تبقى السبيل الوحيد لنا".
وقالت "حاولنا تحسين أوضاعنا داخل المخيم من خلال زراعة الخضروات، لكن التربة هنا ليست صالحة للزراعة، فالسبيل الوحيد للعيش هو العمل في الأرضي الزراعية في حر الصيف وقسوة الشتاء، فحالياً انا وابني نعمل في الزراعة اما عن زوجي لا يستطيع العمل بسبب وضعه الصحي المتدهور، فمعاناتنا تتفاقم يومياً تلو الآخر".