ماذا يفعل لواء الخنساء الذي يعتبر اليد اليمنى لداعش في مخيم الهول؟

هُزم تنظيم داعش المكون من 60 دولة وينفذ أعمالاً إرهابية على يد مقاتلين من وحدات حماية المرأة(YPJ) وقوات سوريا الديمقراطية في 23 آذار/مارس عام 2019 في الباغوز بدير الزور

تحدثت مديرة مخيم الهول في مقاطعة الحسكة همرين الحسن عن أنشطة "لواء الخنساء" التابعة لمرتزقة داعش، والتي تتكون غالبيتها من نساء داعش الأجنبيات، وقالت أن هذه الأعمال التي يقوم بها هذا اللواء لا تشبه أي عمل أخر.

سوركل شيخو

الحسكة - هُزم تنظيم داعش المكون من 60 دولة وينفذ أعمالاً إرهابية على يد مقاتلين من وحدات حماية المرأة(YPJ)  وقوات سوريا الديمقراطية في 23 آذار/مارس عام 2019 في الباغوز بدير الزور. وقد استقرت عائلات مقاتلي داعش الذين استسلموا لقوات سوريا الديمقراطية في مخيم الهول الذي يقع على بعد 40 كيلومتراً إلى الشرق من مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا. تلك العائلات التي تملك وعياً داعشياً حياً في أدمغتهم تقوم أيضاً بتعليم وتربية أطفالها على ذلك الوعي. ومن يقمن بهذه المهمة هن زوجات عناصر داعش ومعظمهن من الأجانب. تقوم هؤلاء النسوة بتنظيم أنفسهن داخل مخيم الهول تحت اسم "لواء الخنساء". ومن المعلوم أن هذا اللواء هو اليد اليمنى لداعش، وداعش يقوى وينمو به. ولمعرفة ما يفعله هذا اللواء داخل مخيم الهول، تحدثنا مع همرين الحسن مديرة مخيم الهول.

 

مهمة (لواء الخنساء)

وعن مهمة لواء الخنساء قالت همرين الحسن "مهام ومسؤوليات لواء الخنساء كثيرة، ومن بعض هذه المهام؛ ضبط الانتهاكات التي ترتكبها المرأة، والتواصل مع الرجال ووجودهم معاً، بالإضافة إلى فرض ارتداء الملابس الإسلامية وحظر الظهور في الأماكن العامة. بالإضافة إلى بعض القوانين التي فرضها تنظيم الدولة الإسلامية والتي تعاقب عائلات تلك النساء أيضاً. مهمة (لواء الخنساء) و(الحسبة النسائية) داخل تنظيم داعش لا يشبه أي عمل آخر. فهذا اللواء المكون من مئات النساء الأجنبيات والسوريات يقوم بمراقبة التواصل وأخلاق الفتيات والنساء القاطنات في المنطقة ومعاقبتهن في حال الإخلال بأحد القوانين. ومن بين عقوباتهم؛ العقوبة المالية والعنف النفسي والجسدي وأيضاً وصلت العقوبات إلى مستوى احتجازهن في الأقفاص وتركهن فيها على مرأى الناس".

 

"عندما يشتبهون بابتعاد السكان عن إيديولوجية داعش، يفرضون عقوبات شديدة وصارمة"

أشارت همرين الحسن إلى أن الأمر الأكثر خطورة هو أن أنشطة اللواء لا تقتصر على العقاب والمحاكمة "الأمر الأكثر خطورة هو أن أعمال وأنشطة لواء الحسبة والخنساء لا تقتصر على معاقبة ومحاكمة النساء. فعندما تشتبه هذه الكتائب في أن سكان المخيم الآخرين ابتعدوا عن أيديولوجية داعش أو يريدون نشر وجهات نظر سلبية عن التنظيم، تفرض عقوبات صارمة وشديدة بحقهم. حيث يعاقبون بعقوبات مثل الجلد والتعذيب والحرمان من الطعام والشراب وإحراق الخيام والقتل أيضاً. ففي المخيمات التي تعيش فيها عائلات داعش، تبين أنه قُتل 40 شخصاً خلال هذا العام، عشرة منهم قطعت رؤوسهم. ولكن ليست كل هذه الجرائم مرتبطة بهذا اللواء".

 

"إنهن نساء خطرات! يعلمن أطفالهن أفكار الجهاد المتطرف ويحاولن تجنيدهم"

وأوضحت همرين الحسن أن النساء المنضمات إلى هذا اللواء يشكلن خطراً كبيراً على أمن المخيم "بعض النساء بسبب نشاطهن الإرهابي المباشر، أو بسبب التدريبات التي تلقوها في مناطق سيطرة داعش وإمكانية نقل المهارات التي اكتسبوها، يقمن هذه المرة بتعليمها للآخرين ولأطفالهن، وهذا الأمر أيضاً يشكل خطراً وتهديداً على سلامة وأمن المخيم. بالإضافة إلى ذلك، حالياً تقوم النساء المهاجرات بحملات بهذا الشكل، حيث يسعين إلى زرع مفهوم التطرف والعسكرة في المخيم من خلال تعليم الأفكار الجهادية المتطرفة للأطفال والشباب".

 

"يقوم نساء لواء الخنساء بمهمة (الخطبة) أيضاً"

لفتت همرين الحسن الانتباه إلى المسؤوليات والمهام الأخرى للواء النساء "أن مسؤوليات ومهام نساء اللواء لا تقتصر فقط على المراقبة والعقاب، بل يقمن أيضاً بمهمة خطبة الزوجات لأفراد عصابات داعش والمتطرفين في كثير من الأحيان. ففي كثير من الحالات يقمن بتزويج الفتيات قسراً أو يقمن بتزويج الفتيات القاصرات تحت الضغط والتهديد بالقتل. وهذا يوضح مستوى غسل أدمغتهن بفكر التطرف ويبرز مستوى انخداعهن بعصابات داعش وابتعادهن عن الواقع. وقد تم العثور على سجل لحالات انتحار الفتيات اللواتي تعرضن لضغوط التزويج، وربما كن الزوجة الثانية أو الثالثة. كما أن رفض الفتاة للزواج يعرضها إلى حملات تشهير. ومنذ فترة طلبت الكتيبة من الفتاة الراغبة في الزواج إسدال منديل أبيض على وجهها تحت غطاء الرأس الأسود دليلاً على أن لديها رغبة في الزواج".

 

"من بين 41490 شخصاً انضموا إلى داعش، هناك 4761 أي (13%) من النساء"

اختتمت همرين الحسن حديثها بالقول "في الآونة الأخيرة، تورطت ثماني نساء في مؤامرات إرهابية حول العالم. وذكر تقرير أن من بين 41490 أجنبي ارتبطوا بوضوح بالتنظيم الإرهابي في العراق وسوريا بين نيسان/أبريل عام 2013 وحزيران/يونيو عام 2018، 4761 أي (13 %) منهم نساء. وهناك نسبة أخرى تقدر بنحو 4640 (أو 12 %) من الأطفال. لذا تتم المطالبة بعودة هؤلاء النسوة إلى بلادهن ليعشن هناك في بيئة بعيدة عن إراقة الدماء والذبح، كي يتغير وعيهن وتتمكن من العودة إلى حياتهن الطبيعية".