ما أهمية توعية نساء غزة بحلول 8 آذار بعد حرب طاحنة؟

شددت المنسقة في اتحاد لجان المرأة الفلسطينية رانيا السلطان، على ضرورة العمل على جوانب مختلفة مثل الجانب التوعوي والتنموي، والجانب الإغاثي للنساء في قطاع غزة، لتستطيع المؤسسات النهوض بواقع النساء وتصبحن متمكنات في كافة المجالات.

رفيف اسليم

غزة ـ تعتبر التوعية حول القضايا المختلفة التي تخص النساء ضرورة ملحة لتذكيرهن بحقوقهن ونفض غبار الوهن عن عاتقهن، فكيف إذا ما كانت تلك التوعية تأتي بعد عام وثلاثة أشهر للمرأة في قطاع غزة، فقدت خلالها أعز ما تملك وتحول همها الوحيد لجلب المياه وتوفير الطعام، والبقاء حية حتى اليوم التالي.

شددت المنسقة في اتحاد لجان المرأة الفلسطينية، رانيا السلطان، على أن أهمية التوعية تمكن في الحديث عن أهمية وجود النساء في المجتمع الفلسطيني ودورهن واهتمامهن بأنفسهن، ومدى تواجدهن في مراكز صنع القرار، واللجان المختلفة خلال الفترة القادمة سواء بإعادة الإعمار، أو تلك السياسية والمجتمعية.

ولفتت إلى أن للتوعية دور كبير ومهم تخوضه المؤسسات النسوية حتى ما قبل الحرب، فقد كانت المرأة على علم بأبسط حقوقها بل وتطالب بها دون خشية شيء، أما اليوم تعود تلك المؤسسات في عجلة التوعية والتنمية سنوات للوراء للعمل على تمكين المرأة اجتماعياً، وحثها على أن تصبح صاحبة قرار فيما يتعلق بمستقبلها.

وتحتاج النساء والفتيات بحسب رانيا السلطان، للتوعية أولاً حول كيف يمكنهن أن ينهضن ما بعد حرباً دامية، وما هي الانتهاكات التي تتعرضن لها سواء في الخصوصية أو نوعية المسكن الذي تقطن فيه، مشيرةً إلى أن تحسين الأوضاع النفسية للنساء والفتيات حاجة ملحة أيضاً، ثم يأتي لاحقاً التركيز على القضايا السابقة التي كان يتم العمل عليها قبل الحرب في جميع الجوانب السياسية والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، وحتى التربوية.

وأضافت "نساء فلسطين بحسب ما تابعت خلال الأشهر السابقة كن تحاولن أن تكن صاحبات قرار في خيامهن، بل واعتنت المرأة بأطفالها وبالحياة الثقافية والتعليمية لهم، لذلك من المهم الاستمرار بتقديم المساندة اللازمة في ظل غياب المؤسسات الرسمية، ذلك الجهد يبقى ثقله الأكبر على كاهل المؤسسات النسوية".

وشددت رانيا السلطان، على ضرورة العمل على جوانب مختلفة معاً وهي جانب التوعية والتنمية، والجانب الإغاثي للنساء في قطاع غزة، لتستطيع المؤسسات النهوض بنساء وفتيات واعيات قادرات سواء اقتصادياً، أو اجتماعياً، أو سياسياً، مضيفة أنه على المؤسسات النسوية أن تبرز نفسها وقدرتها وتوحد جهودها من خلال خطط واستراتيجيات شاملة ومدروسة.

وترى أنه من الضروري أن تقسم الأدوار فيما بين المؤسسات النسوية، وبدء العمل بشكل جدي، كما كانت تفعل طوال فترة الحرب التي اندلعت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، داعية النساء لأن يكن ضمن اللجان التي تعمل على تحديد الاحتياجات من المساعدات الإنسانية لا أن تفرض عليها مساعدات لن يكون لها أي فائدة تذكر.

من خلال تجربتها أشارت رانيا السلطان، إلى أن استجابة المرأة الفلسطينية سريعة وإن اقتنعت بالفكرة تقوم بمقاومة من يقاومها، لكن احتياجات الحياة قد تلهيها عن تلك الحقوق والمطالب، لذلك يجب تنبيهها دوماً لدورها الحقيقي في بناء المجتمع، لافتةً إلى أن المؤسسات النسوية ليست هي من عليها أن تعمل لدعم المرأة بل مؤسسات المجتمع ككل يجب أن تعمل لدعمها وتوفير كل ما يلزمها كي تصل إلى هدفها بشكل سريع.

وبينت أن نموذج المرأة الفلسطينية البسيطة هو نموذج يعمم في العالم أجمع سواء في الصمود والمثابرة، فما وقع على عاتقها واستطاعت تحمله والتأقلم معه طوال فترة الحرب وما بعدها من فقدانها لأحبائها ومسكنها وجميع مقومات الحياة وصمودها رغم التهجير والموت الذي يلاحقها في كل لحظة، هو موقف يسطر للتاريخ في الصبر والعطاء على حد سواء.

وفي ختام حديثها، أكدت المنسقة في اتحاد لجان المرأة الفلسطينية رانيا السلطان، أنه من المهم الحديث عن نماذج لنساء في العالم اللواتي وصلن لمراكز مرموقة أو حققن إنجازات علمية مختلفة، مختتمة أن المرأة في قطاع غزة يجب الاهتمام بها.