ليلى الأوجلي: لا للجسور سنعبر بأنفسنا

لا للجسور كانت كلمتها المعتادة في كل محفل وكل ملتقى، فهي تمقت بشدة من يتخذ من شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة جسراً لتحقيق مكاسب مادية أو معنوية لنفسه أو للمنظمة التي يعمل بها

ابتسام اغفير
بنغازي ـ ، ويهمل تلك الشريحة التي لا تحظى بكثير من الاهتمام في ليبيا، وبعد أربعة ملتقيات اختارت ليلى الأوجلي "لا للجسور" شعاراً لها، وأطلقته على منظمة أسستها لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة.
تقول رئيسة منظمة "لا للجسور" للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، الدكتورة ليلى الأوجلي، "اخترت اسم لا للجسور الذي يعني لي الكثير كما يعني الكثير للأشخاص ذوي الإعاقة، حيث أصبحت بعض من المنظمات تأخذ في تلك الورقة التي يكتب فيها مساعدة، أو دعم الأشخاص ذوي الإعاقة، وتجعلها جسر للوصول إلى مصالحها الشخصية، لذلك انطلق هذا الاسم لا للجسور سنعبر بأنفسنا وسندافع عن قضايانا فمطالباتنا معروفة، ومن يدعم قضيتي ومناصر لها أريده أن يكون إلى جانبي"، مشيرةً إلى أن مجموعة من الفئة الشابة وقفوا إلى جانبها أثناء تأسيس المنظمة.
 
"لا للجسور مصاحب لجميع الأنشطة التي قمنا بها"
وأوضحت أن اسم "لا للجسور" لم يكن مخصصاً منذ البداية للمنظمة، ولكن كانت الفكرة موجودة وكان اختيار الاسم مصاحباً لجميع الأنشطة التي قاموا بها، "كنا أربعة أشخاص من ذوي الإعاقة والباقين هم شباب اصحاء عندما بدأنا العمل في المنظمة، أطلقنا العام الماضي خمسة ملتقيات على مستوى مدينة بنغازي، وكان لها صدى كبير وكانت تخدم الأشخاص ذوي الإعاقة فقط".
وأشارت إلى أن "المنظمة لم تختص بدعم المرأة ذات الإعاقة فقط وإنما هي تعمل على هذه الشريحة أو الفئة التي تضم المرأة والطفل والرجل وكبار سن، أي ذوي الإعاقة بمختلف فئاتهم، وبدأنا دعمهم من الجانب الاجتماعي والإنساني والفني والثقافي من أجل اظهارهم إلى المجتمع، فهناك الكثير منهم يتقبل إعاقته، لكن هناك أشخاص يتأثرون سلباً بإعاقتهم، ولا يتقبلونها ويبقون يعانون من الاضطرابات النفسية، والمشاكل السلوكية التي تنعكس عليهم، ونحن كمنظمة نحاول أن نأخذ بأيديهم"، لافتةً إلى أنهم في البداية انطلقوا بالعمل الاجتماعي والثقافي.
 
إنشاء منظمة تندرج تحت منظمات المجتمع المدني
ونوهت ليلى الأوجلي إلى أنهم يسعون إلى إنشاء منظمة تندرج تحت منظمات المجتمع المدني، لافتةً إلى أنهم يعملون على الإجراءات الإدارية لتسجيل المنظمة.
وعن مخطط عملهم بعد تسجيل المنظمة وأوضحت "ستقام أول ورشة عمل خاصة بالمنظمة حول خط التواصل بين الأشخاص ذوي الإعاقة والمجتمع، فالأغلبية من منظمات ذوي الإعاقة لا يعرفون كيفية التواصل مع المنظمات الدولية التي تختص بشؤون المعاقين، فنحن نود القيام بهذه الورشة من أجل توضيح الخطوط العريضة التي تنطلق منها المنظمات الخاصة بذوي الإعاقة، فهناك مؤتمرات عالمية ودولية نادراً ما يتم استدعاء رؤساء المنظمات على الرغم من أنها تختص بمنظمات الأشخاص ذوي الإعاقة، ولكن هناك من يذهبون باسم هذه المنظمات، وهنا نحن نقول لا للجسور، ونحاول من خلال هذه الورشة أن نقوم بدعوة منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني المناصرة بشكل حقيقي وواقعي لهذه الشريحة، بالإضافة إلى عمل تخطيط ورسم معين لجميع الملتقيات التي قمنا بتثبيت تواريخها من العام الماضي".
 
"المنظمة لا تختص بشريحة معينة من ذوي الإعاقة"
وأكدت ليلى الأوجلي على أن المنظمة تسعى لتتحقق فكرة الدمج بين الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وباقي أفراد المجتمع، مشيرةً إلى أن المنظمة لا تختص بشريحة معينة "تشمل المنظمة الشرائح الأربعة وهي الإعاقة الحركية والسمعية والبصرية والعقلية، وهدفنا هو العمل الخيري ومساعدة الكثير من العائلات والنساء الموجودات في البيوت، النساء ذوات الإعاقة تحتاج إلى الكثير من المعدات الطبية نحن نحاول توفيرها". 
 
وصل عدد المنتسبين إليها أكثر من 400 شخص
وعن المنتسبين للمنظمة تقول ليلى الأوجلي أنه "خلال شهر من الإعلان عن افتتاح المنظمة وصل عدد المنتسبين إليها أكثر من 400 شخص على مستوى مدينة بنغازي فقط، وبجهود ذاتية حاولنا توفير ما نستطيع توفيره لهذه الشريحة فنحن لا توجد لدينا مؤسسات إدارية تقوم بدعمنا، ونقوم بربط خيط بيننا وبين هذه المؤسسات في كيفية دعم هذه الأسر التي لديها أشخاص من ذوي الإعاقة".
وأوضحت أن دور المنظمة لا ينحصر في تقديم المساعدات فقط، "نحن نذهب إلى المؤسسات ونتحدث عن هذه الشريحة لأننا نحن أصحاب القضية فحجة الإقناع ستكون أكثر، وهنا لا نقول أن عمل المنظمات في جمع التبرعات وتقديم المساعدات بالشيء الهين أو البسيط، فكيفية إقناع الآخر بدعم الأشخاص ذوي الإعاقة صعبة".
وأضافت "الأشخاص ذوي الإعاقة قادرون على تحقيق ما يريدون لو أصروا على مطالبهم وهذا ما رأيناه من خلال الحراك الذي قام في ليبيا خلال الفترة الماضية من أجل إسقاط لجنة 102 وأدى إلى نتائج مبهرة جداً التي تعمل منذ ثمان سنوات دون جدوى بدليل أن مشاكلنا إلى الآن لم يتم حلها".
وفي ختام حديثها قالت الدكتورة ليلى الأوجلي أنها "لا تجد الأشخاص ذوي الإعاقة في بند المنظمات وانما لديهم إداراتهم ومؤسساتهم، ولديهم اللجان الفنية الفرعية التي تعمل من أجل تأمين احتياجاتهم، قد يبدو حلماً ولكن اتمنى أن يحدث ذلك، واتمنى أن يعيش هؤلاء الأشخاص مثلهم مثل أي فرد في مجتمع، فنحن نسمع بالدمج ولكن هذا الدمج ليس بالشيء الهين، أن تدمج شخص من ذوي الإعاقة في مجتمعه وتفرض عليه أن يندمج في هذا المجتمع الذي لا يوفر له إي أمكانيات، فهنا الوقع السلبي سيكون في نفسه أكثر من تقديم خدمة له، لهذا كانت النظرة تشاؤمية لكثير من الأشخاص ذوي الإعاقة حتى أصبحنا على يقين بأن الإعاقة في ليبيا هي نقمة".