'على النساء مواصلة النضال حتى نيل الحرية وتحقيق المساواة'

أكدت ويدا جمالي أن النساء في إيران محرومات من حقوقهن الأساسية التي تتمتع بها كل امرأة في المجتمعات المتقدمة، مشددةً على ضرورة مواصلة النضال حتى نيل الحرية وتحقيق المساواة بين الجنسين.

جوان كرمي

كرماشان ـ لطالما تحدث الرجال عن أنفسهم وعن النساء، فمعظم ما نقرأه ونسمعه ونعرفه عن العالم هو بصوت الرجال، ولكن حان الوقت بأن تأخذ المرأة المنابر وتكون صوتها الخاص من أجل استرداد حقوقها المنزوعة والمساواة بين الجنسين.

يجب ألا يعتمد الناس على سرد عالم المرأة فقط من وجهة نظر المثقفات والمفكرات، بل التحدث مباشرة مع النساء من كافة الطبقات الاجتماعية، لذلك أجرت وكالتنا حواراً مع ويدا جمالي (اسم مستعار) وهي امرأة متزوجة ولديها طفل واحد، تعيش في مدينة كرماشان بشرق كردستان، تخرجت من جامعة الرازي.

 

ما هي أشكال التمييز والقيود التي واجهتها بسبب العادات والتقاليد؟

عندما كنت طفلة لم أرى أدنى تمييز من والديّ أو أشقائي، ولكن عندما كبرت بدء التقييد، لقد أردت دائماً أن أرتدي الملابس بحرية وأن أتحرك بحرية مثل أشقائي. شيئاً فشيئاً علمت لماذا يقيدونني كلما كبرت، لأني امرأة، وأنا سعيدة الآن كوني امرأة.

ربما تكون قضية الملابس سطحية وغير مهمة في نظر الكثير من الناس، لكن عندما أنظر إلى الماضي أرى أن قضية الملابس كانت تعيقني بطريقة ما في كل فترة من حياتي.

وعندما كنت أفكر في الزواج، كان أحد أكبر اهتماماتي هو الزواج من رجل يتقبلني كما أنا وألا يحاول أن يغيرني، لكنني تزوجت من شخص كان أكثر تعقيداً. بالطبع قلت له إنني لن أتغير، لكن بعد الزواج تغير كل شيء وأصبح ارتداء الحجاب من الأساسيات في الزواج.  

في مجتمعنا، هناك عدد قليل من الرجال الذين يحترمون حرية المرأة في اللباس، ويفرضون رأيهم دائماً على زوجاتهم، لأن المجتمع بأكمله وكبار السن يدعمون هذه القضية.

قضية الحجاب مهمة للغاية في المجتمع الإيراني لأنه طالما أنني امرأة فسأكون محرومة من أبسط الأشياء التي تتمتع بها كل امرأة في المجتمعات المتقدمة، فكيف يمكنني تلبية الاحتياجات الأعلى مثل الاستقلال المالي والشخصي، المساواة في الميراث، إلخ. تتمتع المرأة التي تختار ملابسها بثقة أعلى بالنفس ويمكنها التفكير في أهداف أعلى في الحياة والتقدم.

 

هل الاضطهاد الذي تتعرض له المرأة في إيران هو نتيجة التبعية الاقتصادية؟

إذا أراد كل من الرجال والنساء تغيير العادات والتقاليد في المجتمع فيمكنهم ذلك، مثل قضايا التي يهتم بها الرجال بأن يكون كـ "ولي" على الزوجة من بعد والدها، ولكن إذا كانت النساء أنفسهن لا ترغبن ذلك أو يتعامل الزوجان معاً كصديقين فيمكنهم التعايش مع بعضهما بشكل أفضل.

أنا سعيدة لأننا حللنا العديد من هذه القضايا بجهودي وتعاون زوجي، لكن لا يزال المجتمع ينظر للمرأة بدونية ولا ينصفها.

بالرغم من أننا كنساء نواجه عدة صعوبات للحصول على الاستقلال المالي بعكس الرجال الذين يتلقون فرص عمل كثيرة، إلا أن النساء في مجتمعنا أقوى بكثير من الرجال، لأنهن عانين من حياة أكثر صعوبة.

إذا كانت المرأة لا تتمتع بالاستقلال المالي، فلا خيار أمامها سوى البقاء سواء في منزل والدها أو في منزل زوجها.

 

تعتبر انتفاضة Jin jiyan azadî نقطة تحول تاريخية في حياة المرأة، هل يعكس صدى صوت الانتفاضة مطالب النساء؟

هذه الانتفاضة الأخيرة انطلقت من المنازل وأظهرت نفسها في المجتمع، لكن هناك طريق طويل لنقطعه لكي تتغير الحكومة والمجتمع والشعب. أتمنى أن تستمتع ابنتي بالحياة في مجتمع أفضل وأكثر حرية.

ما رأيته في الاحتجاجات هو أن الرجال كانوا يدعمون ويتضامنون مع النساء لأول مرة وهذه المرة لم يخجلوا من الهتاف خلف امرأة، وهذا تطور كبير برأيي.

إنني أنتظر ذلك اليوم الذي نتخلص فيه من القوانين الأبوية في هذا البلد وصياغة قانون جديد ينظر إلى المرأة على أن لها حق وفي كافة المجالات الحياتية.

برأيي، من أجل تحقيق هذا الهدف، يجب أن يكون للمرأة حضور أقوى، وإلا، كما هو الحال دائماً، فإن الرجل سيبقى يتحكم بالمرأة ويطبق عليها القوانين الذكورية. يجب أن ندافع عن حقوقنا والحصول عليها.