"لمسة شفاء"... حملة تطوعية لمعالجة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في إدلب

في ظل التهميش وقلة الرعاية والاهتمام التي تعاني منها فئة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة أطلق مجموعة من المتطوعين والمتطوعات في إدلب حملة أطلقوا عليها اسم "لمسة شفاء"

سهير الإدلبي
إدلب ـ وهي الأولى من نوعها في المنطقة التي تهتم بتقديم الخدمات الطبية والعلاج الفيزيائي لهذه الفئة المنسية.
جمانة المحمد (35) عاماً لديها طفل مريض بضمور الدماغ يبلغ من العمر 3 سنوات، ويمنعها بعدها عن مراكز العلاج وغلاء الجلسات الفيزيائية عن متابعة حالة الطفل لعدم توفر الإمكانيات المادية وأجور النقل.
تقول جمانة المحمد "تمكن أعضاء الحملة من الوصول لطفلي وتقديم العلاج المجاني له، ومتابعة حالته الطبية مرتين في الأسبوع، وهو ما أدى لتحسن ملحوظ في حالة الطفل الذي بات يستجيب للمؤثرات الخارجية أكثر من السابق".
وأضافت أن المنطقة بحاجة لمثل هذه المبادرة الإنسانية التي من شأنها مساعدة الأطفال المعاقين ومساندة الأهالي في تأمين احتياجات أطفالهم الطبية التي قلما يتمكنون من تأمينها لهم في ظل الفقر المدقع الذي يعيشه معظمهم.
لم تقتصر خدمات الفريق التطوعية على تقديم العلاج والمتابعة الطبية والعلاج الفيزيائي لأكثر من 30 طفل حتى الآن، وإنما شملت خدماته أيضاً تقديم برامج ترفيهية ودعم نفسي وتوزيع ألعاب على الأطفال وتقديم جلسات توعية للأهل على كيفية التعامل مع أبنائهم المرضى.
ولاء الحلاق (30) عاماً إحدى أعضاء الفريق تقول إنها لاحظت من خلال جولاتها على شريحة من الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في المنطقة، أن تلك الفئة مهمشة بشكل كبير حتى من قبل الأهل الذين يجهلون التعامل مع أطفالهم من هذه الفئة، وكثيراً ما يميزون في تعاملهم مع أطفالهم بين الأصحاء والمرضى وهو خطأ فادح يجب الانتباه إليه وهو الأمر الذي سعينا لتوعية الأهالي اتجاهه.
وأشارت إلى أن الأهل يتصدرون المرتبة الأولى في مساعدة هذه الحالات من خلال تقديم الدعم والاهتمام والرعاية والتعامل مع هؤلاء الأطفال على أنهم ليسوا أغبياء بل هم يتمتعون بذكاء حاد وربما يتفوقون على الأطفال السليمين في كثير من الأحيان حتى لو لم يتمكنوا من التعبير عنه.
"بدي جهاز لأجريي، بدي روح على المدرسة" هذا ما طلبته الطفلة ياقوت الأحمد البالغة من العمر 4 سنوات من أعضاء الفريق لمساعدتها في تأمين جهاز لقدميها المعاقتين لتتمكن من المشي والذهاب إلى المدرسة.
ياقوت الأحمد إحدى الأطفال المستفيدين من المبادرة والتي منحتها جلسات العلاج الفيزيائي المقدمة من الفريق لقدميها الأمل في الشفاء والقدرة على المشي كسائر الأطفال الحالمين بحياة طبيعية.
انطلقت المبادرة في الثالث عشر من أيلول/سبتمبر 2021 وما تزال قائمة حتى اللحظة بجهود فردية من أعضاء الفريق، وتقدم المساعدات بشكل تطوعي ومجاني وتستهدف الفئات العمرية تحت سن 18 عاماً، وتهدف لتخفيف عبء علاج الحالات من ذوي الاحتياجات الخاصة على الأهل في ظل الفقر وعدم تمكن الكثيرين من متابعة علاج أبنائهم بسبب سوء الأوضاع المعيشية والنزوح وبعد أماكن سكنهم عن المراكز العلاجية.
ارتفاع نسبة الحالات من ذوي الاحتياجات الخاصة وقلة الدعم والامكانيات وقف حائلاً أمام المبادرة لتوسيع عملها الذي اقتصر على إدلب المدينة، مع محاولات متعددة ما تزال قائمة لتغطية مناطق أوسع وإفادة أكبر عدد ممكن من الأطفال المرضى.
ووفق برنامج تقييم الاحتياجات في الأمم المتحدة فإن عشر سنوات من المأساة الإنسانية المستمرة خلفت الكثير من المصابين وذوي الإعاقة، وبين البرنامج أن ما يقارب من 75% من الأشخاص الذين يعانون من الإعاقة في سوريا لا يحصلون على الدعم الاقتصادي والاجتماعي والطبي.