لم يقبلن بالعيش تحت سيطرة المرتزقة وهجرن مع أهالي عفرين

قصدوا مقاطعة عفرين طلباً للأمان والاستقرار، ويؤكدون رفضهم لممارسات المرتزقة معلنين تضامنهم مع أهالي شمال وشرق سوريا بوجه التهديدات والهجمات التركية

روبارين بكر 
الشهباء - .   
مع اندلاع الحرب السورية في عام 2011 وتدخل الدول العالمية والإقليمية بالأزمة افتتحت مقاطعة عفرين التي أعلنت عن الإدارة الذاتية الديمقراطية أبوابها لآلاف العوائل من مهجري قرى محافظة إدلب، إعزاز، الباب وجرابلس التي احتلتها تركيا ومرتزقتها، وافتتحت لهم المخيمات، كما أن عدد من العوائل استقبلتهم في منازلها وقدمت لهم جميع الخدمات بحسب إمكانياتها. 
احتلت تركيا ومرتزقتها إدلب منذ آذار/مارس 2017، بعد أشهر من شنها لعملية عسكرية باسم "درع الفرات"، ومنذ ذلك الحين تشهد المنطقة انعدام الأمن.    
العوائل التي نزحت إلى مقاطعة عفرين طلباً للأمان والاستقرار وهرباً من انتهاكات وممارسات تركيا ومرتزقتها بحقهم، وجدت فيها راحة كما وكأنهم في منازلهم وعلى أرضهم بحسب وصفهم لها، وباحتلال تركيا لعفرين هجروا مع سكانها نحو الشهباء.     
نجوى إسماعيل (38) عاماً من نازحي قرية تلعادة بمحافظة إدلب وتقطن حالياً في قرية حليصة بمقاطعة الشهباء، قالت إنه باحتلال تركيا لإدلب تكاد الحياة لا تطاق "جراء الممارسات والانتهاكات التي قام بها المرتزقة نزحنا من أرضنا ولا نقبل العودة والعيش بينهم من جديد". مؤكدةً أن "الحياة معهم لا تطاق ولا تعاش".
وعن رحلة نزوحها من إدلب إلى مقاطعة عفرين وحياتهم فيها قالت "نزحنا صوب ناحية جندريسه بمقاطعة عفرين، وعشنا مع أهاليها لما يقارب الثلاث سنوات، ومع شن تركيا هجماتها على عفرين اضطررنا لمغادرتها، بعدما شاركنا معهم في المقاومة التي استمرت 58 يوماً"، وتضيف "نؤكد أننا سنقاوم معهم في الشهباء وإينما كانوا حتى نحرر أراضينا".  
حياة النزوح تحمل العديد من الصعوبات لكنهم مصرين على البقاء بعيداً عن المرتزقة "نعيش في الشهباء وسط ظروف مقبولة في ظل ما تشهده المنطقة، حيث أن الإدارة الذاتية تقدم لنا ما نحتاج بحسب إمكانياتها في سبيل خدمة الأهالي".       
وعن أسباب عدم عودتهم إلى إدلب في ظل الوجود التركي ومرتزقته قالت "لم نشعر بالأمان، لذلك قصدنا عفرين طلباً للأمان والاستقرار وهذا ما عشناه بالفعل"، وتضيف "اعتمدنا في مصدر رزقنا على زراعة الخضروات والفاكهة بالقرب من منزلنا، ولم نشعر يوماً واحداً أننا غرباء عن أهالي المنطقة وهذا بفضل الإدارة الذاتية الديمقراطية"، وتؤكد "عفرين كانت أفضل من إدلب".  
تقول عن التهديدات التركية الأخيرة التي تهدف احتلال المزيد من المناطق وتهجير المهجرين بالأساس أنهم ضدها، ويطالبون الأمان والاستقرار في ظل الإدارة الذاتية الديمقراطية، مطالبةً المنظمات والدول المتدخلة في الشأن السوري بالكف عن الحروب وإعادة المدنيين لمنازلهم وأرضهم. 
مريم محمد (58) عاماً من قرية حمامة التابعة لمحافظة إدلب تقول عن معاملة أهالي عفرين للنازحين الذي قصدوا عفرين قبل سنوات "يعرف أهالي عفرين بكرمهم، وسكانها كانوا كأقربائنا بل أقرب من ذلك إلينا"، وتضيف "نزحنا قبل 4 سنوات ومنذ أكثر من 3 أعوام خرجنا مع مهجري عفرين صوب مقاطعة الشهباء".
لم تنقطع علاقتهم مع أهالي عفرين بعد تشردهم في الشهباء بين الخيام والمنازل المدمرة "نحن على تواصل مستمر مع جيراننا الذين تعرفنا عليهم في عفرين".
وتقول عن الخدمات والإمكانيات التي توفرها الإدارة الذاتية الديمقراطية في الشهباء "نؤمن لقمة عيشنا في ظل النزوح والغلاء بالعمل بين الحقول والأراضي الزراعية، كما أن الإدارة الذاتية تقدم جميع خدماتها لتحسين أوضاعنا من مياه، ومازوت، ومعونة للمواد الغذائية ومنظفات بشكل شهري إضافة لتأمين اسطوانات الغاز"، مؤكدةً أنه "ليس هناك تفرقة بين كردي أو عربي".   
وطالبت بإعادة الأمان والاستقرار لجميع الأراضي السورية "سوريا باتت ساحة صراع وحرب للدول الإقليمية والعالمية فإلى أين سيتوجه الشعب وماذا سيكون مصيرهم؟، نطالب بإيقاف الحرب في جميع المناطق وإعادة الأمان والاستقرار، ونؤكد أننا صامدون ومقاومين مع أهالي عفرين حتى تحريرها والعودة إليها من جديد".
 ووجهت رسالة للشعب السوري وخاصة الذين يعمل أبنائهم بين صفوف المجموعات المرتزقة قالت فيها "عودوا لأصلكم فالدولة التركية وهذه الفصائل أعداء لأرضنا. تاريخ تركيا حافل باستهداف وقتل الشعب السوري". 
فيما قالت فرح كردي (24) عاماً من أهالي جسر الشغور "خلال فترة تواجدنا وتعايشنا مع أهالي عفرين رأينها جنة على الأرض، ولم نكن نتمنى الخروج منها"، مضيفةً "على الشعب السوري التكاتف والوقوف صفاً واحداً للتصدي لهجمات ومخططات تركيا الاحتلالية على المنطقة بدلاً من الهجوم معها على المدنيين". رافضةً الوجود التركي ومرتزقته على أراضيهم "نرفض الوجود والاحتلال التركي رفضاً باتاً".
أما عن الحرب النفسية التي يمارسها الاحتلال التركي وإطلاق التهديدات والهجمات المتكررة على مقاطعة الشهباء وعموم مناطق شمال وشرق سوريا بينت "سنقاوم سوياً ونكون يداً واحدة كرداً وعرباً بوجه الاحتلال التركي الذي يسعى للسيطرة على المنطقة، ولن نسمح له باحتلال المزيد من أراضينا".