جوان كرمي

كرماشان ـ في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وسوء الأوضاع المعيشية، تلجأ النساء في إيران إلى مهن من الممكن أن تعرض حياتهن للخطر أو المضايقات والتحرش، لكنهن تواصلن عملهن بسبب الأدوار والمسؤوليات العديدة المنوطة بهن.

الإدمان، الفقر، العمل في الشوارع، جمع القمامة، هو نتاج أكثر من أربعة عقود من تجاهل النساء في إيران ودفعهن إلى أعماق الاستحالة والعجز في مجتمع ذكوري.

بروانة. ق تبلغ من العمر 41 عاماً وهي أم لابن وابنة وهم في الصفين الأول والثالث، تقول "زوجي مدمن ولا يعود إلى البيت إلا عندما يحتاج للمال ليطلب مني كوني أعمل في جمع القمامة".

وعن الصعوبات التي تواجهها خلال عملها، توضح "إنه عمل شاق للغاية، لكنني مضطرة إلى العمل من أجل تأمين احتياجات ابني وابنتي فقط، فالمردود المادي الذي أحصل عليه من خلال جمع القمامة لا يغطي تكاليف إيجار المنزل والمياه والكهرباء والغاز والطعام والملابس".

ولفتت إلى أنها تحتاج إلى الراحة لعدة أيام بسبب الأمراض التي تعاني منها كالربو وآلام الظهر والصداع النصفي، لكنها لا يمكنها ذلك، لأنه إذا لم تعمل ليوم واحد فسوف تواجه مشاكل في نفقاتها.

وحول ما إذا كانت هي أيضاً مدمنة، تقول "زوجي جعلني مدمنة، لقد دمر حياتي وغادر حتى أنه لم يطلقني رسمياً أيضاً، ولا أعلم أين هو على الإطلاق، كل بضعة أشهر يأتي ويطلب المال ليذهب لشراء مواد مخدرة. لقد كنت مدمنة لعدة سنوات، ولم أكن أعلم أن معسكر لمدمني المخدرات كذب".

أشارت إلى أنه "بسبب هذا الإدمان لا أحد يمنحني فرصة عمل، على الرغم من أن الكثير من الناس يتعاطون المخدرات وأصبح الأمر طبيعياً. عملت منذ أن كنت طفلة في مصنع وفي الزراعة والحصاد. قبل الزواج، كنت طاهية لعدة سنوات وعملت في مطعم. وبسبب هذا العمل الشاق والجهد، أصبح جسدي متعباً. لا أحد يهتم لأمرنا، هذا البلد لا يريدنا".

وعن المضايقات الجسدية واللفظية التي تتعرض لها، تقول بروانة. ق "بالرغم من أن هناك بعض الناس طيبون ويساعدونني وفي كثير من الأحيان يعطونني المال أو الطعام ويحترمون عملي، إلا أنه هناك بعض الرجال يضايقونني ويوجهون لي كلمات غير أخلاقية، لقد تعرضت للمضايقات عدة مرات في الشوارع، لا يفهم المرء حقاً كيف يفكر هؤلاء الأشخاص في الإساءة إلى امرأة فقيرة عندما يرونها، لكنني في كل مرة أتعرض فيها للمضايقات أحاول أن أدافع عن نفسي".