ميساء القاضي 
السودان ـ خروج المدارس والجامعات عن الخدمة في كافة ولايات السودان حرم ملايين الطلبة من فرصتهم في الحصول على حقهم في التعليم، حتى في تلك التي لم تصلها الاشتباكات حيث تم استخدام المدارس لإيواء النازحين.
أدى النزاع الدائر في السودان منذ 15 نيسان/أبريل الماضي إلى نزوح حوالي ثمانية ملايين شخص بحسب منظمة الأمم المتحدة التي أعلنت أنها أكبر أزمة نزوح في العالم، ووفقاً لمنظمة اليونسيف فإن قرابة 20 مليون طفل لن يذهبوا إلى المدرسة هذا العام، حيث قالت المعلمة في مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة ومتخصصة في رعاية أطفال التوحد حنان حسن إن "الأوضاع الحالية وتوقف المؤسسات التعليمية ألقت بتأثيرها على ذوي الاحتجاجات الخاصة وأطفال التوحد لكونهم يعتمدون بشكل رئيسي على معلماتهم، فقد كانوا يحضرون إلى المركز يومياً للحصول على الرعاية الكافية صحياً وأكاديمياً".
وأضافت "الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة يعتمد كلياً على خدمات المركز، وفي ظل هذه الأوضاع حرم من الخدمات والمعلم ومنزله الثاني، فالمعلم يدربه على كيفية طلب احتياجاته والتعامل مع عائلته، كان في المركز أطفال مصابين بمرض التوحد وهم في بداية مشوارهم التعليمي، وفي ظل هذه الظروف والنزوح لم أعد قادرة على الوصول إليهم وهم ما زالوا في مراحل التعلم الأولى يتعلمون كيف يعبرون إذا جاعوا مثلاً، وكيف ستتعامل معهم أمهاتهم، فقدت التواصل معهم وحتى أرقام هواتفهم فقدتها وهم لن يتمكنوا من التواصل معي". 
وعن توقف العملية التعليمية قالت "توقف التعليم ألحق ضرراً بكافة الطلبة فطفلتي عمرها ستة سنوات لو توقف التعليم ثلاثة سنوات أخرى مثلاً ستكون في التاسعة من عمرها وهي بدون تعليم، لذلك سيكتب عليها البقاء في المنزل وهي غير متعلمة، لذلك بصوتي كأم ومعلمة احث الأمهات للاعتماد على أنفسهن وتعليم أبنائهن في المنزل".

 

من جانبها قالت سمية عباس وهي أم لديها بنات في مراحل تعليمية مختلفة "في الفترة الأولى كنا ننظر لتوقف الدراسة بنظرة إيجابية حيث سيتمكن أبناؤنا من المذاكرة والتحصيل بشكل أفضل، لكن هذه الفترة أصبحت طويلة حتى أنهم نسوا ما تعلموه، كانت هنالك مدارس خاصة عملت لفترة وهناك معلمين في البيوت قاموا بتشكيل حصص خاصة، كل هذه الفترة الفتيات كنا تساعدن في الأعمال المنزلية وهم يسمونها الأعمال الخاصة وليست هنالك وسائل ترفيه إلا الزيارات للأهل والأقارب، هنالك محاولات لمواصلة الدراسة عن بعد من قبل بعض المدارس إلا أن هذه الطريقة حملت المدارس أعباء كثيرة، كما أن دروس الأونلاين أثرت بشكل سلبي على الصحة النفسية لبناتي فهن تفضلن ارتياد المدارس، لذلك بدأنا بتنظيم بعض الأنشطة الترفيهية داخل المنزل للتخفيف عليهن".
وأكدت أن "توقف العملية التعليمية لفترة طويلة ستلحق ضرراً بالطالبات، فقد تبدأ بناتي بالتفكير بالارتباط والزواج بسن مبكر بسبب الانقطاع الطويل عن الدراسة، على الرغم من أنهن كن عازمات على الوصول للمراحل الجامعية قبل بدأ النزاع".

 

بينما أكدت رزان أحمد أن حرمانها من التعليم وهي في منتصف المرحلة الجامعية أثر عليّها بشكل كبير خاصة أنها في السنة الثالثة في كلية الهندسة "من غير المعروف إذا كان النزاع سيتوقف قريباً وسنتمكن من مواصلة دراستنا أم أن مستقبلنا ضاع، وهل سنبدأ من جديد؟ أم أن هنالك حلول أخرى". 
وأوضحت أن أغلب الجامعات بدأت في وضع حلول أخرى مثل فتح فروع في المدن الآمنة داخل السودان أو خارجه "في الولايات الأخرى استأنفت عدد من الجامعات الدراسة فيها لكن الحرب لحقت البعض في الأماكن التي بدأوا فيها مثل ما حدث في مدينة ود مدني، لكن أوصي الجميع بأن لا يفقدوا الأمل أنا كنت أقول بأنني فقدت الأمل وسأترك الدراسة حتى لو اضطررنا للعودة إلى نقطة البداية، وحتى تهدأ الأوضاع يمكن أن نطور من أنفسنا كتعلم لغات جديدة أو التحسين من مستوانا الدراسي".