خمس سنوات من الصمود أمام كل الاعتداءات

حافظت الإدارة المدنية الديمقراطية على المكتسبات التي تحققت بعد تحرير مدينة منبج في شمال وشرق سوريا، وعلى الرغم من أنها كانت محط أنظار الطامعين الساعين لفرض سياساتهم على شعب ضحى من أجل حريته، إلا أن هذه المخططات فشلت بتكاتف الشعب مع الإدارة

سيلفا الإبراهيم
منبج ـ .  
خلال خمس سنوات مرت على تحرير مدينة منبج خاضت الإدارة ثورة البناء والمقاومة حيث عملت على إعادة الحياة إلى المدينة بعد أن كانت قد دمرت، ورغم ما تعرضت له من تهديدات وهجمات من قبل الاحتلال التركي إلا انها بقيت صامدة أمام استهداف مشروعها الديمقراطي، واستطاعت إلقاء خطوات نموذجية وباتت مقصداً للنازحين. 
ولتحرير مدينة منبج في 15 آب/أغسطس عام 2016 على يد قوات مجلس منبج العسكري، أهمية استراتيجية كون المدينة تقع على الطريق الممتد من الشمال إلى الجنوب بين جرابلس والرقة التي كان يسيطر عليها مرتزقة داعش واتخذوها عاصمة لدولتهم المزعومة. 
 
إعادة بناء البنية التحتية للمدينة   
 
 
حول إعادة بناء البنية التحتية للمدينة بعد تحريرها قالت لوكالتنا الرئيسة المشتركة للمجلس التشريعي في الإدارة المدنية الديمقراطية بمنبج وريفها سهام حمو "عملت الإدارة المدنية الديمقراطية في منبج وريفها بعد التحرير جاهدة على بناء البنية التحتية التي تم تدميرها من قبل داعش، لإعادة الحياة إلى المدينة من كافة النواحي الاقتصادية والاجتماعية والتربوية". 
وأضافت "أعادت الإدارة الذاتية ترميم المدارس، والمؤسسات المدنية، وتزفيت الشوارع، فيما شرع الناس أيضاً بترميم منازلهم وسرعان ما بدأ الأهالي بالعودة إلى المدينة بعد أن غادرها البعض خلال حملة التحرير حفاظاً على حياتهم".  
ودامت معارك تحرير مدينة منبج 73 يوماً، كما أن مرتزقة داعش استهدفوا من خلال تفجيراتهم البنية التحتية للمدينة.  
 
تمثيل الشعب وتحقيق متطلباته
بينت سهام حمو أن الإدارة المدنية الديمقراطية اتخذت من القاعدة الجماهيرية والانخراط بين الشعب بكافة مكوناته أساساً لها، "كونها تستند لمشروع الأمة الديمقراطية فلا بد من التواصل المباشر مع الشعب والانخراط بينه لإن هدف المشروع بناء مجتمع يسوده التعايش المشترك وأخوة الشعوب بين كافة مكونات المجتمع المتواجد في مدينة منبج". 
وأشارت إلى أنه مع بدء تحرير أرياف منبج باشرت الإدارة الذاتية بتشكيل الكومينات والمجالس، فيما بدأ أبناء الريف بالانضمام لصفوف مجلس منبج العسكري والمشاركة في حملة التحرير، "آمن الشعب بمشروع الأمة الديمقراطية الذي يمثل الشعب ويخدم مصلحته، وهذا ما كشفه نظام الإدارة الذاتية الذي طبق على أرض الواقع فور تحرير القرى، فتشكلت الكوميانات التي مثلت الخلية الصغرى لهيكلية الإدارة". 
 
"تكاتف الشعب بمكوناته مع الإدارة بات درعاً لجميع الاعتداءات"  
أكدت سهام الحمو أن الإدارة الذاتية عملت جاهدة لتكون صوت الشعب ولتمثل مطالبه الشعب، "على رغم من الهجمات التي استهدفت مشروع الإدارة المدنية الديمقراطية في منبج إلا أن التعايش المشترك استطاع أن يكون جواباً لجميع الهجمات والفتن التي سعت لزعزعة الأمن وزرع الطائفية بين أبناء المنطقة". 
وشهدت مدينة منبج خلال السنوات الخمس الأخيرة العديد من محاولات زرع الفتنة بين مكوناتها "حاولوا خلق فجوة بين الإدارة والشعب، ومنها الأحداث الأخيرة التي شهدتها المدينة في الأول من حزيران/يونيو الماضي، فكان أن تم اللعب على وتر العنصرية، للتفرقة بين الأهالي الذين خرجوا في مظاهرات لتحقيق عدد من المطالب"، وأضافت "استغلت بعض الجهات المطالب المحقة وحولتها إلى فوضى؛ لزرع الفتنة وزعزعة الأمن لكن هذه الفتنة لم تدم طويلاً حتى تم التصدي لها بوعي أبناء منبج وتكاتفهم مع الإدارة". 
وتابعت "منذ تحرير المدينة لم تتوانى الجهات المعادية سواء كان الاحتلال التركي أو غيره في ضرب استقرار المدينة التي تتمتع بموقع استراتيجي، وتعيش ضمن مشروع ديمقراطي يخدم مصلحة الشعب". وأوضحت "لطالما كان وعي أهالي منبج وتكاتفهم درعاً ضد هذه الاعتداءات".
وأكدت أن أهالي منبج يرفضون الخضوع للنظام أو مرتزقة داعش أو الاحتلال التركي "يستحيل أن يقبل الشعب في منبج عودة النظام الديكتاتوري والاحتلال بعد أن أزيح عنه الظلام بسواعد شهداء ومقاتلين مجلس منبج العسكري وقوات سوريا الديمقراطية، ووحدات حماية الشعب والمرأة ".
وتتميز مدينة منبج بتواجد أربع مكونات أساسية فيها وهي الكرد والعرب والشركس والتركمان، وجميع هذه المكونات تأخذ دورها في المؤسسات والدوائر المدنية والعسكرية في مدينة منبج "لا توجد سياسة إقصاء لأي مكون، وهذا ما زاد التكاتف والتشاركية بين أبناء المكونات كما كانت عليها مدينة منبج منذ تاريخها".
 
للمرأة دور ريادي في صنع القرار وتنظيم المجتمع 
وأما عن الدور الذي لعبته المرأة خلال السنوات الخمس الأخيرة، بينت سهام حمو أن "للمرأة دوراً ريادي فيما وصلت إليه مدينة منبج الآن كونها السباقة في جميع المجالات"، وأضافت "مشروع الأمة الديمقراطية فتح أمامها مختلف المجالات للعمل، فشاركت في عملية التحرير وكانت الرئيسة المشتركة والقيادية في الوحدات العسكرية".
وسارعت المرأة لتنظيم المجتمع من خلال العمل للوصول لكل امرأة في المدينة والريف؛ سعياً منها لحل جميع قضايا المرأة الشائعة في المجتمع. كما بينت. 
 
"سنحافظ على مكتسبات الشهداء وموجودون لخدمة الشعب"
وفي ختام حديثها شددت الرئيسة المشتركة للمجلس التشريعي في الإدارة المدنية الديمقراطية بمنبج وريفها سهام حمو أن أهالي منبج يعملون بشكل جاد لتخطي جميع العوائق والتقصير، وأن الإدارة الذاتية تعمل جاهدة لتحقيق الأمن والأمان وحياة مناسبة للشعب رغم الظروف الصعبة "نحن موجودون لخدمة الشعب، ومصلحته من أولوياتنا، فإدارة مشكلة من أبناء الشعب من المؤكد أن مصلحتها هي الشعب وخدمته".
 
ملجأ للنازحين
احتضنت مدينة منبج عشرات آلاف من النازحين، فأعدادهم تجاوزت الـ 23 ألف نازح من المدنيين الذين فروا من هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته على مناطقهم. فحركة النزوح بدأت عندما احتلت تركيا مدينة جرابلس في آب/أغسطس 2016.
 
 
وقالت الرئيسة المشتركة للجنة الشؤون الاجتماعية والعمل أسماء رمو لوكالتنا "مناطق شمال وشرق سوريا هي الأكثر أماناً مقارنة بالمناطق الأخرى في سوريا، ولإن منبج تتمتع بالأمن أصبحت مقصداً للنازحين، من مختلف المحافظات السورية فهناك نازحين من إدلب ومن حمص وحماه".
وأشارت أسماء رمو إلى أنه "بحسب إحصائية مكتب شؤون النازحين التابع للجنة الشؤون الاجتماعية والعمل في الإدارة المدنية الديمقراطية في منبج وريفها فإنه تتواجد حوالي 40 ألف عائلة نازحة في مدينة منبج وريفها".
وبينت أن "من بين العوائل النازحة 386 عائلة في مخيم منبج القديم جنوب شرق المدينة، و625 عائلة في مخيم منبج الجديد، و1390 عائلة في المخيمات العشوائية في المدينة والريف، والبقية متواجدين في المنازل في الريف والمدينة".
وأما عن دعم الإدارة للنازحين أشادت أسماء رمو بجهود الإدارة المدنية الديمقراطية ضمن الإمكانيات المتاحة من خلال تقديم الدعم والمساعدة للنازحين وتأمين مادة الخبز والمازوت والكهرباء وجميع أساسيات المعيشة لهم، فيما أكدت أن المنظمات الإنسانية لا تقدم الدعم الكافي.
وحول سؤالنا عن السبب الذي دعا نازحين لعدم العودة إلى مناطقهم رغم انتهاء المعارك أجابت "من الممكن أن المعارك قد توقف في مناطقهم، لكن الأمان والظروف المعيشية لم تتوفر بعد، ولا حتى الاستقرار وهذا ما يدفعهم للبقاء". 
وفي ختام حديثها لفتت الرئيسة المشتركة للجنة الشؤون الاجتماعية والعمل أسماء رمو إلى أن تنظيم الإدارة للشعب والانخراط مع الشعب والوعي ساهم في استيعاب هذا العدد الهائل من النازحين.