'خلال عامين تعرضت أكثر من 60 امرأة للاعتداء'
نتيجة قلة فرص العمل والوظائف، يجبر أهالي شرق كردستان العمل في التهريب وهو عمل غير قانوني وخطير وصعب للغاية ويعرض حياتهم للخطر، ولكن ليس لديهم خياراً آخر لتغطية نفقات معيشتهم، على حد قولهم.
جوان كرمي
كامياران ـ على الرغم من التربة الخصبة لمدن شرق كردستان، ووفرة مواردها المائية، وطبيعتها، والثروة الحيوانية، إلا أنها لم تعد مزدهرة كما كانت في العقود الماضية نتيجة التضخم والانخفاض الحاد في القوة الشرائية للأهالي في إيران وشرق كردستان.
من ناحية أخرى، فإن الحكومة الإيرانية، من خلال تركيز صناعاتها في المحافظات الوسطى وحرمان مدن شرق كردستان والمناطق المهمشة الأخرى من التمتع بهذه الصناعات، قد فرضت البطالة وقلة فرص العمل على مواطني شرق كردستان.
في مثل هذه الحالة، يتعين على المواطنين إما الهجرة إلى طهران والمدن الكبرى الأخرى للعثور على وظيفة مناسبة، أو الانضمام إلى عدد لا يحصى من الأشخاص الذين ينخرطون في أعمال أخرى مثل البيع على جانب الشارع والتهريب تحت نيران الضباط.
في السنوات الماضية، كانت هناك عدة تقارير وحتى صور عن وجود امرأة أو أكثر من النساء اللواتي تعملن في التهريب بشرق كردستان، لكن هذه القضية لم يتم التعامل معها بجدية، وتحدثت لوكالتنا إحدى النساء اللواتي تعملن في التهريب (أ. م) تبلغ من العمر 28 عاماً من مدينة كامياران عن وجود العديد من حالات اغتصاب خلال العمل في التهريب.
"التهريب ليس وظيفة"
وقالت (أ. م) إنها مكثت في مدينة باوه لفترة وعملت في مطعم ومن ثم في مخبز وحتى مقهى لفترة لكن الراتب لم يكن كافياً، لذلك اضطرت لاختيار العمل في التهريب "أعمل في التهريب منذ عامين تقريباً، إنه صعب حقاً، لكن في بعض الأحيان كان مثيراً للاهتمام بالنسبة لنا".
وأضافت "في بعض الليالي، كنتُ أهرب البضائع مرتين في اليوم، من أجل إعالة أسرتي كون وضعها المادي صعبٌ للغاية، لم أشعر بالتعب لأنني كنت مضطرة على ذلك، فالتهريب ليس عاراً على النساء لكنه ليس وظيفة. أود أن أحصل على وظيفة ذات يوم لأن ظروف الحياة صعبة للغاية".
وأشارت إلى أنه مرت ليال كانت تقف على قدميها لمدة عشرين دقيقة دون أن تتحرك وهي تحمل حقيبة ثقيلة على كتفيها "عندما كنت أرى الضباط اختبئ في مكان ما وأقف على قدمي والتزم الصمت"، وفي أحياناً أخرى كانت تسقط وتصيب أحد أعضاء جسدها، كما أن صديقتها سقطت من ارتفاع أثناء تساقط الثلوج بكثافة وكسر عمودها الفقري، وفي إحدى المرات عندما كانت تسير ليلاً قالوا لها إن فتاة من مدينة جوانرود سقطت من ارتفاع وتوفيت، بحسب ما أوضحته.
الاعتداء الجنسي
ولفتت إلى أنه "خلال العامين الماضيين، تعرضت حوالي 60 إلى 70 امرأة تعملن في التهريب للاغتصاب. نعمل في التهريب بدافع الضرورة. لو كان هناك مصانع في مدينتنا، وزراعة جيدة، فلن نضطر للعمل في التهريب. الضباط لا يهتمون بحياتنا ويطلقون النار مباشرة علينا".
وحول المشاكل الحالية التي تواجهها بسبب إغلاق الحدود، قالت (أ. م) إنها تعمل في حصاد الحمص لأن الحدود أغلقت ولا أحد يستطيع العمل في التهريب "تم إغلاق الحدود لمدة شهر تقريباً، ولهذا السبب في المرة الأخيرة التي ذهبنا فيها إلى التهريب مع صديقاتي، سلكنا طريق خطير للغاية، وأخبرت صديقاتي أنه إذا كان الأمر صعباً جداً، فلن أعود مرة أخرى، لأنني لا أريد أن أفقد حياتي بسبب التهريب. من الأفضل أن نموت جوعاً، ولا نسقط من المرتفعات لأنه لن تعرف عائلاتنا أين نحن ولن يجدنا أحد ".
وأوضحت أنها تذهب في الصباح الباكر في الساعة 4:00 حتى الساعة 2:00 بعد الظهر تحت أشعة الشمس الحارقة مقابل 500 ألف تومان، ويستغرق العمل بضعة أيام فقط.
"لا يمكنني شراء أي شيء"
وعن الصعوبات والمخاطر التي تواجهها أثناء عملها، تقول والدموع في عينيها "على الرغم من أن البضائع التي كنت أحملها كانت ثقيلة جداً، إلا أنني طلبت حمل المزيد من البضائع من أجل تعويض الأموال التي أنفقتها بسبب مرض والدي وادخارها في حال حدث أي شيء سيء لي أو لعائلتي لأنهم لا يستطيعون تحمل التكاليف بأنفسهم"، مضيفةً "بغض النظر عن المال الذي اكسبه من عملي، إلا أنه لا يمكنني شراء أي شيء، فالأسعار بارتفاع مستمر"
وأوضحت أنه "كان هناك صراع على الطريق، وكان علينا التوقف والانتظار، واضطررنا إلى الوقوف لمدة ساعتين مع الحمل على أكتافنا، في بعض الليالي كان علينا أن نبقى مستيقظين حتى الصباح".
وفي ختام حديثها، أكدت على مقاومتها "أحاول مواجهة صعوبات الحياة بإرادتي ولن استسلم أبداً، سأعمل لمقاومة الظروف المعيشية الصعبة وأتحمل كافة الصعوبات".