خلال العام الجديد... نساء شمال كردستان تأملن بحياة يسودها السلام

عبرت نساء آمد بشمال كردستان عن آمالهن بإحلال السلام وتحقيق العدالة والحرية في البلاد خلال العام الجديد.

مدينة مامد أوغلو

آمد ـ شهد عام 2023 أحداثاً فاقمت من أوضاع المرأة في تركيا وشمال كردستان، والتي بدأت بالزلزال ومن ثم الانتخابات والفيضانات وتزايدت جرائم قتل النساء وتفاقمت الأزمة الاقتصادية وتصاعد النضال في مواجهتها، كان عاماً مليئاً بالهجمات المكثفة، التي عملت على تقييد مساحات معيشة النساء والأطفال ومحاولة تدمير مكتسباتهم، والأزمة الاجتماعية التي قد أثرت على كل جانب من جوانب الحياة في البلاد.

ذكرت النساء في حديثهن عن تزايد الأزمة الاقتصادية والعنف ضد المرأة، بأنهن لم تعشن لحظة من الراحة خلال عام ٢٠٢٣، وعبرن عن آمالهن بحياة سلمية يسودها السلام في عام ٢٠٢٤، مشيرات إلى أن وجود عالم خال من العنف أمر ممكن وأن النضال سيستمر في العام الجديد.

 

"نريد الحرية والسلام"

وقالت عائشة ألن إنها لا تريد أن تتعرض أي امرأة أو فتاة للعنف، لكن لا يمكننا فعل الكثير للحد من العنف "أحلم بعام جديد خال من العنف، ويكون فيه مستوى التعليم مرتفعاً ويخلو من الأزمة اقتصادية، على النساء القراءة وتطوير أنفسهن لأنهن بحاجة إلى ذلك. نمر فعلاً بأزمة اقتصادية لأننا نعيش في منزل إيجار، لقد تزوجت منذ ثلاثة أعوام وخلال تلك الفترة قمنا بتغيير ست منازل، وهناك احتمال مغادرتنا لمنزلنا الحالي أيضاً، بالطبع أريد أن تنتهي الأزمة، أريد أن أعيش في ظروف أفضل مما نحن فيه، وأن يكون هناك مستقبل زاهر لأطفالنا".

فيما قالت جايدة دميروك إن الفئة الشابة عاطلة عن العمل، والأناس يتجولون في الشوارع دون عمل "ما نريده في هذا العام الجديد، هي الحرية وليس الظلم أو القمع، نريد السلام لا الصراعات أو الحرب، فهناك أيام يكون فيها الناس غير قادرين على دفع ثمن الخبز، البعض منهم قد يستطيعون إدارة أنفسهم، لكن أولئك العاطلين عن العمل لا يتمكنون من تأمين معيشتهم. ابني ليس لديه عمل، أريد أن يضعوا حد لهذه البطالة وتنتهي الحروب، نريد الرفاهية لا الضائقة أو المشقة".

 

تحقيق العدالة

من جانبها تمنت هوليا كوليش أن تنتهي الحروب ووضع حد لإساءة معاملة الأطفال والمجازر التي ترتكب بحق النساء وأن يعم السلام في كافة أنحاء العالم، مطالبة بتحسين أوضاع الشعب والقضاء على المشاكل الاقتصادية وتحقيق العدالة من أجل مستقبل أفضل.

ولفتت نجلاء باتيك إلى أن عام 2023 مضى بصعوبة نتيجة الأوضاع الاقتصادية والصحية المتردية "لقد فقدت عملي في فترة الزلزال ومررنا بعام سيء للغاية من جميع النواحي، لا أعلم حقاً ماذا سنفعل في العام الجديد. أتمنى أن يكون هناك نظام يتوفر فيه إمكانيات أفضل للتعليم ومستقبل أفضل لأطفالنا، كل ما نفعله هو محاولة تأمين معيشتنا، فهناك عائلات ليس لديها القدرة على شراء الكتب لأطفالها".

 

"مواجهة كافة الصعوبات"

بدورها قالت الطالبة الجامعية أفجين أتار إن الحياة كانت صعبة للغاية بالنسبة لهم خلال هذا العام، من العنف الذكوري إلى الأزمة الاقتصادية إلى الضغوطات ولا تزال مستمرة، مضيفةً "طوال العام كنت أبحث عن عمل في كل مكان، لقد مررت بأيام صعبة للغاية حتى تمكنت من الحصول على عمل".

وأضافت "على النساء أن ترفعن من وتيرة نضالهن من أجل نيل حريتهن ومواصلة العمل لمواجهة الأزمة الاقتصادية والعنف ضد المرأة، إن أهم الأمور في هذه الحياة هي المقاومة، ونحن النساء علينا دوماً أن نقاوم في مواجهة هذه المشاكل، كفى فلتنتهي مجازر النساء".