جمعية "VVIP" تعمل على تأسيس شبكة من النساء الرائدات لدعم وتمكين المرأة

يشهد العمل النسوي في لبنان تطوراً أفضى إلى تكريس واقع جديد، عنوانه تحديد رؤى وتصورات واضحة لدفع هذا العمل نحو آفاق جديدة

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ يشهد العمل النسوي في لبنان تطوراً أفضى إلى تكريس واقع جديد، عنوانه تحديد رؤى وتصورات واضحة لدفع هذا العمل نحو آفاق جديدة، وليكتسب زخماً أكبر عبر "التشبيك" بين سائر منظمات المجتمع المدني، لا سيما النسوية منها، بهدف تمكين المرأة ليس اقتصادياً فحسب، وإنما على المستويات السياسية والاجتماعية والتعليمية، فضلاً عن الانتقال بالأفكار والمبادرات نحو العمل اليومي كمهمة رئيسية في حاضرة النضال من أجل الحقوق وكسر الصورة النمطية للمرأة.

في هذا الإطار نظمت جمعية "النساء في مراكز السُلطة (VVIP)" لقاء جمع أعضاء الهيئة الإدارية وعضوات من الجمعية بنساء رائدات من جمعيات نسوية مختلفة في منطقة زوق مصبح شرق بيروت، بهدف إنشاء شبكة من النساء الرائدات وذات خبرات محلية ودولية لتبادل الخبرات واغتنام الفرص لاستبدال السلبيات بالإيجابيات، واكتساب التطوير الوظيفي والمعرفي وتوفير الخبرات وفرص العمل للابتكار بهدف دعم النساء وتمكينهن.

 

الغناء من أجل قضية

 

 

قالت رئيسة الجمعية كارول حبيقة لوكالتنا أن "الهدف من هذا اللقاء هو خلق مجتمع وشبكة من النساء من سيدات الأعمال والرائدات في المجتمع وصانعات القرار في المجالات المختلفة، فعدا عن مساعدة المجتمع، يجب السعي إلى تطوير أنفسنا، والتعلم من خبرات الآخرين، وهو ما نسعى إليه منذ 2017، ونفذنا في الجمعية نشاطات رياضية وساعدنا كبار السن، ونساهم عبر مشاريع مع وزارة التربية والتعليم العالي والبنك الدولي مع خبراء لتقديم المعلومات والبيانات التي تخص النساء، ونسعى إلى البدء بمشروع جديد لبناء قدرات النساء من خلال هذه الشبكة، للوصول إلى أكبر عدد من النساء".

وأضافت "لدي هواية، أحببت استخدامها للإضاءة على القضايا المختلفة وهي الغناء في النشاطات والفعاليات المختلفة".

 

صحة المرأة النفسية والجسدية

 

 

وقالت المختصة بالأمراض الداخلية والرئوية الدكتورة جوسلين ساسين "أعمل كطبيبة أمراض داخلية ورئوية ومشاكل النوم في لبنان منذ 15 عاماً، وخلال جائحة كورونا شعرت أن المهنة التي أمارسها عمل بطولي، ولا يقتصر على الرجال فحسب، بل يحتاج إلى نساء أيضاً، خصوصاً وأن مريض كورونا يحتاج لشخص يشعر ويتعاطف معه، كما تعامل الأم طفلها".

وأكدت أنه "يجب تمكين المرأة في كافة المجالات ولا سيما في المجال الصحي، حيث لا يتم تمثيلها بصورة كافية، لا سيما في نقاط القوة أو التي لديها تأثيراً كبيراً خصوصاً فيما يتعلق بتغيير إيجابي في الرعاية الصحية"، وحثت على ضرورة اهتمام المرأة بصحتها النفسية والجسدية، للوقاية من الأمراض.

 

التكنولوجيا والمرأة

 

 

وقالت الخبيرة في التسويق الرقمي دارين صالح "أنا متواجدة اليوم لتسليط الضوء على دور المرأة في مجال التكنولوجيا، وعلى تطبيق ابتكرته اسمه "تكة" Tech، وهو سلسلة من الفيديوهات القصيرة التعليمية الأسبوعية، لزيادة الوعي في العالم العربي، والتي تساهم بتعريف المجتمع بالتقنيات المختلفة والاستخدامات الصحيحة للتكنولوجيا، والإضاءة على آخر الابتكارات التي يمكن أن نحتاجها في حياتنا اليومية، وعلى المبتكرين والمبرمجين الذين ساهموا بثورة في هذا المجال".

وأشارت إلى أن مشاركتها في هذا اللقاء كانت "قيمة للغاية، بسبب تواجدها بين عدد كبير من النساء، كل منهن تحمل في جعبتها الكثير من الخبرات الحياتية" موضحة أن "كل واحدة منا لديها قصة، والتي يجب مشاركتها لنتمكن من الريادة والتغيير، لأن ما نقوله ونعبر عنه من خبرات وما يمكننا إنجازه مهم جداً، ويجب أن يكون له تأثير إيجابي لزيادة الوعي لدى الأجيال الجديدة".

 

 

وعن مؤسسة تنمية الرواد، قالت المديرة التنفيذية للمؤسسة عفاف مخايل "مؤسسة رواد الأعمال هي مؤسسة غير ربحية تأسست عام 1999 بهدف مساعدة الناس وتقديم خبراتهم لخدمة المجتمع، لا سيما التي يملكها النساء والشباب في المناطق الريفية أو المجتمعات المهمشة في المدن، وكان الهدف الأساسي خلق فرص عمل للمساهمة في المجال الاقتصادي، من خلال التدريب المجاني على ريادة الأعمال من الناحية العملية والإدارية، بالإضافة للإرشاد والدعم المادي والمعنوي للأشخاص الذين لديهم خططاً واعدة ومشاريع مبتكرة وطموحة، والتي تساهم بالاستدامة".

وأشارت إلى أن "المؤسسة تمكنت من مساعدة أكثر من 5 آلاف شخص من كافة الفئات في المجتمع من أصحاب المؤسسات والمهن الصغيرة مع نسبة تقدر بـ 76 بالمئة من النساء و39 بالمئة من الشباب، ما ساهم بتمكين المرأة والشباب والمجتمع، وخصوصاً في هذه الأزمة الاقتصادية وجائحة كورونا، كما ساهم بتغيير الصورة النمطية للمرأة، خصوصاً في المجتمعات المحافظة".

وعن دورها ضمن جمعية VVIP، قالت "تعنى هذه الجمعية بأمور المرأة والتربية ومن أهدافها تمكين المرأة وهو أمر يعد أحد أهداف مؤسستنا، لذا شاركت معهم كمؤسسة للجمعية".