'جعلنا من مخيم سردم رمزاً لعفرين السلام'

أكدت النازحة من مقاطعة عفرين موليده شاموا أن زراعتهم للأشجار والورود والخضروات في مخيم سردم هي جزء لا يتجزأ من مقاومتهم في وجه الاحتلال التركي والظروف القاسية التي عاشوها.

سيبيلييا الإبراهيم

الشهباء ـ يعيش أهالي مقاطعة عفرين بعد أن هجروا قسراً من مدينتهم إثر احتلالها من قبل تركيا ومرتزقتها في عام 2018، في مخيم سردم الذي أنشأته الإدارة الذاتية في مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا.

تقول موليده شاموا البالغة من العمر 36 عاماً، وهي أم لأربعة أبناء، من قرية برادي التابعة لناحية شيروا بمقاطعة عفرين في شمال وشرق سوريا "بدأت تركيا بشن هجماتها على عفرين مستخدمة ما يقارب الـ 72 طائرة حربية، بالرغم من ذلك لم نخرج في البداية لأننا لم نكن نود أن نترك أرضنا خلفنا، إلا أنه بعد اشتداد القصف الهمجي لم يبقى أمامنا خيار سوى النزوح والخروج من المدينة لإنقاذ أرواح أبنائنا".

بعد خروجها وعائلتها من مدينة عفرين التي تم احتلالها في الثامن عشر من آذار/مارس عام 2018، لجأت إلى مخيم سردم "العصر" الذي أنشأته الإدارة الذاتية في مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا لإيواء المهجرين من عفرين، وعن ذلك المخيم تقول "لم ننسى عفرين، جعلنا من مخيم سردم رمزاً لعفرين السلام".

وسمي المخيم بـ "سردم" تيمناً بمقاومة العصر التي أبداها أهالي عفرين في مواجهة الاحتلال التركي ومرتزقته، وجعل أهالي عفرين المخيم الواقع في مقاطعة الشهباء تبدوا وكأنها عفرين التي تتمتع بطبيعة خلابة، من خلال زرع الأشجار والورود.

وأوضحت موليده شاموا أنه "من خلال زرعنا للأشجار نؤكد للعالم أن عفرين عائدة وقائم في روح كل فرد عاش على أرضها واستمراراً للمقاومة التي أبديناها في وجه الاحتلال التركي، رغم أننا نعاني الكثير منذ ستة أعوام، أي بخروجنا من عفرين قسراً، نتمنى أن نعود إلى عفرين محررة من المرتزقة، لقد بدأ صبرنا ينفد حيال ما نعيشه ونقاسيه في المخيم بعيداً عن عفرين مدينتنا، سنعود يوماً لا محال".

وحول علاقتهم ودورهم في الزراعة تقول "نحن شعب عفرين نعشق الطبيعة الخلابة ونعتبر الطبيعة والبيئة الجميلة جزءاً لا يتجزأ منا، لتبقى عفرين أمام أعيننا جعلنا من المخيم حديقة للورود وغابةً للأشجار، وكلما تأتي الريح نشعر أنها تحمل إلينا رائحة عفرين، فعندما تختلط برائحة أشجار المخيم نشعر أننا قريبين من مدينتنا".

ولفتت إلى أنهم زرعوا الأشجار والورود لتنقية الهواء "كوننا في مخيم والبيئة المحيطة بنا قاسية، لجأنا لزراعة الأشجار لتنقية الهواء، كما أننا كعفرينيين اعتدنا على أن تكون البيئة المحيطة بنا كلها أشجار وورود".

إذ دخلت المخيمات التي يقطن بها نازحي عفرين سترى كل خيمة حديقة تحاكي جمال عفرين المحتلة وتروي قصة شعب يعشق البيئة ويحافظ عليها، كما تقول موليده شاموا "أمام كل خيمة شجرة وبعض من الورود، فكل عائلة قاطنة في المخيم جعلت من خيمتها حديقة، وهي بالنسبة لنا جزء من استمرار مقاومتنا في وجه الاحتلال الذي حاول تشويه عفرين".

وفي ظل الحصار الذي تفرضهُ حكومة دمشق على مقاطعة الشهباء ونفاذ المواد الأساسية والمواد الغذائية اختار مهجرو عفرين طرق عدة لمقاومة هذا الحصار والاعتماد على الذات في تأمين الخضروات "قمنا بتزيين المخيم بزراعة الأشجار بالإضافة إلى زراعة بعض الخضروات، في محاولةً منا لتوفير خضروات نظيفة دون استخدام أي مواد كيماوية".

وعن طريقة سقاية الخضروات والأشجار والورود داخل المخيم توضح "نواجه بعض الصعوبة في تأمين المياه لسقاية ما قمنا بزراعته، حيث نجلب المياه من مسافة بعيدة بعض الشيء، وفي فصل الصيف تقل المياه إثر ارتفاع الحرارة وانقطاع المياه عن المدينة، ولكن بالرغم من ذلك سنتحمل كل شيء ونقاوم هذه الظروف الصعبة في سبيل العودة يوماً ما إلى عفرين السلام".