"هي مش مجرد رقم" مبادرة لتعزيز دور النساء في الشأن العام والمعترك السياسي

تسعى مبادرة "هي مش مجرد رقم" إلى تعزيز دور النساء في الشأن العام والمشاركة السياسية ودعم وصولهن لمراكز صنع القرار وتولي المناصب العليا.

نغم كراجة

غزة ـ أٌطلقت مبادرة "هي مش مجرد رقم" بهدف تعريف وتوعية النساء بحقوقهن السياسية من خلال إعداد ودعم كوادر نسوية لديها الوعي والإدراك بحقهن في المشاركة السياسية وصنع القرار، وتشكيل ائتلاف نسوي يمتلك الإمكانية والقدرة على رفع صوته للمطالبة بحقوق المرأة في المعترك السياسي أمام أصحاب القرار، وحث النساء على أهمية ممارسة حقوقهن في الاقتراع والترشح للانتخابات.

حول أهداف مبادرة "هي مش مجرد رقم" أوضحت المنسقة رنا جودة "فكرة المبادرة جاءت للمساهمة في تعزيز دور النساء داخل المجال العام من خلال دعم وتفعيل حقهن في المشاركة السياسية عن طريق مجموعة من الأنشطة للتعبير عن التحديات التي تواجههن في الشأن العام وخصوصاً انخراطهن في المجال السياسي وإبراز أهمية وجودهن في مراكز صنع القرار"، لافتة إلى أن المبادرة تستهدف النساء من الفئة العمرية 18 حتى 45 سنة.

وبينت أن الأنشطة ستتخللها مجموعة من اللقاءات الحوارية وجلسات المساءلة والمناقشة والعمل الفني المسرحي حول حرية المشاركة السياسية للمرأة والحد من التمييز وعدم المساواة.

وعن الخطة الاستراتيجية والمخرجات التي قامت عليها المبادرة أشارت إلى أن أهمها تشكيل ائتلاف نسوي يحمل اسم "هن شريكات" الذي يؤدي دوراً في إطار وإدارة وطرح برامج؛ لتعزيز المشاركة في الحياة السياسية ويضم 20 امرأة من النساء الفاعلات وكذلك ذوات الاعاقة في مؤسسات المجتمع المدني والمجال العام، وإشراكهن في الأدوار المسرحية حيث تم إعداد ثلاث عروض فنية تحاكي الواقع.

وأضافت "نظمنا زيارات لمؤسسات وبلديات ووزارات لدعم حقوق المرأة في العمل السياسي ووصولها لمراكز صنع القرار، وتم انتاج برومو لأنشطة المبادرة؛ لنشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع حملات رقمية هدفها المناصرة والتوعية".

وبينت أنه سيتم مناقشة ورقة حقائق متعلقة بالوضع السياسي للمرأة والتطلعات السياسية المستقبلية لمشاركتها في مراكز صنع القرار مع التركيز على القوانين التي تدعم حقها في الترشح والاقتراع، مشيرة إلى أن المبادرة مستمرة حتى عام 2025 بتوسع الأنشطة.

وحول العمل المسرحي الذي يناقش التحديات المجتمعية التي تواجه المرأة في توليها مناصب قيادية، قالت إن "أحداث العرض تدور حول زوجين محاميين لديهما آمال مشتركة ترمي لمساعدة الآخرين في تحقيق العدالة والوصول إليها من خلال افتتاحهما مكتباً للمحاماة وتمر السنين ويرافقها طموح بأن تكون قاضية ثم تأتي الفرصة إلا أنها لاحظت معارضة زوجها وتذرع بأسباب غير منطقية بالنسبة لها ليبدأ الصراع بينهما وتكشف بأنه بات يعرقل خطوات تقدمها بكل ما أوتي من قوة مستنداً على علاقاته وثقافة المجتمع الذي لا يقبل تقبل النساء في مثل هذه الوظائف والمهام.

وواجهت المبادرة عدة تحديات منها ضعف مشاركة الفئة المستهدفة في الأنشطة، والثقافة المجتمعية السائدة التي تعيق مشاركة المرأة في المجال العام وتقلل من شأنها وتنكر دورها "نسعى التشبيك مع المجتمع المحلي للوصول إلى أكبر عدد من النساء وتحفيزهن على المشاركة وتوعيتهن بحقوقهن" على حد قولها.

 

 

من جهتها أكدت الناشطة الحقوقية وإحدى عضوات ائتلاف "هن شريكات" هبة أبو وردة على دور المرأة الواضح ونضالاتها البارزة في المعترك السياسي والشأن العام "شاركت المرأة الفلسطينية في كافة المجالات منذ الثورة الكبرى عام 1936، وكانت بجانب الرجل في الكفاح والنضال والقتال وجابهت الحصار والاحتلال وقدمت الكثير من التضحيات في سبيل حريتها ونصرة وطنها".

وقالت "لابد أن نُشيد بإنجازات ودور المرأة الفلسطينية لأنها شريك أساسي في جميع الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيره، ونأمل أن تتحسن أوضاعها في ظل الهجومات والسياسات التي تحاول إبعادها عن الساحة السياسية، وحان الوقت لتحقيق تقدم حقيقي يضمن مشاركتها في المشهد السياسي".

وأشارت إلى أن "ائتلاف هن شريكات" سيواكب أحوال النساء وتسليط الضوء على أدوراهن وإبراز صورتهن البطولية وأيضاً المطالبة بتطبيق القوانين واللوائح التي تضمن حقوقهن في الحياة السياسية.