إغلاق المدارس في مقاطعة الشهباء يهدد مستقبل أكثر من 15 ألف طالب/ـة
يؤثر حصار النظام السوري وإغلاق المدارس في مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا بشكلٍ مباشر على المستوى والنظام التعليمي الجديد المعتمد على "التقييم".
فيدان عبد الله
الشهباء - أجبرت هيئة التربية والتعليم عفرين- الشهباء في شمال وشرق سوريا على إغلاق المدارس منذ نحو أسبوعين بعد اشتداد حصار النظام السوري وفقدان المحروقات في المقاطعة من جهة واستمرار تهديدات وهجمات الاحتلال التركي من جهة أخرى.
يفرض النظام السوري حصاراً خانق منذ أكثر من شهرين على مقاطعة الشهباء وحي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب من خلال منع دخول المواد الغذائية، والأدوية، والمحروقات، والطحين والمواد الأساسية.
وأثر هذا الحصار بشكل مباشر على العام الدراسي 2022-2023 حيث أن هيئة التربية والتعليم اضطرت لإغلاق 72 مدرسة، وحرم بذلك ما يقارب 15 ألف طالب/ـة من حق التعليم بالإضافة لإغلاق أبواب المعهد الصحي ومعهد الشهيدة فيان آمارا في المقاطعة.
وكانت هيئة التربية والتعليم قد افتتحت في 18 أيلول/سبتمبر 2022 أبواب المدارس أمام طلبة مقاطعة الشهباء ومهجري عفرين واعتمدت في هذا العام على نظام التعليم من الامتحانات إلى التقييم وذلك على غرار الكثير من الدول التي اتخذت من هذا النظام أساساً لها.
أكبر كوارث الحصار
تقول العضو في لجنة التدريب وتعليم المجتمع الديمقراطي عفرين - الشهباء زاخو جان حسين أن المنطقة تمر بوضعٍ حرج وحساس حيث أن النظام السوري يفرض حصاراً خانقٍ على مقاطعة الشهباء ويحرم أهالي الشهباء ومهجري عفرين من أبسط مقومات الحياة من موادٍ غذائية، ومحروقات وتدفئة في ظل الشتاء القارس وغيرها الكثير من الاحتياجات.
وشددت على أن من أكبر كوارث حصار النظام السوري على المقاطعة حرمان الطلبة من حقهم في التعليم والعلم قائلةً "مع استمرار الحصار ومنع دخول المحروقات للمقاطعة بات من الصعب على الإدارة تأمين حاجة الطلبة من المواصلات التي تقلهم من مدارسهم إلى القرى وبالعكس، خاصةً أن قرى مقاطعة الشهباء بعيدة عن بعضها البعض ويصعب الوصول إليها بالسير على الأقدام، وتفتقر الكثير من القرى للمدارس، كما أن عدم توفر المازوت والتدفئة في الصفوف الدراسية يؤثر بشكلٍ مباشر على مدى تركيز الطلبة وصحتهم.
وعن تأثير استمرار إغلاق المدارس على المستوى الدراسي للطلبة نوهت زاخو جان حسين إلى أن لجنة التربية والتعليم وابتداءً من هذا العام بدأت بنظام التعليم من خلال التقييم بعيداً عن نظام الامتحانات، ونظام التقييم يعتمد على نجاح أو رسوب الطالب من خلال تقييمه خلال مشاركته داخل صفه ونشاطاته واجتهاداته أثناء الدرس وعدم تلقي الطالب جميع الدروس يؤثر على هذا النظام والمرحلة التعليمية بشكلٍ عام.
وأشارت إلى أنه إلى جانب هذا الحصار الجائر وفقدان أبسط احتياجات الحياة اليومية لدى الطلبة يواصل الاحتلال التركي هجماته على مقاطعة الشهباء، مناشدةً المنظمات الدولية والإنسانية ومنظمات حماية حقوق الطفل والإنسان بالتدخل وفك الحصار عن مقاطعة الشهباء لعودة الطلبة إلى مقاعدهم الدراسية واستئناف التعليم من جديد لحماية مستقبلهم وبناءه للوصول إلى مجتمعٍ واعي، حر وديمقراطي في سوريا.
"الانقطاع عن أجواء المدارس يشتت أفكارنا"
الطالبة إيلام دادو التي تدرس مرحلة حساسة ومهمة من تعليمها في الثانوية الفرع الأدبي أشارت إلى أن تداعيات الحصار وإغلاق المدارس في المقاطعة كثيرة مما يؤثر على الدروس التي تلقوها خلال الأشهر الماضية خاصة مع استخدام النظام التعليمي الجديد الذي يعتمد على التقييم حيث أنه من المهم أن يحضر الطلبة دروسهم ويشاركوا ما فهموه من الدرس ولا تصلح الدراسة في المنزل والحفظ فحسب.
وتأملت أن تتدخل الجهات المعنية وتضع الحلول المناسبة لفك الحصار الخانق على المقاطعة والإسراع في فتح أبواب المدارس خاصة مع اقتراب انتهاء الفصل الأول من العام الدراسي لحماية الطلبة وتعليمهم.
"على الجهات المسؤولية إنقاذ مستقبل الجيل الجديد"
ومن أهالي الطلبة عبرت وجيهة حسين عن يأسها ورفضها لسياسة التجويع والخنق التي يفرضها النظام السوري على المقاطعة وحرمان الطلبة من مدارسهم قائلةً "أن الحرب التي تدور في سوريا عموماً ومقاطعة الشهباء وتهجير أهالي عفرين قسراً أثرت بشكل كبير على مستوى الطلبة ومدى تعلقهم بالتعليم وحبهم للعلم والمعرفة حيث أن الحرب كانت السبب في إبعاد الكثير من المجتهدين عن دراستهم".
وواصلت حديثها بالإشارة إلى أن الحصار الذي يفرضه النظام السوري يفتح الأبواب مرة أخرى أمام هذه الكارثة وزرع البعد ما بين الطلبة والدراسة، حيث أن الأطفال مشردين في الشوارع وما من هدف واضح أمام حياتهم اليومية كما أن استمرار هذا الإغلاق للمدارس يؤثر على مستوى الطلبة التعليمي.
وطالبت من الجهات المعنية إنقاذ حياة ومستقبل الأطفال الذين سبق وأن عانوا وواجهوا المصاعب خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد من الزمن.