هربت من اضطهاد طالبان وعبرت الحدود وتعمل الآن من أجل كسب لقمة العيش

فر آلاف الأشخاص من البلاد وهاجروا إلى البلدان الحدودية في شهر آب/أغسطس الماضي عندما غزت قوات طالبان أفغانستان

قالت دريا عليزي التي نزحت إلى تركيا مع عائلتها بعد هروبها من قمع طالبان، إنها تعرضت لجميع أنواع المضايقات والعنف أثناء رحلة هجرتها، وأشارت إلى أنه تم اعتقال معظم النساء الأفغانيات في المدن التي يعشن فيها وإرسالهن إلى مراكز الإعادة. مؤكدةً أنها تكافح من أجل البقاء.
 
مدينة مامد أوغلو
وان ـ . وكانت تركيا إحدى الدول التي قبلت المهاجرين في هذه العملية إلى جانب إيران وباكستان. لا يزال معظم اللاجئين الأفغان الذين ساروا عبر الحدود من إيران إلى أن وصلوا إلى تركيا يعيشون في وان. اللاجئون الذين يكسبون عيشهم هنا من خلال قيامهم بأعمال مختلفة يواجهون أيضاً ألفاً وواحداً من الصعوبات. 
 
"لقد تعرضنا للعنف"
قالت دريا عليزي إحدى اللاجئين الأفغان والتي تعرضت للمضايقات والضرب والإهانة، إن ساق شقيقها كُسرت بسبب العنف الذي تعرضوا له على الحدود. وأوضحت إنه بعد دخول طالبان إلى البلاد، توجهت هي وعائلتها سيراً على الأقدام إلى الحدود مع باكستان ثم إلى إيران، وأضافت أنهم نزحوا بعد إيران إلى حدود أورمية وخوي. وذكرت أنهم عبروا الحدود في النهاية إلى تركيا وأكدت أن العشرات من الأشخاص عبروا الحدود معهم وحاولوا إنقاذ حياتهم. 
 
"تعرضنا لكل أنواع التعذيب في رحلتنا"
وذكرت دريا عليزي أنه عند وصولهم إلى الحدود التركية، تعرضوا لتعذيب وضغوط لم يواجهوها على طول الطريق، وأن القوات الأمنية على الحدود تعاملت معهم بشكلٍ سيء للغاية، قائلةً إن الرجال والشباب على الحدود تعرضوا للضرب بالهراوات والأسلحة، وأشارت إلى أنهم أيضاً تعرضوا للعنف بنفس الطريقة.  
 
"تم التحرش بالنساء"
كما قالت دريا عليزي إنها شاهدت أشخاصاً تعرضوا للرجم بالحجارة على الحدود "لقد أخذ الأتراك الذين اعتقلونا على الحدود كل أموالنا وأحرقوها. وتم التحرش بجميع النساء بحجة التفتيش. كما تم تهديد بعض النساء بهذا. في ذلك الطريق واجهنا أكبر صعوبة. لا أحد يريد مغادرة بلده ولكننا اضطررنا للفرار بسبب الحرب، هربنا لإنقاذ حياتنا. لقد أصبح بلدي جحيماً. تعيش الأفغانيات في الجحيم ويقف زبانية جهنم فوق رؤوسهن. يحتاج الأفغان الآن إلى القتال أينما كانوا من أجل مستقبل أطفالهم".
 
"يعتقلون الأشخاص ويريدون اعادتهم"
بينت دريا عليزي إنهم ليسوا بأمان في المدينة التي يعيشون فيها "نعمل هنا في وظائف مختلفة مع عائلتنا. أنا أعمل خياطة، وأتذكر دائماً بلدي وأتوق إليه ولكن لا يمكنني فعل أي شيء. يتم الآن اعتقال معظم النساء العاملات هنا من قبل الشرطة وإرسالهن إلى مركز الإعادة. الآن توجد مئات النساء محتجزات مع أطفالهن. يفر الناس من هناك من أجل إنقاذ حياتهم. لم نكن نريد مغادرة منزلنا ولكننا اضطررنا لذلك. الآن نحن هنا لنعيش. نحن لا نعرف لغتهم ولا حياتهم ولكن لا يمكننا فعل أي شيء آخر. ربما يريدون اعتقالنا وإعادتنا في أي لحظة".
 
"لم نكن نريد مغادرة بلادنا"
وبقولها "هل كنا نريد الفرار من بلدنا؟" لفتت دريا عليزي الانتباه إلى الاضطرار للهجرة واللجوء "حينما هربنا من أفغانستان وحتى لحظة وصولنا إلى هنا قيل لنا أن نعود إلى بلدنا على حدود كل دولة.  تُقتل النساء، ويُقتل الرجال. الآن نحن نكافح فقط للبقاء على قيد الحياة. لقد تخلينا عن كل أهدافنا وتطلعاتنا ومطالبنا بمعنى آخر قوضت طالبان نظرتنا الإيجابية إلى العالم".
 
"نحن نعمل لنتمكن من العيش في تركيا"
دعت دريا عليزي إلى إنهاء فوري للحرب ووقف المعاملة السيئة ضد النساء وبينت أنهم يكافحون في تركيا فقط من أجل العيش "لقد أدار العالم ظهره لأفغانستان. لم يدعمنا أي بلد. لقد رأينا كل أنواع العنف وانتهاك الحقوق من قبل طالبان في بلدنا. والآن لا يوجد مكان للأفغان في العالم، فمن ذا الذي يريد احتضان الأشخاص الذين نزحوا من موطنهم؟ أريد أن تنتهي الحرب في بلدي في أسرع وقت ممكن. أريد أن أعود إلى وطني، لكنني لن أعود أبداً ما دامت ممارسات وأعمال طالبان مستمرة. في بلدنا، لم يتركوا لنا مكان نرى فيه النور. نحن نعمل حالياً في تركيا ولكن هذا العمل هو فقط من أجل كسب لقمة العيش".