حقيقة صورة وصوت المرأة... يعكسها تلفزيون JIN TV

"هدفنا إظهار روح وجمالية ومقاومة وجهد المرأة، ونضالها ضد الذَّهنيّة الذَّكوريّة والعنف المُمارس بحقها، عبر قناة تلفزيونية بكادر نسائي كامل تتناول برامجها وتقاريرها وملفاتها وأخبارها حقيقة المرأة"، تقول مراسلة JIN TV في كوباني بشمال وشرق سوريا شيرين محيدين

مركز الأخبار ـ  .    
إعلام المرأة يعمل على تغيير صورة المرأة في الإعلام، وإعادة صياغة لغة النَّشر في المواضيع الخاصة بها، خاصة فيما يتعلق بحقيقتها ودورها في المجتمع. 
في ذكرى استشهاد المناضلات الثلاث ساكينة جانسز وليلى شايملز وفيدان دوغان اللواتي تم اغتيالهنَّ على يد الاستخبارات التركية بعملية عرفت بمجزرة باريس في التاسع من كانون الثاني/يناير 2013، أعلنت رابطة نوايا جن "Newaya Jin" في ذكرى المجزرة عام 2018، اتخاذ قرار بفتح قناة خاصة بالمرأة في الثامن من آذار/مارس 2018، باسم JIN TV.
فبدأت الفضائية التي تعد أول قناة للمرأة على مستوى الشرق الأوسط والثَّانية على مستوى العالم بثها التجريبي تحت شعار "صوت المرأة، وجه المرأة"، وعملت للوصول إلى أكبر عدد من النساء من خلال البث بأربعة لغات وهي العربية، والفارسية والتركية، والكردية بجميع لهجاتها. 
 
 
مراسلة تلفزيون المرأة (JIN TV) شيرين محيدين (20) عاماً، التي تعمل في القناة منذ تموز/يوليو 2019، قالت إن "بدء بث فضائية المرأة JIN TV، في الثَّلاثين من شهر حزيران/يونيو بشكل رسمي يعتبر خطوة مهمة وجديدة لكل امرأة تناضل في مختلف مجالات الحياة"، مؤكدة أن "الفضائية تأسست من أجل إظهار كفاح المرأة ومقاومتها ضمن المجتمع".  
افتتاح الفضائية هو لعكس جهود ومقاومة ونضال المرأة، وكسر الصورة النَّمطية الموجودة في المجتمع "JIN TV أول قناة بكادر نسائي كامل من مُراسلات ومُصورات ومُخرجات ومختصات قائمات على تشغيل الإضاءة والاستوديو والمونتاج والتَّقديم وغيرها"، مبينةً أن تلفزيون المرأة أخذ على عاتقه مهمة ومسؤولية إيصال صوت ولون وجمالية المرأة إلى العالم.
وعن اختيار يوم المرأة العالمي والذي يصادف الثامن من آذار/مارس لانطلاق البث التجريبي للقناة، قالت "لأنه يوم تحرر المرأة من الظلم والعنف والاضطهاد، والوصول إلى حقيقتها وحريتها"، مضيفةً أنه "من خلال قناتنا عملنا على توعية النساء، وأثبتنا أن المرأة هي منبع الحياة والمقاومة".     
وعن تميز JIN TV عن غيرها من الوكالات أشارت إلى أنه "توجد العديد من القنوات التي تخصص زاوية للمرأة من خلال عرض ملفات وتقارير وبرامج متعلقة بالمرأة، لكن الذين يعملون ضمنها ليس جميعهم نساء"، معتبرةً أن تلفزيون المرأة استطاع بكل جدارة إبراز قضايا النساء على اختلاف انتماءاتهنَّ، بشكل مهني وحرفي مميز". 
وعن عملها لتعريف النساء بقضاياهنَّ قالت "عندما بدأنا العمل حاولنا التقرب من النساء، على اختلاف مستوياتهنَّ التعليمية، ففي القرى بدأنا بتعريف النساء بالفضائية، فالقناة هي التي ستمثل نضالهنَّ وكفاحهنَّ في الحياة، وستتناول مشاكلهنَّ وتطرح الحلول لهنَّ عبر برامجها المُختلفة، وتمكنا من إعداد تقارير عن طبيعة عمل النساء في القرى وطرق عيشهنَّ، والأعمال التي تقمنَّ بها". 
وأضافت "نعرض قضايا النَّساء وندافع عن حقوقهنَّ، لنكون منبراً لكل امرأة ونعكس جهودها، وننقل الأحداث والوقائع من أرض الواقع بحرفية، وهي ضرورة حتمية لنضال وإنجازات ثورة المرأة".
وعن الصعوبات التي واجهتهنَّ قالت "عانينا من تحديات عديدة منها الناحية التكنيكية، والتصوير، وقلة الخبرة والتخصص في المجال، وتغيير الذهنية الذكورية التي تعتبر المجال الإعلامي حكراً على الرجال وليس بإمكاننا العمل دون مساعدة منهم، إلا أننا استطعنا تلافي هذه العقبات بإرادتنا وأثبتنا أننا قادرات على العمل في القطاع الإعلامي بمفردنا". 
وأشارت شيرين محيدين إلى أن لم يكن من السهل إقناع النساء في المناطق العربية كـ "صرين، منبج والرقة، والطبقة" بالظهور على شاشة التلفاز، فهؤلاء النساء تربين على أنه من المعيب أن تتحدث المرأة للكاميرا، "كبلتهنَّ العادات والتَّقاليد والذَّهنيّة الذَّكوريّة التي تسيطر على المجتمع، لكنهنَّ تشجعنَّ مع وعيهنَّ لحقيقة المرأة من خلال مبادئ الأمة الديمقراطية".
وأكدت شيرين محيدين على أنهنَّ في سعي دائم متخذات الإرادة لتعريف المرأة بحقيقتها وإظهار روحها وجمالها، خاصة النساء العربيات اللواتي عانينَّ من انتهاكات مرتزقة داعش "من خلال قناتنا تمكنا من خلق النَّور وإخراجهنَّ من الظَّلام وتحريرهنَّ فكرياً من الظَّلم والاضطهاد". 
أما مقدمة الأخبار في تلفزيون المرأة سامية كردي فتقول إن هدفهنَّ إنهاء الذهنية الذكورية وسيطرة الرَّجل على المرأة من خلال تقديم البرامج الهادفة.
وكانت هذه الخطوة جديدة بالنسبة للنساء، كما تقول "أنها تجربة فريدة من نوعها، لا بد أن تواجه صعوبات ومعوقات كثيرة، ولكن الإرادة والقوة كانتا سبيل استمرارنا ونجاحنا لإيصال صوت المرأة لجميع أنحاء العالم".
فيما تعتبر معدة ومقدمة البرامج سوسن أمين، أنهنَّ يواكبنَّ جميع القضايا التي تهم المجتمع "يجب أن نطلع على جميع الأحداث والمُجريات على المستويين العالمي والمحلي، وكل ما يُهم المرأة من كافة النَّواحي، ولا سيما فيما يتعلق بالعنف الممارس ضدها". 
وتصف سوسن أمين تجربة عملها بالرائعة "العمل ضمن كادر نسائي إعلامي مريح وممتع".   
وترى أن الإعلاميات حققنَّ قفزات نوعية في هذا المجال يجب تسليط الضَّوء عليها "علينا العمل لنحافظ على المستوى الذي وصلنا إليه، وتطوير عملنا، لأن ما فعلناه هنا تحول لتجربة فريدة، وهذه مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقنا، لذا يجب أن نكون أهلاً لها".
وتؤكد سوسن أمين أن الاعلاميات يتحملنَّ مسؤولية نقل المجريات والأحداث عامةً، لذلك يجب أن يتلقينَّ تدريبات متواصلة "الأحداث لا تتوقف والحياة تستمر وتتطور، لذا وجب أن نمتلك القوة لنطور المرأة في شمال وشرق سوريا".