حنين السماك: نعمل على تمكين النساء في كافة المجالات والنهوض بهن
أكدت مديرة جمعية "زينة" التعاونية حنين السماك على أن العمل التعاوني الاجتماعي الاقتصادي هو الأكثر استمرارية وتشاركية ويعمل على تقليل نسبة البطالة
نغم كراجة
غزة ـ أكدت مديرة جمعية "زينة" التعاونية حنين السماك على أن العمل التعاوني الاجتماعي الاقتصادي هو الأكثر استمرارية وتشاركية ويعمل على تقليل نسبة البطالة، مشيرةً إلى أن تسهيل تصدير المنتجات يساهم في حل العديد من المشكلات الاقتصادية التي تواجه النساء في سوق العمل.
شكل عمل النساء التعاوني حلاً مثيلاً للعديد من المشكلات المجتمعية في ظل سوء الأوضاع الاقتصادية وانتشار الفقر والبطالة في المجتمعات الفلسطينية، ومن جانب آخر بغية تعزيز صمود النساء وتمكينهن في كافة مجالات الحياة.
قالت مديرة جمعية "زينة" التعاونية حنين السماك أن "مفهوم العمل التعاوني هو عبارة عن مجموعة من الأشخاص يتعاونوا على فكرة معينة لإنشاء مشروعهم الخاص بهم، سواء مشروع تجاري أو زراعي، وتقديم خدمات بهدف تشكيل وتشبيك المجموعة بغية تقديم خدمة لهم ولعوائلهم وللمجتمع، واليوم توسع الفكر التعاوني بشكل أكبر بحيث وصل إلى كيفية إنشاء جمعيات تعاونية تخدم المجتمع ككل".
وأضافت "في الآونة الأخيرة نسعى إلى تطوير نشأة العمل التعاوني الاجتماعي الاقتصادي، والذي نقصد به أن نجتمع على عمل إنتاجي يعود بالنفع على المجتمع، فعلى سبيل المثال إن أردنا الحديث عن جمعية تعاونية تديرها النساء اللواتي يصنعن منتجات غذائية وزراعية، يتم الاستفادة من أرباحها، بالإضافة إلى عمل مشاريع أخرى بالتشبيك مع بعض القطاعات؛ لتوسيع العمل وهذا بدوره يعمل على تعزيز صمود النساء باستثمار الموارد المتاحة من خلال عملنا في المناطق الزراعية الحدودية والمهمشة".
وأكدت على أن العمل التعاوني الاجتماعي الاقتصادي هو الأكثر استمرارياً وتشاركياً وقدرة على تعزيز صمود الجنسين مما له من آثار تقدمية في تقليل نسبة البطالة، وتحسين الوضع الاقتصادي والتعليمي والصحي، وتخفيف العنف الاقتصادي داخل الأسرة الفلسطينية، غير ذلك تحسين شبكة العلاقات وتبادل المعلومات مما يجعل لدى النساء قدرة على كسر الحواجز مع الآخرين.
وعن ارتفاع نسبة مشاركة النساء في سوق العمل في الفترات الأخيرة، قالت "بعد العدوان الأخير على قطاع غزة ازدادت مشاركة النساء أكثر من السابق نظراً لتردي الوضع الاقتصادي، والحصار المفروض الذي أجبر المرأة على أن تبحث عن مصدر دخل تعيل أسرتها من خلال إنشاء مشاريع صغيرة، فهناك معارض تدعم النساء بعرض منتجاتهن، وأيضاً المواقع الإلكترونية ساهمت في ذلك"، مضيفةً "من جانب آخر توسعت المرأة في مجالات عملها، وتمكنت من استقطاب أفكار مميزة برؤية تسويقية منافسة، وإدارة سلسلة متكاملة بقيادتها".
وأما عن التحديات والمعوقات التي تواجه النساء، فأوضحت حنين السماك أن "هناك العديد من المشكلات التي تواجه النساء أبرزها داخل الأسرة في حال كانت الأم تعمل والأب عاطل عن العمل فيترتب عليه توليد ضغوط نفسية صعبة لها نتيجة ثقل المسؤولية على عاتقها من رعاية الأبناء وتعليمهم، ثانياً المشكلات الداخلية نتيجة تردي الوضع الاقتصادي، فعند امتلاكها لمشروع خاص بها يشعل الغيرة لدى الرجل العاطل عن العمل، ثانياً صعوبة التسويق المحلي والخارجي عندما يكون مشبعاً والتنافسية عالية، رابعاً سعر تكاليف الأيدي العاملة والمنتجات والمواد الخام نتيجة الحصار المفروض الذي يمنع الحصول على المواد بسهولة مما يؤثر على تكلفة المنتج".
ونوهت إلى أن فتح الأسواق الخارجية وتسهيل تصدير المنتجات يساهم في حل العديد من المشكلات الاقتصادية التي تواجه المرأة في سوق العمل، مضيفةً "لابد من نشر الثقافة بالعمل التعاوني حيث تفتقد النساء المعرفة بها لذلك يجب على الهيئة التعاونية نشر التثقيف حتى تدرك النساء آلية العمل التعاوني، والتي تتضمن اشتراك مجموعة من الأشخاص تجمعوا على إنتاج عمل معين بالموارد المتوفرة ودورة حياة المشروع تصبح متكاملة، ولكن للأسف ما يحدث بعد الإنتاج تكون التكلفة عالية مما يجعل هناك صعوبة في التسويق، ثانياً قبل اختيار المنتج يجب تجهيز خطة السوق ودراسة احتياجاته، ثالثاً معرفة كيفية التسويق للمنتج وتحديد الإضافات النوعية المنافسة".
وشددت على أهمية اكتساب النساء المهارات المالية والإدارية في الجمعيات التعاونية، وكيفية التخطيط الاستراتيجي واستمرارية عمل مشروعاتهن سواء كان هناك ربح أو خسارة.
وعن جمعية "زينة" التعاونية تقول حنين السماك "هي جمعية اقتصادية اجتماعية بدأت في نهاية عام 2017 تعمل على المشغولات الحرفية اليدوية، ولديها معملين إحداهما للخياطة ويضم 14 امرأة، والآخر للنجارة يضم تسع نساء، ونعمل على إنتاج ألعاب تربوية وتعليمية للأطفال"، مشيرةً إلى أن "عندما وجدنا مشكلة في السوق المحلي أصبحنا نسير حسب الأجندة السنوية أي في المناسبات الرسمية بهدف مواكبة الحركة الموجودة في السوق، ولدينا صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ونقاط بيع للتسويق، ونطمح للوصول إلى العالمية، ورسالتنا هي تمكين النساء اقتصادياً، سياسياً، اجتماعياً، نفسياً، كما لدينا شبكة من المتطوعين، وتنسيقات مع المجتمع المحلي والخارجي".
وأضافت أن الجمعية نجحت في عدة مشاريع أهمها استكمال النساء تعليمهن وكذلك الأطفال، ووضع الخطط الاستراتيجية للبلدية والمؤسسات الأخرى، كما عملت على تمكين النساء في المشاركة السياسية، والتثقيف في مجال الانتخابات.