'حملة الأصوات الصامتة مشروع حياة للكثير من الأطفال مجهولي الهوية'

أوضحت رئيسة جمعية الفردوس النسوية سميرة عبد الله التي لم يغيب صدى نشاطها النسوي والاجتماعي عن المدينة عدن على مدى خمسة عشر عاماً، والتي تعرف كونها من نساء عدن البارزات، أن حملة "الأصوات الصامتة" ليست مجرد حملة بل مشروع حياة للكثير من الاطفال مجهولي الهوية".

نور سريب
اليمن ـ
تقول رئيسة جمعية الفردوس النسوية سميرة عبد الله لوكالتنا حول بداية عملها الاجتماعي "منذ الصغر وأنا اشارك في الأنشطة العامة الشبابية والرياضية، وكنت لاعبة المنتخب الوطني لكرة الطاولة، لقد شاركت في بطولات خارج البلاد وفيما بعد أشرفت على فريق نسوي لكرة الطاولة والشطرنج في نادي الشعلة"، وبعد تخرجها عملت في المحطة الكهرو حرارية لخمس سنوات "كنت مسؤولة النشاط النسوي في المرفق، لقد أسسنا مع النساء الروسيات في الوحدة السكنية التابعة لهم نشاط ثقافي رياضي ودورات أعمال يدوية مشتركة".
 
 
وحول نشاطها النسوي تقول "بدأ نشاطي النسوي مع تأسيس جمعية الفردوس التنموية النسوية عام 2005، لقد كان نشاطي تطوعي مجتمعي نقوم بأنشطة مختلفة ومتنوعة مثل المحاضرات التوعوية والصحية والثقافية"، مشيرةً إلى أن "الجمعية تقوم بفتح دورات تدريبية برسوم رمزية في مجال التفصيل والخياطة، التدبير منزلي، صناعة البخور والعطور، فن الطبخ، الإسعافات الأولية، ريادة الأعمال، المهارات الحياتية، جلسات بؤرية، دعم نفسي ومجتمعي، إدارة الحالة، تنفيذ مشاريع سبل العيش بدعم من مانحين وتطوير مهارات وقدرات المتطوعات بالجمعية والعضوات النشيطات وإشراكهن في دورات تدريبية وتأهيلية".
بالإضافة إلى "إعطاء الفرصة للمستفيدات التي تفوقنا بالتدريب أن يكن مدربات في بعض المجالات، كذلك من يقمن بالتنسيق أو التيسير في بعض المشاريع المدعومة وغير المدعومة، كما لنا مساهمة في تقديم الاستشارة لبعض المبادرات والجمعيات والمؤسسات حديثي التكوين".
وقالت عن "الأصوات الصامتة" أبرز حملات المناصرة النسوية التي اطلقتها الجمعية قبل ما يقارب عقد من الزمان لدعم الأطفال "تلك تجربة إيجابية على مستوى تنفيذ مشروع يعتبر جريء جداً ومدى الاستفادة من مخرجاته للجمعية والفئة المستهدفة كانت كبيرة".
وأوضحت "مغزى اسم "الأصوات الصامتة" حملة المناصرة التي انطلقت في تموز/يوليو عام 2009، يكمن في أن الكثير من الأطفال فقدوا أصواتهم، لذلك حملة الأصوات الصامتة ليست مجرد حملة بل مشروع حياة للكثير من الاطفال مجهولي الهوية".
وأضافت "على الرغم من أن مدينة عدن وبيئتها المحيطة تتميز بالحكمة النسبية باعتبارها مدينة تطبق الحقوق الأساسية وتمتاز بالمدنية المتقدمة وتأثرت بالتيار اليساري مقارنة بالمدن الأخرى، إلا أن الكثير من أطفال الاحتياجات الخاصة والأيتام والأحداث واللاجئين ومن المجتمعات المهمشة فقدت أصواتها والوسائل الداعية لحقوقها الأساسية".
ولفتت إلى أن المشروع عبارة عن منحة على النطاق الصغير غير أنها محاولة إبداعية تدعو إلى قيام حملة دفاعية سريعة لبعض الحالات الفردية والمطالبة ببعض حقوقهم الأساسية المفقودة أهمها "شهادة الميلاد"، مشيرةً إلى أنها "محاولة لإعادة إيقاظ كل من الحكومة والمجتمع المدني وعامة الناس بأن هذه الشرائح بحاجة إلى العناية والحب والتسهيلات واللوائح والاهتمام، إذ أنه لا زال في مقدورهم أن يصبحوا أدوات نشطة منتجة في المجتمع وأن تكون لهم تفاعلاتهم الحديثة في البلد وتصوراتهم المستقبلية".
ونوهت إلى أن جمعية الفردوس تولت قيادة حملة الدفاع بالتنسيق والتعاون عن كثب مع الأجهزة المعنية وبعض المؤسسات الحقوقية وسيدرج الكل في قائمة ويتم التخاطب معهم عبر برامج ولقاءات وندوات وورش عمل وزيارات، "كان أهم الأهداف التي سعينا لها هو جعل أصوات هؤلاء الأطفال الصامتة مسموعة للمطالبة بحقوقهم الأساسية، وجذب الانتباه إلى قضيتهم، ومحاولة إيجاد الحلول الممكنة من خلال الوسائل الملائمة، وقياس التأثير الاجتماعي والسياسي والمؤثرات والأدوات والاستجابة لهذه الحملة الدفاعية".
وحول الصعوبات والمعوقات التي واجهتها خلال عملها في الجمعية تقول "في بداية عمل الجمعية في مجتمع البريقة كان هناك بعض التشدد الديني، وجهة نظر الأغلبية في المجتمع كان أن عمل المنظمات والجمعيات ليس إنساني ولا يخدم فئات المجتمع وأن العمل يخدم جهات خارجية لا تعمل لمصلحة المجتمع وتحرض على أعمال غير مقبولة، خاصة وأننا كنا نسعى لدعم الأطفال مجهولي الهوية من أجل الحصول على حقوقهم الطبيعية".
وعن مدى نجاح الجمعية في المشروع "كانت الجمعية بين ثمان أفضل مشاريع على مستوى الجمهورية والأولى على مستوى مدينة عدن، نفذنا لقاءات عدة مع المعنيين والمناصرين وندوات وحتى لقاءات مع الأوقاف لكي يتم دعم الفكرة، وحققت تلك الحملة فيما بعد نجاح وتم حل المعضلة بالتعاون مع كل الجهات الحكومية المسؤولة، حتى أننا استطعنا تجاوز العقبات وأوجدنا علاقات تبادل بيننا وبين البيئة المحيطة والمجتمع المحلي وتواصلنا مع بعض الشخصيات المجتمعية المؤثرة مما ساعد على نيل الثقة وكسب ثقة مجتمع البريقة وخارجه حتى على مستوى اليمن بشكل عام".
ووجهت المهندسة المدنية سميرة عبد الله رسالة للنساء اليمنيات قائلةً "يجب علينا التحلي بروح المسؤولية تجاه البلد وحماية حقوق النساء والأطفال، ويتحدين الصعوبات والمعوقات، من يردن العمل يبحثن عن الوسائل ومن لا يردن سيبحثن عن المبررات".