'حماية المجتمع مسؤولية الجميع'
منذ انطلاق ثورة روج آفا التي بدأت شرارتها الأولى من مدينة كوباني في شمال وشرق سوريا في 19 تموز/يوليو عام 2012، استطاعت المرأة تنظيم نفسها كقوة مستقلة
دلال رمضان
كوباني ـ .
تأسست قوات حماية المجتمع عام 2012 داخل الكومينات، وبعد اتساع الرقعة الجغرافية المتحررة من قبل قوات سوريا الديمقراطية، تم الإعلان عن قوات حماية المجتمع بشكل رسمي عام 2015، وبعد أن تجاوزت نسبة النساء ضمنها الـ 60%، تم في الرابع من نيسان/أبريل 2016، تشكيل قوات حماية المجتمع خاصة بها في العديد من مناطق شمال وشرق سوريا، وهي قوات تطوعية مجتمعية.
وفي ظل ازدياد التهديدات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا في الآونة الأخيرة، باشرت قوات حماية المجتمع ـ المرأة في كوباني بالخروج في دوريات ليلية إلى الشوارع لحماية المدنيين والمدينة من أي هجوم محتمل ولتعزيز الاستقرار فيها.
تقول الناطقة باسم وحدات حماية المجتمع منى سليمان "في الآونة الأخيرة وبعد ازدياد التهديدات التركية على مناطقنا، بدأنا بتنظيم أنفسنا من أجل الخروج إلى الشوارع لحماية المدنيين والمدينة، وتتمركز عضوات وحدات حماية المجتمع في 15 نقطة"، إضافة لدورهن في عقد الاجتماعات؛ لتوعية الأهالي وتعرفيهم بالحماية الذاتية وحماية المجتمع.
وأشارت منى سليمان التي انضمت إلى قوات حماية المجتمع ـ المرأة منذ 7 أعوام إلى أن "الحماية واجب على كل شخص وفرد في المجتمع من أجل الدفاع عن أرضه وكرامته وعدم تركها لقمة سهلة للأعداء الذين يهددون أمن واستقرارا المنطقة".
ودعت جميع أبناء مدينتها للخروج في دوريات ليلية لحمايتها من المتربصين بأمنها "ادعو جميع المؤسسات المدنية والأهالي للخروج من أجل حماية مدينتهم والمدنيين. يجب علينا الاستيقاظ والتنبه بما يحوم حولنا من مؤامرات تهدف للقضاء على مكتسباتنا التي حققناها في ظل الإدارة الذاتية".
وأضافت "سنفعل كل ما بوسعنا من أجل حماية المدينة"، مطالبةً شعوب شمال وشرق سوريا بالانتفاض وتحرير المناطق المحتلة في كل من رأس العين/سري كانيه، وتل أبيض/كري سبي، وعفرين.
وفي ختام حديثها دعت منى سليمان جميع النساء إلى التعرف على فكر القائد عبد الله أوجلان الذي طالب بحريتهن "على النساء التدريب وقراءة كتب القائد عبد الله أوجلان والتعرف على فكره الحر من أجل أن يأخذن دورهن في المجتمع وليحمين أنفسهن والمجتمع من الظلم والاضطهاد".
فيما قالت الإدارية بوحدات حماية المجتمع ـ المرأة روخش أحمد "في الآونة الأخيرة بدأنا بحملات متنوعة ومنها زيارة الأهالي في جميع الأحياء بهدف توعيتهم والانضمام إلى قوات حماية المجتمع؛ لإن هذه القوة هي لحماية المجتمع وللمحافظة على أمن واستقرار مناطقنا"، وأوضحت بأنهم يعقدون الاجتماعات ويتم تدريب النساء والرجال على كيفية استخدام السلاح من أجل الدفاع عن أنفسهم في حالة نشوب الحرب. كما يعملون أيضاً على افتتاح دورات في المجالين الفكري والسياسي.
ودعت النساء إلى التحلي بالقوة وترك العادات والتقاليد البالية التي كانت تحد من حريتهن "المرأة استطاعت من خلال ثورة روج آفا أن تثبت نفسها وبجدارة في جميع المجالات ومنها العسكرية وحمل السلاح، لذلك يجب عليها أن تكون قدوةً لجميع نساء العالم وأن تكون مسؤولة من أجل الدفاع عن أرضها وشعبها".
الحماية ليست بالسلاح كما تؤكد روخش أحمد بل إن قوات حماية المجتمع ـ المرأة تؤكد على الحماية الفكرية وهذا هدفها الأساسي ولذلك تعمل بشكل خاص على تثقيف الناس حول حقوق المرأة وتمكينها.
عضو حماية المجتمع ـ المرأة صفا عبد الله أشارت أيضاً إلى الدوريات الحالية بعد التهديدات التركية على المدينة "لا نقبل الهجمات التركية على أرضنا وسندافع عنها بكل قوة وإرادة. نرفض التهديدات ونستنكرها".
وأكدت بأنهم سوف يبقون صامدين حتى النهاية في وجه تهديدات وهجمات الدولة التركية "كثفنا دورياتنا منذ بدأ التهديدات التركية. نخرج بشكل يومي لمدة 6 ساعات متتالية"، مضيفةً "أننا كأمهات نستطيع حماية أولادنا وأنفسنا وأرضنا ونفخر بهذا العمل، ونحن سعيدات جداً به فمسؤولية حماية الأرض تقع على عاتق كل شخص رجل كان أم امرأة".
خالصة أدهم التي انضمت لوحدات حماية المجتمع ـ المرأة منذ عام 2018 ناشدت جميع نساء مدينة كوباني لتنظيم أنفسهن والانضمام للدوريات لحماية مدينهن " هذه الدوريات لا تتطلب الكثير من وقتنا، فنحن نخرج لعدة ساعات في الليل، وهذا واجب علينا جميعاً لأن أرضنا هي كرامتنا".
وفي الختام قالت خالصة أدهم "علينا أن أن نكون مستعدين لنداء الواجب لكيلا تتكررا المآسي والمجازر مرة أخرى في مدينة كوباني كما فعل مرتزقة داعش من ذي قبل".