حكومة إيران تُظهر عدم كفاءتها في إدارة الأزمات
دمر الزلزال الذي ضرب مدينة خوي في إيران 3000 منزل، وأصيب العديد من الأشخاص وفقد حوالي 7 أشخاص حياتهم.
لارا جوهري
خوي ـ تسبب زلزال قوته 5.9 درجة على مقياس ريختر، بالقرب من مدينة خوي في شمال غرب إيران ليلة السبت 28 كانون الثاني/يناير الفائت، في أضرار كبيرة لا يمكن إصلاحها في هذه المناطق.
أظهرت حكومة إيران عدم كفاءتها في مجال السيطرة على الأزمات والتعامل معها للمرة الألف بعد وقوع العديد من الزلازل مثل زلازل مدينة بَم وكرمانشاه، كما شهدت مدينة خوي من قبل زلازل أقل شدة كان أقربها قبل شهرين لكن لم يكن هناك استعداد للتعامل مع هذه الأزمة.
كانت سارة معتمدي خارج المنزل مع عائلتها عندما وقع الزلزال "عندما ضرب الزلزال كنت أنتظر شقيقي في السيارة بينما كان يتسوق في أحد المحال التجارية، وفجأة اهتزت الأرض بعنف وأغلق باب السيارة وصرخ الناس، وكان هناك شيء رهيب يبدو وكأنه صوت قنبلة وانفجار".
وأضافت "لم يكن هذا الزلزال مثل الزلازل السابقة على الإطلاق. غيرت السماء لونها وبدا أن الأضواء الزرقاء والخضراء دخان يرى في السماء. في تلك اللحظة، أردت فقط فتح باب السيارة بسرعة والعثور على شقيقي".
وعن الأضرار التي لحقت بمنزلهم، أوضحت أن "جدران منزلنا بها شقوق لأننا لم نصلحها منذ فترة طويلة. أخذنا أغراضنا وخيمنا وخرجنا إلى الشارع. كان الطقس شديد البرودة لدرجة أن الغطاء لم يفي بالغرض لذلك أضرمنا النار لنتدفأ عليها"، لافتةً إلى أن "المساعدات لهذه المدينة والقرى المحيطة بها قليلة للغاية، والمتضررون من الزلزال يفتقرون إلى الطعام والتدفئة وغيرها".
من جانبها تقول مرضية أحمدي التي تعمل في دائرة المساعدة العامة، إنه عندما وقع الزلزال أرسلوا عدة أشخاص إلى المدينة لمتابعة أوضاع الأهالي وتقديم المساعدة. وذهبوا إلى زقاق حيث التقوا برجل معاق وقال لها ذلك الرجل إنها أول شخص جاء إلى الزقاق لمساعدتهم.
رامين صبحي من سكان مدينة خوي، تحدثت عن أوضاعهم بعد وقوع الزلزال "الوضع سيء، لا توجد خيام ولا تدفئة وأمور كثيرة. المرأة الحامل تترك بلا خيمة في وسط الشارع، حتى إذا أرسلوا مساعدات للناس تكون قليلة جداً حيث يتشاجر الأهالي على الخيم أمام مبنى المحافظة".
وأضافت "ذهبت للحصول على خيمة فقاموا فقط بتسجيل الكود الوطني الخاص بي، وقالوا إنهم سيوصلون الخيمة لعائلتي، لكن لم تصلنا أي خيمة حتى الآن".
وتسببت مطالبة أهالي مدينة خوي بتقديم المساعدة في استياء الحكومة والباسيج، وإثر تلك المطالبة حدثت احتجاجات بين الأهالي ضد الحكومة، مما أدى هجوم القوات الأمنية على الأهالي.
وبدورها قالت ستارة زاده من سكان خوي وهي تقيم الآن في منزل شقيقتها في أورمية بسبب الزلزال "أتمنى أن أعرف لماذا الحكومة غير مسؤولة إلى هذا الحد؟، هناك سيارات وقوات أمنية في المدينة، والأمس كانوا على طريق أورمية ـ خوي مع المدرعات، وكأن هذه الحكومة تخاف من أي تجمع، وتشعر أن شرارة الاحتجاج هي بسبب عدم مسؤوليتها وعدم كفاءتها".
ولا تزال مدينة خوي تشهد توابع شديدة نسبياً، وقد تسبب نقص المرافق في تهجير الكثيرين من مدنهم وقراهم والاستقرار في مدن أخرى. في الوقت الحالي، قوات الشرطة ليست نشطة للغاية في المدينة، وتقع مسؤولية ضمان سلامة الناس والبيوت غير المأهولة على عاتق الأهالي. وقد أدى ذلك إلى زيادة عدد السرقات من المنازل في المدينة، كما تم الإبلاغ عن عدة حالات سرقة للمساعدات العامة.
وتم جمع العديد من التبرعات من مدن أخرى مثل مهاباد وبوكان وأورمية من قبل الهلال الأحمر، ومع ذلك، لم يُسمح للمتبرعين والمنظمات غير الحكومية الأخرى بجمع التبرعات.
غزل محمدي من مدينة مهاباد تقول عن مساعدة أهالي خوي "أرسل أحد المتبرعين من مهاباد بعض المستلزمات إلى هذه المدينة طوعاً، ولكن عند مدخل خوي أوقفوا سيارتنا وقالوا إنه نظراً لعدم وجود ترخيص قضائي، لا يمكننا فعل أي شيء".