هجمات الاحتلال التركي تدمر مستقبل أطفال كوباني وتحرمهم من حقهم في التعليم

في يوم الطفل العالمي أطفال العالم يحتفلون وأطفال شمال وشرق سوريا يعيشون في ظل الهجمات والانتهاكات والقتل تحت أصوات طائرات الاحتلال التركي.

نورشان عبدي

كوباني ـ لم تختصر هجمات الاحتلال التركي على المدنيين العزل بل باتت تلاحق مستقبل أطفال كوباني بشمال وشرق سوريا وتحرمهم من الذهاب إلى المدارس لإكمال تعليمهم بعد تدميرها كلياً.

شن الاحتلال التركي في 19 تشرين الثاني/نوفمبر هجماته على مناطق شمال وشرق سوريا ومن ضمنها مقاطعة كوباني، والتي أدت إلى وقوع ضحايا مدنيين وإصابة أخرين، وتسبب القصف بإغلاق عدد من المدارس في القرى الحدودية وحرم الأطفال من الدراسة نتيجة الخوف، وبحسب إحصائيات هيئة التربية على مستوى شمال وشرق سوريا حرم 21843 طالب/ـة من التعليم، فيما أغلق حوالي 243 مدرسة، أما في إقليم الفرات حرم 2460 طالب/ـة، وتم إغلاق 19 مدرسة.

 

"الأطفال أكثر من يتأثر بالهجمات"

قالت الناطقة باسم المرأة في هيئة التربية والتعليم في مقاطعة كوباني بشمال وشرق سوريا فيدان أحمد "تعرضت مختلف مناطق شمال وشرق سوريا لهجمات الاحتلال التركي، لتصبح حياة الشعوب والأطفال معرضة للخطر، فمعظم النقاط التي تم استهدافها هي مراكز مدنية ومن ضمنها المدارس والمستشفيات".

وحول وضع الطلاب من هذه المرحلة أوضحت أنه "من حق كل طفل أن يذهب إلى مدرسته ويمارس تعليمه ولكن الأطفال في مناطق شمال وشرق سوريا محرومين من هذه الحقوق وأهمها التعليم، ففي الهجمات الأخيرة على المدارس كان هنالك تراجع ملحوظ في المجال التعليمي، وأغلقت عدة مدارس، وحرم الكثير من الأطفال من التعليم"، مؤكدةً "من أجل حماية الأطفال أثناء تصعيد الهجمات الجوية والبرية، كنا مجبرين على تعطيل المدارس القريبة من الشريط الحدودي لحمايتهم، لأن أكثر من يتأثر بالهجمات هم الأطفال وهذا يسبب لهم الخوف ويؤثر على حالتهم النفسية وعلى مستواهم التعليمي".

وأشارت إلى أن الأطفال بشمال وشرق سوريا يفقدون الأمل بالحياة "بعد تهجيرهم من منازلهم، والصعوبات التي عاشوها، من جوع، وبرد، وخوف، ومرض، كان عند الأطفال بصيص أمل عندما كانوا يذهبون إلى المدارس، لكن الآن وبعد هدم مدارسهم فقدوا أملهم بالحياة، فالاحتلال التركي دمر مستقبلهم التعليمي".

وناشدت فيدان أحمد منظمات حقوق الإنسان وحقوق الطفل بشكل خاص لكي تساهم بإيقاف هجمات الاحتلال التركي قائلةً "نأمل من المجتمع الدولي والعالم بأن يقف أمام اعتداءات الاحتلال التركي بحق أطفال شمال وشرق سوريا، لكي يعيشوا كما يعيش أطفال العالم، ولكي يحتفلوا بيوم الطفل العالمي كباقي الأطفال".

 

"نريد العيش بسلام"

تقوم الطفلة روهيف محمد البالغة من العمر (11) "منذ ما يقارب الأسبوع لم نذهب إلى المدرسة بسبب هجمات الاحتلال التركي على منطقتنا وتدمير مدرستنا، فعندما بدء الهجوم كنا في المدرسة وخفنا كثيراً، وكانت الأصوات مرعبة، لذا لم نعد نذهب"، مضيفةً "نريد العيش مع عائلتنا بأمان وسلام في منزلنا، وأن نذهب إلى مدارسنا بدون خوف، لا نريد قتل وتدمير".

 

"الهجمات التركية تستهدف مستقلنا"

ومن جهتها قالت الطفلة دارين حسين (11) "هذه الهجمات التي شنها الاحتلال التركي على مناطقنا ومدارسنا تؤثر سلباً على مستقبلنا التعليمي، فنحن كنا في نهاية الفصل الأول، وكنا نحضر للامتحانات النصفية ولكن بسبب الهجمات حرمنا من تقديم الامتحانات، والاستمرار في التعليم، بالإضافة إلى أننا في شمال وشرق سوريا، محرومون من أبسط حقوقنا كأطفال، وليس لدينا عيد كباقي أطفال العالم لنحتفل به في ظل الظروف التي تمر بها بلادنا، ونأمل بأن تقف كل هذه الحروب ونعود إلى مدارسنا ونحقق أحلامنا".

وأضافت "في هذا الشهر كانت معلمات المدرسة تحضرن لنا حفلة بمناسبة يوم الطفل العالمي، وكنا سعداء بأننا سنذهب للاحتفال، ولكن فرحتنا لم تكتمل بسبب التدمير الذي حل بمدرستنا".