غزة والقضية الفلسطينية ما بين الواقع والمجهول

تضاعفت معاناة سكان غزة مع قرار وقف إطلاق النار بسبب انتقالهم للشمال وحرمانهم من الخدمات في ظل تقاعس دور المنظمات في تقديم المساعدات لهم.

رفيف اسليم

غزة ـ أكدت المحللة السياسية رانيا اللوح أن أكثر القتلى في حرب غزة هم النساء والأطفال في محاولة للتخلص من الأجيال الجديدة، خاصة أنهم يجدون أن أطفال فلسطين قنابل موقوتة ويشكلون خطراً على سياسة وأهداف إسرائيل.

تشهد القضية الفلسطينية في الوقت الحالي الكثير من علامات الاستفهام، في ظل الوضع المتردي لقطاع غزة ما بعد هجوم إسرائيلي استمر عام وثلاثة أشهر، عانت خلاله النساء وأطفالهن وكبار السن أشد الويلات وما زلن يعانين بسبب الدمار الكبير، وانعدام الخدمات، وضعف المساعدات الإنسانية المقدمة.

أفادت الكاتبة والمحللة السياسية رانيا اللوح أنه لا شك أن الوضع الحالي في قطاع غزةِ صعب للغاية ولا يختلف كثيراً عن فترة الهجوم سوى بوقف إطلاق النار بالتالي توقف الإبادة الجماعية، إلا أن جميع المشكلات ما زالت قائمة ومعاناة السكان قد تضاعفت بسبب انتقالهم للشمال وحرمانهم من بعض الخدمات التي كانوا يحصلون عليها في جنوب القطاع كالمياه.

ولفتت أنها قد توقعت بعد إعلان وقف إطلاق النار يوم 19 كانون الثاني، دخول شاحنات المساعدات والبيوت المتنقلة لإيواء الناس، والمعدات اللازمة لإزالة الركام وغيرها مما يلزم من أدوات بنية تحتية وتوفير شبكات كهرباء وصيانة شبكات المياه والاتصالات وغيرها، إلا ان القوات الإسرائيلية كعادتها منعت وماطلت دخول جميع ما تم ذكره.

وأضافت أن حتى على الناحية الاقتصادية بقيت الأسعار مرتفعة للغاية وهذا يعود لسببين الأول السلطات الإسرائيلية التي تفرض ضرائب باهظة لدخول الشاحنات، ولو بطرق ملتوية والثانية بسبب تجار الحرب الذين استغلوا حاجة الناس ورفعوا الأسعار بشكل جنوني إلى جانب سرقة المساعدات وانتشار الفوضى، لافتة أن الفلسطينيين أمام مشهد كارثي، مع تداعيات أنهكت المواطن الغزي تحديداً.

ووصفت رانيا اللوح تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالمخزية والتي شكلت صدمة للعالم كله بطرحه تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، واغتصابه للأرض الفلسطينية، منوهة أن العالم على مشارف أزمة إقليمية وليست فلسطينية فقط، وسيكون القادم صعب للغاية إذا لم يثبت الفلسطينيين بقوة على أرضهم، مع تقديم الدعم العربي اللازم والمعبر عن موقفهم الرافض للتهجير خاصة مصر، والأردن، والسعودية.

وأوضحت أن الاعتماد الأكبر الآن بعد تصريحات ترامب بالتهجير ترتكز للضغوطات العربية التي يجب أن تمارس على إسرائيل والأمريكان أو على الأقل تتمسك بموقفهم، إضافة لقدرة الفلسطينيين على تمسكهم بأرضهم كما فعلوا من قبل في شمال القطاع، أما بالنسبة لمعبر رفح تم التوافق للعودة إلى اتفاق 2005 الذي ينص على إدارة المعبر من قبل السلطة الفلسطينية والاتحاد الاوروبي وهذا ما حصل بالفعل.

وأشارت إلى أن أكثر الضحايا في حرب الإبادة الأخيرة هم من النساء والأطفال وهذا كان بشكل مقصود من قبل القوات الإسرائيلية التي أرادت قتل النساء للخلاص من أجيال جديدة للعب على العامل الديمغرافي تماماً، وعلى اعتبار أن الأطفال الفلسطينيين قنابل موقوتة.

وعن وضع المساعدات الإنسانية بالوقت الحالي، قالت أن العديد من المؤسسات قامت بتقديم مساعدات غذائية وإغاثية للنساء، لكن ما تم تقديمه لم يفي بالحد الأدنى من احتياجات النساء نظراً لقيام القوات الإسرائيلية بحصار غزة أثناء الحرب ومنع دخول آلاف الشاحنات المصطفة على المعابر، بالتالي عاشت النساء طوال فترة الحرب ومازالت تعيش في أمس الحاجة للكثير من المستلزمات كالغذاء والمياه والدواء والإيواء.

وترى الكاتبة والمحللة السياسية رانيا اللوح، أنه سيتم إعمار غزة لكن هذا يحتاج الكثير من الوقت، لمنع القوات الإسرائيلية دخول المعدات اللازمة لصيانة البنية التحتية من جانب ولتقصدها بتعطيل الإعمار من جانب آخر وذلك بهدف قتل مقومات الحياة بالتالي هجرة الناس وتركهم لوطنهم، مؤكدة أنه الفلسطينيون يحتاجون المزيد من الصبر والثبات على أرضهم، كما يحتاجون دعم ووقوف الأشقاء العرب بجانبهم واتخاذهم موقف وخطوات جريئة يتم من خلالها إدخال ما يحتاجه الفلسطينيون والقطاع.