'غزة تعيش خرقاً للقانون الدولي ضحيته النساء والأطفال'
أكدت عائشة لخماس على أهمية التضامن النسوي لدعم القضية الفلسطينية، قائلة "ما يحدث في غزة يمس أعماق النساء فهن الأكثر عرضة للتنكيل والعنف".
حنان حارت
المغرب ـ اعتبرت الناشطة الحقوقية عائشة لخماس، أن ما يقع في قطاع غزة من قبل إسرائيل من تقتيل ممنهج للنساء والأطفال يدخل في باب خرق القانون الدولي وجرائم الحرب من أجل إبادة الشعب الفلسطيني.
حول الأوضاع التي تشهدها غزة منذ أكثر من شهر واستهداف إسرائيل للنساء والأطفال لفتت المحامية وعضو اتحاد العمل النسائي المغربي عائشة لخماس إلى أن "المشاهد المأساوية التي تصلنا هي توثيق لارتكاب جرائم الحرب، من قبل الاحتلال منذ السابع من تشرين الأول".
وقالت "ما يحدث في غزة هي خطة مُحكمة تضعها إسرائيل من أجل إنهاء وجود الفلسطينيين والفلسطينيات في المنطقة، لأن وجود الفلسطينيين هو نفي للوجود الصهيوني"، مشيرة إلى أن هناك قتل ممنهج للنساء والأطفال لاعتبارهم الامتداد والجذور التي لا تنتهي لهذا الشعب.
وحذرت من حرب الإبادة التي تخوضها إسرائيل لإثبات وجودها في المنطقة "إسرائيل تعرف جيداً أن وجودها في المنطقة مهدد ما دام هناك فلسطينيون وفلسطينيات وأطفال هم أصحاب الأرض يقاومون ويدافعون عن بلدهم".
وحول الانتهاكات التي ارتكبت من قبل إسرائيل منذ بدء الهجمات أوضحت "عاش هذا الشعب المقاوم العديد من الخروقات على مدار عقود من الزمن بدءاً من الحصار والتدمير الممنهج لمنشآت مدنية كالمدارس والمستشفيات والمؤسسات الحيوية، وقتل المدنيين والتنكيل بهم، ومنع وصول كل أشكال الدعم وقطع إمدادات الكهرباء والماء، بل والتحكم فيها، فضلاً عن التهجير القسري، ووجود أسرى من دون محاكمات، كل ذلك يحدث ويراقبه العالم بصمت مروع".
وعن ماهية القانون الدولي الذي يجرم هذه الأفعال، قالت "القانون ملزم بكافة الدول، لكن للأسف إسرائيل يحظى بدعم شامل وفعلي من طرف الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي"، مشيرة إلى أن "هذه الأنظمة هي من صنعت هذا الكيان ومهدت الطريق أمامه من أجل احتلال فلسطين واستحواذه على هذه الأرض، من أجل استغلال الشعوب والسيطرة على الخيرات والمواد الطبيعية بالمنطقة".
وأكدت "اليوم سقطت كل ادعاءات حقوق الإنسان والديمقراطية والقانون الدولي وحماية المدنيين، بعد المآسي التي شوهدت في غزة ولم تحرك العالم"، مشيرة إلى أن المنتظم الدولي هو من صنيعة الدول الأمبريالية، وصنع لخدمة مصالحها فقط في هذه المناطق.
وتساءلت "أين المحكمة الدولية؟ أين كل هذه الأجهزة؟ هناك فقط أجهزة على الدول المستضعفة أو عملياً الدول التي تدافع أكثر مما تهاجم".
ودعت إلى إعادة صياغة منتظم دولي جديد يكون أكثر مصداقية وأكثر إنسانية وأكثر قدرة على عمل توازنات، لأن الوضع أصبح مفضوحاً.
وأضافت "هناك مستويات تأييد للقضية الفلسطينية من الشعب الأمريكي الذي كان بالأمس داعماً لتواجد إسرائيل في فلسطين، لكن بعد فضح دعايتهم، بدأنا نشاهد شعوب البلدان الغربية تتحرك في مسيرات من أجل وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة".
وحول أهمية التضامن النسوي لدعم القضية الفلسطينية، ومدى تأثير هذا التضامن بغض النظر عن الإيديولوجية والتوجه، قالت "أغلب التظاهرات تقوم بها النساء، وقد قدن أغلب المسيرات التضامنية مع فلسطين والتي شارك فيها الشعب المغربي في كل المدن"، مشيرة إلى أن "ما يقع في غزة يمس أعماق النساء فهن الأكثر عرضة للتنكيل والعنف، حيث تلدن وهن تحت القصف وتحت الأنقاض، ويصعب عليهن متابعة العلاج في المستشفيات بسبب القصف أو إغلاقها والحصار المفروض عليها".
وشددت على أن التضامن كان ولا زال موجوداً، لكن الإشكال هو كيف يمكن أن تصل الرسائل وتطبق لفك الحصار "يجب العمل على ذلك بكل الطرق، وأخذ السبل من أجل إنجاحه، والضغط على إنهاء القصف ومنح المواطنين الفلسطينيين حقوقهم في الماء والكهرباء والعلاج".
وأوضحت أن جمعية اتحاد العمل النسائي منخرطة في هذا العمل عبر شبكات عربية وأورو متوسطية التي تضم أعضاء وعضوات، بالإضافة إلى الانخراط القوي في كل المسيرات التي يقوم بها الشعب المغربي من أجل وقف الهجمات على غزة "نحن منخرطات في كل التحركات ونوجه الرسائل لمحاسبة المنتظم الدولي وكل المنظمات والسفارات المتواجدة في المغرب التي تدعم بلدانها الهجمات الإسرائيلية على عزة".
وبينت أن الجمعية بصدد تحريك الحركة العالمية أمهات بلا حدود للتضامن مع الأمهات الفلسطينيات، والتي أسستها جمعية اتحاد العمل النسائي في عام 2002 وتضم مجموعة من المنظمات النسائية في المغرب والعالم العربي، حيث سبق ونظمت عدة تظاهرات تضامنية مع كل الانتفاضات السابقة.
وطالبت عائشة لخماس بالضغط لإلغاء التطبيع مع إسرائيل وعدم السماح للطائرات وللقواعد العسكرية الموجودة في الدول العربية بأن تمدها بأية تسهيلات لمرور هذه الطائرات.
وفي ختام حديثها وجهت رسالة إلى النساء الفلسطينيات والشعب الفلسطيني قالت فيها "نحيي النساء الفلسطينيات على صمودهم ونضالهم المستمر، لإحقاق الحق واستعادة حقوقهم في دحر الاحتلال وتحقيق الاستقلال".