غزة... نساء تتعلمنّ من الصفر وتواجهن الأمية

أطلق مركز تمكين المرأة برنامج محو الأمية للنساء والفتيات في المناطق المهمشة، بهدف النهوض بواقعهن التعليمي والارتقاء بمستواهن الاجتماعي.

نغم كراجة

غزة ـ يهدف برنامج "محو الأمية" التعليمي والذي يضم عشرات من النساء والفتيات ما فوق السادسة عشر الارتقاء بمستواهن التعليمي والثقافي، واستهدفت المناطق المهمشة التي تفتقر إلى الخدمات المعيشية في قطاع غزة.

حول برنامج "محو الأمية" التعليمي الذي أطلقه مركز تمكين المرأة تقول مسؤولة البرامج التعليمية في مركز تمكين المرأة سارة فرج الله "نسعى من خلال الوحدة التعليمية التي أنشأها المركز منذ تأسيسه إلى النهوض بالواقع التعليمي والتثقيفي لدى النساء والفتيات حيث أطلقنا مؤخراً برنامج محو الأمية الذي سيستمر عقده مدة عامين ويتضمن كافة المواد الدراسية من لغة عربية ورياضيات وعلوم والحاسوب وغيرها من المواد"، لافتة إلى أن مادة الحاسوب متوقفة عملياً نظراً لعدم وجود أجهزة.

وأشارت إلى أن البرنامج يحتوي على أربع فصول لكل عام فصلين وبذلك ستؤهل المشاركات بالالتحاق في المرحلة الإعدادية والثانوية والجامعية، كما يستهدف البرنامج النساء والفتيات في المناطق المهمشة التي تفتقر للخدمات التعليمية.

البرنامج يستهدف النساء والفتيات ما بعد سن السادسة عشر فما فوق "غالبية المشاركات في البرنامج لم يحالفهن الحظ بأن تستكملن تعليمهن بسبب قلة الوعي بحق المرأة في التعليم وتتبع العائلات عادات وتقاليد المجتمع التي تنص على زواج الفتيات عند البلوغ أو عندما يقرع نصيبها الباب دون إدراكهم بالآثار السلبية على المدى البعيد حيث أن الكثيرات تجهلن كتابة أساميهن وتضيع حقوقهن وميراثهن لعدم معرفتهن القراءة والكتابة".

وعن إقبال النساء والفتيات للتعليم قالت "أن أقبالهن يتزايد يوماً بعد يوم بسبب تفرغهن وعزيمتهن في البدء من جديد، لتعويض حقهن في التعليم الذي هُضم منذ سنوات عديدة خاصة الفتاة التي تحرم من حقها في التعليم وتُزوج مبكراً".

وأوضحت أن دوام المشاركات في البرنامج التعليمي يتناسب مع ظروفهن بواقع ثلاث ساعات كل يومين وربما تزداد المدة حسب قابليتهن للتعلم، وترى أن النساء تعانين من انتقادات الأسرة والجيران بسبب عودتهن للتعليم بعد أعوام "الكثير من الفتيات الصغيرات تنفصلن عن أزواجهن وتصبحن بحاجة إلى التعلم باعتباره سلاح قوي لإيجاد فرصة عمل أو مصدر دخل فضلاً عن جلوسهن تنتظرن المساعدة"، مؤكدةً على ضرورة توعية المجتمع بأهمية التعليم للفتيات ومدى إيجابيته في المستقبل.

 

 

وتروي نجاح غطاس البالغة من العمر ٤٨ عاماً قصتها التي بدأت بحرمانها من التعليم حينما كان عمرها لا يتجاوز عشر أعوام من أجل خدمة أسرتها تحت عُرف أن النساء ليس من حقهن التعليم بل تزويجها مبكراً حتى لا تبلغ سن العنوسة "تزوجت في سن الرابعة عشر من منطلق أن المرأة ليس لديها سوى البيت والزوج، ومن المؤسف حينها لم أعرف القراءة والكتابة وكنت أستعين بإحدى الأقارب لقراءة رسائل الهاتف ومواضيع الجرائد".

ولفتت إلى أنها الآن تستطيع القراءة والكتابة وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي بعد التحاقها بالبرنامج التعليمي، مؤكدة على أنها تعرضت للسخرية والاستهزاء بسبب كبر عمرها وتذهب للتعليم "أؤيد تعليم النساء والفتيات مهما كانت أعمارهن حتى تستطعن معرفة ما يدور حولهن".

 

 

ومن جانبها عبرت اعتماد سليمان عن سعادتها بالتحاقها بالبرنامج التعليمي والآن لديها خلفية ليست بسيطة عن الكتابة وتشعر بالفخر كونها أصبحت توقع بالقلم واستغنائها عن البصم "كنت انتظر هذا الحدث الفارق حيث مكثت سنوات طويلة لا أعرف شيئاً عن التعليم بأكمله وأشعر بالأحراج أثناء بصمي على أوراق خاصة بالشؤون الاجتماعية".

وأوضحت أن بداية التعلم من الصفر أمر في غاية الصعوبة لكن مع الوقت بدأت الأمور تستقر وتأقلمت مع الوضع، كما واجهت مشكلة في خروجها من المنزل للتعلم كونها تقطن في بيئة مهمشة تنصاع للعادات وتضايقها بالتعليقات الساخرة.