غياب التوعية تحجم حوامل إدلب عن تلقي لقاح كورونا

امتنعت العديد من النساء الحوامل في إدلب عن تلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا لوجود عدد من المفاهيم الخاطئة حول سلامة اللقاح وضرره على الأم وجنينها

سهير الإدلبي
إدلب ـ ، نتيجة نقص التوعية بأهمية تلقي اللقاح الذي دخل إدلب منذ نهاية نيسان/أبريل من العام الجاري دون إقبال جيد على تلقيه حتى اللحظة.
إذ لم يكن وصول لقاح فايروس كورونا، مدعاة للارتياح في إدلب من قبل المدنيين، بل أحيط به مشاعر الشك والارتياب لقلة ثقتهم بمن حولهم بعد الاستهتار بحياتهم من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة التي لم تمنع عنهم آلة القتل حتى الآن.
تقول رؤى البكداش (٣١) عاماً، وهي نازحة من بلدة كنصفرة ومقيمة في مخيمات كفرلوسين أنها لم تحاول تلقي اللقاح لخوفها منه على نفسها وجنينها، وإن كانت معرضة للإصابة بكورونا، "بتنا نعرف جيداً ما هو فايروس كورونا الذي يصيب الكثيرين هنا ويؤثر على ذوي الأمراض المزمنة وكبار السن، لتمضي الإصابة على الأصغر سناً مرور الكرام كالزكام العادي دونما مخاطر، في حين لا نعلم أي شيء عن هذا اللقاح ولا مصدره الذي من الممكن أن يكون وسيلة أخرى لقتلنا نحن السوريون القابعون تحت النار في إدلب".
وتوضح أنها تحاول إتباع الإجراءات الوقائية قدر الإمكان للابتعاد عن الإصابة بالفيروس "ولكن في مجمل الأحوال يبقى خوفنا من الإصابة بالفيروس أسهل من خوفنا من اللقاح الذي أشيع عنه الكثير بأنه خطر ويسبب جلطات قلبية ودماغية".
رأي رؤى البكداش بلقاح كورونا يشبه رأيي الكثيرات من الحوامل في إدلب وإن كان هنالك أقليات تسعى للحصول على اللقاح لأهميته لهن في فترة الحمل ومنهن صفاء العيد (٢٨) عاماً وهي نازحة من بلدة بسامس ومقيمة في إدلب المدينة وحامل في شهرها السادس، تقول إن البيانات والتقارير الطبية جميعها تؤكد أن الحوامل معرضات لخطر مرتفع للإصابة الحادة بفايروس كورونا، بينما أظهرت الدراسات أن اللقاحات آمنة وفعالة أثناء الحمل وهو ما دفعها لعدم التردد في أخذه.
وتؤكد أن اللقاح لم يكن له أي أعراض جانبية على صحتها أو صحة الجنين ما عدا ألم بسيط مكان وخزة إبرة اللقاح سرعان ما شفيت سريعاً.
وتنصح صفاء العيد جميع الحوامل بتلقي اللقاح وزيادة حملات التوعية الصحية بأهميته وسلامته على المدنيين وضرورة تلقيه خوفاً من انتشار المرض في منطقة مكتظة بالسكان كإدلب والتي تشهد تراجعاً كبيراً في القطاع الصحي ونقص في الأجهزة والأخصائيين.
وكانت قد ارتفعت وتيرة الإصابات بفيروس كورونا في إدلب مع حلول تشرين الأول/اكتوبر الماضي، ووصل عدد المصابين الذروة، بينما تجاوزت نسبة إشغال أسرة العناية المركزة وأجنحة المشافي الدرجة القصوى، الأمر الذي أعاد النظر بأهمية تلقي اللقاح المضاد للفايروس لدى الكثيرين الذين لم يترددا في التوجه للمراكز الخاصة وأخذ الجرعتين المعتمدتين من اللقاح.
وقالت الطبيبة النسائية ماوية الأحمد (٤٠) عاماً أن الشائعات العديدة التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي تحول دون توجه الكثيرين لتلقي اللقاح لاسيما تلك المتعلقة بالآثار الجانبية للقاح على المدى القريب والبعيد وموثوقيته.
 
وتشير إلى أن اللقاح ومصدره منظمة الصحة العالمية آمن على الأم الحامل والمرضع، ويفضل للأم الحامل الحصول عليه بعد مضي أشهر الحمل الأولى كونها تكون فترة حساسة ويمكن أن تؤثر على الجنين، منوهةً إلى أن فيروس كورونا خطر جداً على المرأة الحامل فقد يؤدي لتخثرات في المشيمة أو نزيف وأضرار أخرى مباشرة وغير مباشرة على الحمل.
ودعت ماوية الأحمد لتفعيل دور منظمات المجتمع المدني في التوعية من مخاطر فيروس كورونا وخطره على الحوامل والصحة العامة والتنبيه لأهمية تلقي اللقاح بأقرب وقت ودون تردد مما سيؤول للحد من المخاطر المحتملة.
وأثبتت دراسات عالمية عدة إن اللقاحات آمنة وفعالة للنساء الحوامل ولأطفالهن الذين يكتسبون مناعة ضد الفيروس، كما وأكدت أنه حتى إن كانت المرأة مصابة بالفايروس فإن الحصول على اللقاح سيؤدي إلى استجابة أقوى للأجسام المضادة.
وبحسب آخر الإحصائيات فإن إجمالي الجرعات المستهلكة من لقاح فيروس كورونا في إدلب بلغ حتى 12 تشرين الأول/أكتوبر الماضي 107 آلاف و729 جرعة، لكن العدد يبقى قليل جداً مقارنة مع عدد السكان العام في إدلب والذي يصل لـ 5 مليون شخص بين مقيم ونازح.