في قرية "جنوار" تعيش النساء حياة جماعية

في قرية النساء "جنوار" التابعة لمدينة الحسكة بإقليم شمال وشرق سوريا، تعيش النساء حياة جماعية وتقمن بحماية أنفسهن وقريتهن.

بريفان إناتجي

الدرباسية ـ قرية جنوار هي القرية النسائية الأولى في عموم كردستان والشرق الأوسط. تم إطلاق مشروع قرية جنوار نهاية عام 2016، وبدأ بناء المنازل في القرية في 10 آذار/مارس 2017، وبعد عام، انتهت أعمال البناء ومنذ ذلك الحين، أصبحت القرية مأوى للنساء ولأولئك الذين يريدون مغادرة المدن والاعتماد على الطبيعة التي تُخلق بأيدي النساء.

تتكون قرية جنوار من 30 منزلاً ومدرسة ومطعم مشترك ومحل لتلبية احتياجات نساء القرية وعيادة نسائية، وتلبي النساء احتياجاتهن الخاصة من الزراعة إلى تربية الماشية، ومن التعليم إلى الصحة، يؤمنون أيضاً سلامة وأمن القرية.

 

تتشارك النساء معاً في جميع الأعمال

وبعد شروق الشمس قامت إحدى النساء اللواتي تقطنّ في جنوار، دلال حجي عمر، وهي من أصل إيزيدي وتعيش في القرية مع أطفالها الثلاثة، بإعداد القهوة لنا على النار وتتحدث عن ذهابها إلى جنوار وحياتها في قرية النساء.

وقالت دلال حجي عمر التي تعيش في جنوار منذ 5 سنوات "نحن نساء القرية نتشارك معاً في كل أعمالنا. أنا إيزيدية، لكن هنا لا ألاحظ أنني مع الغرباء المسلمين، أشعر أنني بين أقاربي. خلال أعيادنا الإيزيدية، كانت النساء في القرية تحتفلن معي أيضاً".

وأضافت "الحياة في القرية تسير على ما يرام. عندما تكون هناك مدرسة، في الصباح، بعد أن يتناول الأطفال وجبة الإفطار ويذهبون إلى المدرسة، تستيقظ جميع النساء وتقمن بكل عمل يخص القرية معاً. في بعض الأحيان يأتي الزوار إلى القرية ونقوم معاً بإعداد الطعام لهم".

وعن ذهابها إلى جنوار، أوضحت "عائلتي لم تسمح لي بالمجيء إلى هنا قالوا هناك قرى إيزيدية، اذهبي إليها، لأنها لم تقبل أن أعيش مع نساء من ديانات مختلفة، لكني قلت لهم أنه عندما انفصلت من زوجي وكان وضعي سيء جداً لم يفكر أحداً منهم بمساعدتي وهكذا اتخذت قراري بالمجيء إلى قرية جنوار. أطفالي أيضاً يحبون هذا المكان. إنهم يشعرون بالراحة والسعادة هنا".

ودعت النساء الإيزيديات بألا تخفن وأن تكن واثقات من أنفسهن "يمكن للناس أن يعيشوا ويمارسوا عقيدتهم ودينهم أينما كانوا. إذا لم يقوي الإنسان نفسه بنفسه، فلن يكون قوياً أبداً ولهذا السبب أقول إن النساء يجب أن يقوين أنفسهن ويأتين إلى قرية جنوار".

 

بعد شروق الشمس يبدأ النشاط في القرية

وعن حياتها في القرية، تقول "يستيقظ أطفال القرية ويبدئون بممارسة الرياضة اليومية، ثم تبدأ أعمال القرية حيث يتم الاعتناء بالحيوانات التي تحتاج إلى رعاية".

ويعد التعليم جزءاً مهماً من الحياة في قرية جنوار حيث تنشغل النساء بالعديد من الوظائف والأعمال، وإلى جانب التدريبات الايدلوجية، تتجمعن في المدرسة وتتعلمن القراءة والكتابة باللغة الكردية. 

ومع استقرار الحياة الطبيعية في القرية، يتم تلبية احتياجات القرية من الكهرباء باستخدام الألواح الشمسية أي أنه بالطاقة الشمسية البديلة، تحمي المرأة وتلبي احتياجاتها.

ياسمين أحمد من عفرين، والتي تقيم في القرية منذ ما يقارب 3 سنوات وتعمل في قسم الحماية، عن حياتها في القرية تقول "عندما كنت أعيش في حلب، قيل لي أن هناك قرية نسائية في منطقة الدرباسية حينها شعرت بالفضول وأردت أن آتي وأراها. في ذلك الوقت قلت سآتي إليها كزائرة وأبقى هنا لمدة شهر أو شهرين ثم أعود، لكن عندما جئت إلى هنا وبقيت لمدة أقل من شهر، غيرت رأيي وقررت بعدها العيش هنا. فكرت وقلت أن هذا هو المكان الذي حلمت أن أعيش فيه".

وأضافت "لدي طفلان، أحدهما صبي والآخر فتاة. ابني مع والده وابنتي معي. عندما تكون هناك مدرسة، في الصباح نوقظ أطفالنا ونرسلهم إلى المدرسة. نشارك أي عمل لدينا في القرية. لدينا فرن ونعد الخبز معاً وأعمال الزراعة والتنظيف. نحدد جدولنا اليومي ونقسم العمل وفقاً لذلك".

وأشارت إلى أنها منخرطة في العمل الدفاعي والحماية مع بعض صديقاتها، لكن تقمن أيضاً بأعمال أخرى "لا نريد أن يأتي أحد من الخارج ويحمينا. نحن نتحمل مسؤوليتنا هنا".