في أماكن غير صالحة للسكن... مهجرات عفرين تقاومن بشتى الطرق

مهجرات عفرين اللواتي تقطن في أماكن غير صالحة للسكن وأخرى مدمرة، تؤكدن على أنهن تقاومن كافة صعوبات الحياة التي تواجههن حتى يتم تحرير مدينتهن من الاحتلال.

فيدان عبد الله

الشهباء ـ في أماكن غير صالحة للسكن ومنازل شبه مدمرة، يقاوم أهالي عفرين المهجرين قسراً إلى مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا، كافة صعوبات الحياة حتى يتم تحرير مدينتهم من الاحتلال التركي ومرتزقته ويعودون إلى أراضيهم.

مهجرو عفرين الذين اختاروا طريقاً آخر للصمود والمقاومة بعدما التزم العالم الصمت حيال الهجمات والمجازر التي ارتكبها الاحتلال التركي ومرتزقته في مقاطعة عفرين في عام 2018، رفضوا الابتعاد عن أرضهم واختاروا مقاطعة الشهباء الأقرب إلى عفرين جغرافياً لاستمرار مقاومتهم بوجه الاحتلال التركي.

 

 

تعيش أمينة بيرم وهي نازحة من قرية ميدانكة في عفرين إلى مقاطعة الشهباء، مع عدة عوائل نازحة من عفرين في مدجنة لتربية الدجاج سابقاً، وعن مأساتهم ومعاناتهم في المكان الذي يعيشون فيه تقول "سابقاً، كنا نستيقظ في الصباح على أصوات العصافير والطبيعة الخلابة، لكن اليوم نستيقظ على أصوات القذائف في أماكن ليست صالحة للسكن، إنما كان مكاناً لتربية الحيوانات".

ولفتت إلى أن كل يوم يمر عليهم وهم متواجدين في هذا المكان ليس بالأمر الهين، إلا أن إصرارهم وتمسكم بأرضهم يشدهم إلى تحمل جميع المصاعب والعوائق التي يتعرضون لها في سبيل تحقيق النصر الكبير بتحرير أرضهم عفرين من الاحتلال التركي.

 

 

كما أن البعض الآخر يعيش في أماكن كانت محال تجارية، وحول ذلك تقول النازحة سلوى سيدو إن المكان الذي يعيشون فيه أشبه بالإقامة في الشارع وليس المنزل كون المحل الذي يقطنون فيه حالياً بناحية بابنس في الشهباء يطل على الشارع مباشرةً وهذا ما يسبب لهم المعاناة والإحراج في الكثير من الحالات.

وأضافت "نعاني في فصل الصيف من غبار السيارات المارة من أمام الغرفة كوننا نضطر لترك الأبواب مفتوحة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وفي الشتاء بمجرد فتح الباب ليخرج أحد أفراد العائلة تصبح الغرفة باردة كونها مطلة على الشارع".

طالبت سلوى سيدو المنظمات الإنسانية والدول المتدخلة في شؤون الأزمة السورية بوضع حد للمأساة والمعاناة التي يعيشها الشعب إثر الأزمة والحرب والاحتلال والتهجير والحصار، وإعادة كافة المهجرين إلى منازلهم وإخراج الاحتلال من أراضيهم.

 

 

كون مقاطعة الشهباء أيضاً شهدت الأزمة السورية وهجمات داعش والاحتلال التركي ومرتزقته، فأن الكثير من المنازل فيها شبه مدمرة، زينب عثمان كانت من قاطني مدينة حلب وتزامناً مع بداية الأزمة توجهت إلى مقاطعة عفرين بحثاً عن الأمان وبفعل هجمات الاحتلال التركي أجبرت على النزوح إلى الشهباء.

وتعيش في منزل شبه مدمر من الداخل وما حوله أيضاً، وعن ذلك تقول إنهم يعيشون في هذا المنزل منذ خمسة أعوام ولا يدركون كيف ومتى سيسقط السقف على رأسهم كونه متضرر كثيراً إثر الهجمات على المنطقة، وبعد حدوث الزلزال في السادس من شباط/فبراير الماضي، تفاقم الضرر وبات يشكل خطراً وتهديداً على حياتهم.

ولفتت زينب عثمان إلى أن "الكثير من المنظمات والمؤسسات التي تدعي الإنسانية ومساعدة الشعب، زارت المكان الذي نعيش فيه وقدمت وعوداً كثيرة لنا، إلا أنها لم تقدم شيئاً حتى الآن".

وأكدت أن الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا هي الوحيدة حتى الآن تقدم لهم المساعدة المعنوية، الإغاثية والمادية، مشددة على أن مهجري عفرين سيقاومون جميع الصعوبات والمعوقات التي تواجههم من أجل عودتهم إلى مدينتهم.