في اليوم العالمي للكلى... جمعية مغربية تدعو إلى تسهيل وصول المرأة إلى العلاج بأسعار معقولة وعادلة

بمناسبة اليوم العالمي لأمراض الكلى الذي يصادف اليوم الخميس 10 آذار/مارس، دعت الجمعية المغربية لمحاربة أمراض الكلى إلى تسهيل وصول النساء المصابات إلى العلاج بأسعار معقولة وعادلة

حنان حارت

المغرب ـ بمناسبة اليوم العالمي لأمراض الكلى الذي يصادف اليوم الخميس 10 آذار/مارس، دعت الجمعية المغربية لمحاربة أمراض الكلى إلى تسهيل وصول النساء المصابات إلى العلاج بأسعار معقولة وعادلة، مشددة على الإهتمام بصحة النساء والفتيات.

صراع من أجل البقاء

لم تكن تتوقع هند الشافعي 26 عاماً، أن حياتها ستتوقف، بعدما أصيبت بمرض الفشل الكلوي. وفي لحظة بوحها لوكالتنا، أفصحت عن غصة تنتابها كلما عادت بذاكرتها للوراء، "أصبت بهذا المرض منذ أن كان عمري 17 سنة؛ وبسببه لم أتمكن من مواصلة دراستي، إذ انقطعت عنها في مرحلة البكالوريا، كنت أتمنى أن أتفوق، وأجتاز الامتحانات وأحصل على نقط جيدة تمكنني من متابعة دراستي في الجامعة للتسجيل في شعبة القانون حتى أتمكن بعدها من الحصول على الإجازة لولوج مهنة المحاماة، لكن للأسف كل أحلامي تبخرت وتخليت عن كل طموحاتي بسبب المرض".

وأضافت "كنت أشعر بآلام فظيعة، وضيق في التنفس وإرهاق، وأحياناً نوبات إغماء كانت تنتابني، في ظرف وجيز ساءت صحتي، فلم أعد تلك الفتاة النشيطة، وصرت منهكة دائماً، ما دفع والدي إلى عرضي على طبيب، الذي شخص حالتي آنذاك فأخبرنا بعد إجراء العديد من الفحوصات أنني أعاني من فشل كلوي، وأنه علي الخضوع لحصص علاج تصفية الدم في أسرع وقت، وإلا ستتدهور صحتي أكثر".

وتكمل "لقد مر على إصابتي بالمرض نحو 8 سنوات، وبات ينتابني بين الفينة والأخرى شعور بالضيق والملل، لكني في خضم الصعوبات التي تواجهني خلال رحلة العلاج؛ أتسلح بالصبر والعزيمة، لأنهما الوحيدين اللذين يجعلاني أشعر برغبة في البقاء على قيد الحياة، والسعي نحو العلاج بكل ثقة".

تكاليف باهظة

وأوضحت هند الشافعي "أمضي أكثر من أربع ساعات من التصفية في الحصة الواحدة، بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع، ولكم أن تتخيلوا مدى معاناتي؛ أمر يجعلني أشعر بالرتابة، لأنني صرت أعيش في دوامة لا تنتهي أقضي وقتي ذهاباً وإياباً بين المركز الصحي والبيت، كما أن صعوبة التنقل تزيد من معاناتي، إضافة إلى هاجس انتقال عدوى فيروس كورونا تطاردني في كل مرة أتوجه فيها لمركز تصفية الدم، على اعتبار أن مرضى الفشل الكلوي أكثر عرضة للإصابة بكوفيد ـ19 بسبب ضعف مناعتهم".

وأضافت "أتابع العلاج الآن بمركز خاص لتصفية الدم، رغم أن الأمر مكلف مادياً، لكن والدي يعملان كل مافي جهدهما لتوفير المصاريف، كل حصة تكلفني حوالي 700 درهم (70 دولار)، في السابق كنت أتابع العلاج في مستشفى عمومي، لكن كنت أصطدم بوجود لوائح انتظار طويلة بحكم قلة التجهيزات والأسرة والمعدات المخصصة لغسل الكلى، لهذا قررت متابعة العلاج بمركز خاص حتى لا أظل أنتظر وأخسر حياتي".

اختتمت هند الشافعي حديثها بالقول "هي معاناة كبيرة، أتعايش خلالها مع المرض الذي أفقدني كل شيء وأجبرني على التخلي عن كل أحلامي، وحتم على أسرتي توفير مصاريف باهظة من أجل مسايرة العلاج، وإجراء التحاليل التي تتطلبها الفحوصات الطبية في كل مرة، إنها دوامة لن تنتهي".

عدد المريضات غير دقيق

 

 

تقول رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة أمراض الكلى آمال بورقية "أن عدد النساء المغربيات المصابات بأمراض الكلى غير دقيق، إلا أن الأطباء يقومون بعملية حسابية بناء على النسب المئوية العالمية، مؤكدة على ضرورة التشخيص المبكر للوقاية من مرض الفشل الكلوي".

السبب الثامن للوفاة

وشددت آمال بورقية على ضرورة الاهتمام بصحة النساء والفتيات، مبرزة أن مرض الكلى المزمن يصيب ما يقارب من 200 مليون امرأة في جميع أنحاء العالم، مشيرة إلى أن مرض الكلى المزمن يعد السبب الثامن للوفاة بين النساء، حيث يتسبب في وفاة نحو 600 ألف امرأة كل سنة.

وأبرزت آمال بورقية أن عدد النساء اللواتي يخضعن لغسيل الكلى أقل من عدد الرجال بسبب الحواجز النفسية والاجتماعية والاقتصادية وعدم المساواة في الحصول على الرعاية، وهي مشكلة في البلدان التي لا تحصل على الرعاية الصحية الشاملة.

وأضافت أن توزيع زراعة الكلى يتم بشكل غير متساو، ويرجع ذلك أساساً إلى الجوانب الاجتماعية والثقافية والنفسية، بحيث تميل النساء إلى التبرع بالكلى ويقل احتمال تلقيهن لها.

وأوضحت أن هناك حاجة واضحة للتصدي لقضايا الوصول العادل للمرأة إلى الرعاية الصحية وزيادة الوعي والتعليم لتسهيل وصول المرأة إلى العلاج والنتائج الصحية الأفضل.

مضاعفات المرض

وأوضحت آمال بورقية أن بعض أمراض الكلى مثل التهاب الكلية الذئبي أو عدوى الكلى (التهاب الحويضة والكلية الحاد أو المزمن) تؤثر بشكل شائع على النساء.

ولفتت إلى أن مرض الكلى المزمن أيضاً أحد عوامل الخطر لنتائج الحمل السلبية وانخفاض الخصوبة، بحيث تتعرض النساء المصابات بمرض الكلى المزمن لخطر متزايد من حدوث مضاعفات للأم والطفل مع ارتفاع معدلات اضطرابات ارتفاع ضغط الدم والولادات المبكرة، كما يتم تقليل الخصوبة، بحيث أنه يمكن حصول الحمل، ولكن يبقى نادراً.

وشددت آمال بورقية على ضرورة أن تحظى صحة النساء والفتيات باهتمام خاص وأن يفكرن في أهمية صحة الكلى لديهن، مبرزة أن اليوم العالمي للكلى الذي يصادف الـ 10 من آذار/مارس، مناسبة لجميع النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم للحصول على التثقيف الصحي والرعاية الصحية والوقاية من أمراض الكلى بأسعار معقولة وعادلة.

حملة توعوية

وأطلقت الجمعية المغربية لمحاربة أمراض الكلى قبل أيام، حملة توعوية وإعلامية، عبر منصات التواصل الاجتماعي، تهدف إلى  تعزيز التوعية بمرض الكلى المزمن الذي يشكل تهديداً مباشراً للصحة العامة بسبب قلة الإهتمام والمعرفة.

وأوضحت آمال بورقية أن الجمعية منذ نشأنها تركز على التوعية والوقاية لتخفيف الضغط على مراكز التصفية، والخروج من التصفية إلى الزراعة.