فوانيس ولاء الشرافي تعيد بهجة رمضان للبيوت في قطاع غزة
استطاعت ولاء الشرافي أن تخلق في قطاع غزة جو رمضاني بحلة قديمة وبأقمشة عالية الجودة احضرتها لها والدتها من مصر
رفيف اسليم
غزة ـ استطاعت ولاء الشرافي أن تخلق في قطاع غزة جو رمضاني بحلة قديمة وبأقمشة عالية الجودة احضرتها لها والدتها من مصر، محولةً تلك الأقمشة إلى فوانيس وشخصيات رمضانية شهيرة أمثال، بوجي وطمطم وفطوطة والمفتش كرمبو وبائع الكنافة والمسحراتي.
ربما تتحكم الصدفة بمحور حياتك كما حدث مع ولاء الشرافي البالغة من العمر 27 عاماً عندما ذهبت كي تطمئن على والدتها بعد عودتها من مصر لتستقبلها الأم بسيل من التفاصيل عن أجواء رمضان في تلك الدولة البهية، محضرةً معها قطع من القماش لاستخدامه في منزلها، وهنا لمعت الفكرة في ذهنها قائلةً "لماذا لا نحول تلك الأقمشة لفوانيس".
ولم تكن فكرة صناعة فوانيس من الأقمشة منتشرة بقطاع غزة قبل عام 2016 لكن ولاء الشرافي خريجة هندسة الاتصالات قررت أن تعمل عليها، فتقول أنها بدأت تفكر كيف يمكن الحصول على فانوس رمضان بأقل تكلفة فيما لم يخطر ببالها أنها ستتمكن من بيعه لتكتشف بعد البحث أن بعض أنواع الكرتون المقوى يصلح لتلك المهمة وما أن أنتجت الفانوس الأول حتى بدأ جميع أفراد العائلة يطلبون منها واحد آخر مماثل.
وأضافت أن هيئة الفانوس الكبير المعلق في منتصف الصالة يحمل معه بهجة رمضان ويشجع الأطفال على الصيام، وبتكلفة بسيطة حسب الحجم المطلوب منها، لافتةً إلى أن عندما ازدادت الطلبيات قررت أن تحول صنع الفوانيس لمشروع وتتلقى أجر زهيد على كل قطعة تنتجها كي تتمكن من تغطية نفقات صنعها.
وأشارت إلى أن الوضع الاقتصادي لعائلتها هو ما دفعها لتبدأ مشروعها الخاص، خاصةً أن زوجها لم يستطيع إيجاد فرصة عمل مناسبة وهي كذلك بسبب ارتفاع معدلات البطالة في قطاع غزة، منوهةً أنها سعيدة كونها استطاعت نقل أجواء رمضان بمصر إلى القطاع من خلال الأقمشة المستخدمة والشخصيات أمثال، بوجي وطمطم وفطوطة والمفتش كرمبو وبائع الكنافة والمسحراتي إضافة لمجسمات الأهلة والفوانيس.
وأوضحت أن كل ما تحتاجه لصناعة الفوانيس والشخصيات هو ورق كرتون مقوى خاص، ومشرط، وسيلكون، إضافة إلى القماش، وبعض أنواع الزينة المضافة، مع كثير من الانتباه كي لا تحرق أو تجرح يداها خلال العمل على القطعة المنتجة، لافتةً إلى أن اطلاعها على آخر ما يعرض على الانترنت من أشكال ومجسمات وشخصيات خاصة بكل عام هو ما يساعدها على استقطاب زبائن جدد بشكل مستمر.
وخصصت ولاء الشرافي منذ منتصف شهر آذار/مارس المنصرم، غرفة في منزلها لتضع المواد الخام التي ستعمل عليها، إضافة للمشغولات التي سيتم عرضها على صفحتها الخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيونكة فرح"، مضيفةً أن بعد بيع القطع التي عملت عليها من أغطية لطاولات، ومساند، والكثير من الأعمال الأخرى، بدأت تعمل حسب الطلبات التي تتلقاها عبر صفحتها لتجنب أي خسائر قد تلحق بها نتيجة تكدس البضائع لديها.
وكان أكثر ما أسعدها هذا العام هو اتصال تلقته من إحدى النساء التي تبيع عن طريق الجملة لتطلب منها كمية كبيرة من المجسمات والأشكال التي تخص زينة رمضان لتعرضها في المتاجر، مشيدةً بجودة واتقان ما تنتجه من أعمال تلقى إعجاب الزبون وربات المنزل بالأخص اللواتي تتطلعن لتزيين بيوتهن بأقل تكلفة ممكنة نظراً للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يكابدها القطاع منذ سنوات.
ومن الصعوبات التي تواجهها خلال عملها هو تنظيم الوقت في المناسبات ما بين أطفالها الثلاثة في المدرسة وتسليم الطلبيات بموعدها المحدد خاصةً أنها تولي الاهتمام الأكبر لمستقبل الأطفال في تلقيهم تعليم جيد، مشيرةً إلى أن انقطاع الكهرباء في قطاع غزة هاجس آخر مع صعوبة الوضع الاقتصادي، فهي لا تستطيع الحصول على خط بديل في حال انقطاعها التي تصل لـ 20 ساعة أحياناً.
وأوضحت أن عملها على القماش الذي جلبته والدتها من مصر ذا جودة أفضل من المتوافرة بالأسواق في قطاع غزة لم يحدث مشاكل، لكنها عندما اتجهت للشراء وجدت أنواع عديدة، فالقماش الذي يصنع منه الفانوس يختلف عن تصمم آخر من خلاله مفارش الطاولات مما يترتب عليه تفاوت بالأسعار، وهذا ما عرضها للخسارة في بادئ الأمر لكنها استدركت الأمر وأصبحت تتنبه لتلك التفاصيل خلال شرائها المواد الخام.
وأشارت إلى أن بعض المواد الخام يمنع دخولها لقطاع غزة كالآلات التي تسمح للمجسم بالحركة، والإنارة فاضطرت للاستعانة بأدوات أخرى بديلة، لافتةً أنها تستعد الآن كي تستقبل الإشعارات التي تصل صفحتها عبر موقع التواصل الاجتماعي انستغرام؛ لتعرض أعمالها التي تزين الزوايا بالبيوت المعدة من قبل النساء لتشاركهن فرحة استقبال شهر رمضان.
وعن فكرة زينة رمضان تقول أنها لا تصلح كمشروع دائم طوال العام، موضحةً أنها خلال باقي العام تنتج المشغولات اليدوية سواء بالورق المقوى أو الفوم، لافتةً إلى أن خطوتها المقبلة هي تحويل جميع تلك المشغولات لتصنع من الخشب بحسب رغبة زبائنها، كما أنها ستقوم بفتح معرض صغير ليستطيع الزائر لمس تلك المشغولات بيده وتقدير ثمنها الأصلي لتكسب ثقته.