فتيات يطمحن لنشر ثقافة الروبوتات والذكاء الاصطناعي في ليبيا

داخل ورشة صناعة الروبوتات، بدت الطاولة مليئة بقطع من الحديد مختلفة الأحجام والأشكال، وبدأن يقمن بتنظيمها، فقالت إحداهن "وين مفتاح 3 ملم"، والأخرى "وين الدادوات" (البراغي)، حيث تعمل داخلها عدة فتيات يسعين إلى نشر جانب التكنولوجيا الروبوتات والذكاء الاصطناعي في ليبيا

ابتسام اغفير
بنغازي ـ .
داخل ورشة صناعة الروبوتات لفريق السوبر، ما الذي جعل فتيات أعمارهن لم تتجاوز 18 عاماً يتجهن إلى صناعة الروبوتات، واستخدام الذكاء الاصطناعي في خطوة مختلفة عن واقع الفتيات في ليبيا؟، للتحدث عن ذلك قالت عائشة عمر لوكالتنا "عمري 18 عاماً، أنا عضو في فريق السوبر ومدير الموارد البشرية، انضممت لفريق السوبر منذ عام، وكان انضمامي لشغفي بهذا المجال، إضافة إلى محاولة الخوض لمعرفة شيء جديد، ليس موجود بكثرة في المجتمع الليبي، فجانب التكنولوجيا والروبوتات والذكاء الاصطناعي غير مسلط عليه الضوء، وبدأت بالاطلاع على عمل الفريق من خلال حسابهم على الفيسبوك، ثم تواصلت معهم، وأصبحت عضو في الفريق بعد ذلك".
وأضافت عائشة عمر بأن فريق السوبر، هم مجموعة طلبة أعمارهم تتراوح ما بين 12 إلى 19 عاماً، "نحاول التوفيق بين وقت الدراسة ووقت العمل ولدينا يومين في الأسبوع نجتمع فيهما للعمل والابتكار".
وأكدت بأن التدريب تم بمجهودهم الذاتي ولم يقم أحد بتدريبهم، أو الإشراف عليهم، إلا في شهر حزيران/يونيو الماضي "تواصلنا مع مدرب أردني وتولى تدريب الفريق منذ ذلك الوقت، ولكن كيف تأسس الفريق وكيف بدأ العمل وكيف يتم التدريب، كل ذلك يتم عن طريق مجهود أعضاء الفريق".
وقالت عائشة عمر أن الفريق تابع لمنظمة لايبوتكس في طرابلس، وهي بالتالي تابعة لمنظمة فرست بأمريكا والفريق حاصل على اعتماد عالمي من هذه المنظمة تحت رقم تسلسلي 18424، كما أن هذه المنظمة تقوم كل عام بوضع تحدي معين للفرق المسؤولة عنها، وتقوم بإرسال القطع إلى كل فريق، وهذا التحدي كل عام يعالج مشكلة من مشاكل العالم، ففي العام الماضي، كان تصنيع ربوت رياضي للأشخاص ذوي الإعاقة، وتحدي هذا العام هو عبارة عن رافعة، تستخدم للنقل والشحن وما إلى ذلك.
 
 
وأشارت إلى أنه بعد استكمال الروبوت في التحدي تقام مسابقات إقليمية، "العام الماضي كانت في طرابلس، أما هذا العام نظراً لأن عدد الفرق زاد حيث تجاوز 40 فريقاً على مستوى ليبيا، سيكون هناك تصفيات على مستوى بنغازي، وتصفيات في طرابلس، والفرق التي تتأهل ستتنافس في طرابلس، والفريق الفائز سيمثل ليبيا في مسابقة العالم".
وأوضحت عائشة عمر بأن الفريق لا يقتصر عمله على تنفيذ العمل المطلوب منه وهو التحدي الذي يقام كل عام، وإنما الفريق هو فريق مجتمعي حيث يقوم بأشياء أخرى ولديه مشاركات في عدة نشاطات، "هناك بعض الأحداث التي نشارك بها يطلب منا تنفيذ روبوت خاص به، كما قمنا بصناعة روبوتات مختلفة منها روبوت المعقم الذكي والروبوت الترحيبي، إضافة إلى أن الفريق يقوم بتنظيم العديد من الندوات التعليمية في هذا المجال".
وعن العائد المادي من وراء صناعة الروبوتات قالت "الفريق لا يهدف إلى الربح المادي، الربح الذي نسعى إلى تحقيقه هو نشر هذه الثقافة في المجتمع الليبي، وأن تدخل ليبيا وتشارك في المحافل الدولية الخاصة بتكنولوجيا الروبوتات، ويظهر اسم ليبيا في الذكاء الاصطناعي ويكون اسمها مشرف من خلال هؤلاء الشباب".
وأوضحت عائشة عمر بأن العمل الخاص بالروبوتات ينقسم إلى جزئيين الجزء الخاص بالبناء والجزء الآخر هو جانب البرمجة، وبإمكان الفتيات الدخول إلى هذا المجال أيضاً وليس الذكور فقط.
وأكدت على أنه "ليس من الضروري لمن أحب العمل في هذا الفريق أو أحب العمل على الروبوتات أن يستكمل دراسته في هذا المجال فنحن اجتمعنا في الفريق كشغف وكهواية، وأنا انوي أن أتخصص في مجال الطب، وهناك من يتخصص هندسة".
 
 
مناسك عبد السلام ابنة الأربعة عشر ربيعاً والطالبة بمرحلة الشهادة الإعدادية تقول عن دخولها إلى هذا المجال "حبي وشغفي بهذا المجال دفعني للولوج فيه خاصة وأنه لا يوجد في ليبيا اهتمام بالجانب التكنولوجي والروبوتات، بعكس البلدان الأخرى التي تواكب العصر من حيث الروبوتات وجميع الخدمات التقنية، وفي ليبيا مازال الإنسان يقوم بالأعمال التي من المفترض أن يقوم بها الروبوت، وعند متابعتي لمواقع التواصل الاجتماعي وجدت أن هناك فريق من بنغازي أسمه السوبر، والتقيت معهم في الأسبوع العالمي لريادة الأعمال وتواصلت معهم بحيث تكون هناك إمكانية للانضمام للفريق، وبعد أسبوع من التواصل انضممت للفريق وبدأت العمل معهم وكان الموسم جميل جداً بتعلمنا من التجربة والأخطاء حتى نصل إلى تركيب القطعة بشكل جيد".
وأضافت بأنه لم يكن لديها خلفية قبل الانضمام للفريق حول تصنيع الروبوتات، لكنها تعلمت من الفريق.
وعن استكمال دراستها في الجانب الأكاديمي مستقبلاً في مجال الروبوتات قالت "لازلت لم أقرر بعد، ولكن على الأغلب سوف أكمل في هذا الجانب التقني، لأنني بدأت العمل فيه في عمر صغير لذلك سأكمل فيه مستقبلاً".