فصل الشتاء يفاقم معاناة نساء السويداء

في ظل فقدان المحروقات وانقطاع التيار الكهربائي في مدينة السويداء السورية، النساء تؤكدن أن أوضاعهن المعيشية تزداد سوءاً يوم بعد يوم خاصة بعد حلول فصل الشتاء.

روشيل جونيور

السويداء ـ تعد النساء والأطفال أكثر فئات المجتمع تضرراً خلال النزاعات والصراعات والكوارث، ففي مدينة السويداء تعاني النساء من ظروف الشتاء القاسية خاصة في ظل فقدان مادة التدفئة وانهيار القطاع الاقتصادي.

نتيجة الأزمة السورية التي امتدت لأكثر من عقد باتت الكثير من الاحتياجات والخدمات الأساسية مفقودة وهو الأمر الذي زاد من معاناة المدنيين خاصة النساء والأطفال، فقد حملت المرأة مسؤوليات وواجبات إضافية تفوق طاقتها وما زاد الأمر سوءً حلول فصل الشتاء القاسي وعدم قدرتها على توفير المواد الأساسية المستخدمة في التدفئة والطهي حتى تستطيع اجتياز هذا البرد القارس مع عائلتها.

وفي هذا السياق قالت ضحى محمد "بسبب فقدان مادة المازوت أقوم منذ سنوات بجمع الحطب وتقطيعه تجهيزاً لمواجهة برد الشتاء القارس بمساعدة ولديّ، لكن هذا الفصل أقوم بذلك لوحدي كونهما بلغا سن الخدمة الإلزامية في جيش حكومة دمشق لذلك كان لا بد لهما أن يهاجرا خارج البلاد حفاظاً على سلامتهما"، مؤكدة أنها تقوم بجمع الحطب لوحدها منذ أن غادر ولديها حيث تقصد الأماكن التي يتوفر فيها الحطب الذي تجمعه وتحمله على ظهرها نظراً لعدم وجود وسائط نقل بسبب فقدان مادة المازوت.

وأضافت أنها تستخدم جزء من الحطب الذي تجمعه في طهي الطعام بسبب ندرة مادة الغاز المنزلي فلكل عائلة مهما بلغ عدد أفرادها خمسين لتر فقط من مادة المازوت وجرة غاز واحدة فقط يحصلون عليها كل مئة يوم وهي لا تكفي لعشرة أيام، لذلك تلجأ النساء إلى جمع الحطب واستخدامه وبالتالي هن دائمات الانشغال قبل فصل الشتاء في توفير الحطب، معولة على غلاء الأسعار وعدم حصول ولديها على عمل في الخارج الأمر الذي أجبرها على العمل في تربية الحيوانات كالدجاج الذي يوفر لها دخلاً متواضعاً من خلال بيع بيضه.

 

 

ولم يكن وضع ضحى محمد هو الأسوأ فقد بدأت منى العلي العمل في الزراعة لتأمين مستلزمات عائلتها لذلك اضطر ولديها إلى ترك المدرسة ومساعدتها، مؤكدة أنها لا تملك أي دخل سوى الزراعة التي تعتمد على مياه الأمطار في الشتاء أما في الصيف كون المنطقة محرومة من حصتها في المياه لذلك هي مجبرة على حفر بئر لتوفيره.  

 

 

من جانبها قالت صبحية العمر التي تعمل في رعي الأغنام بأنها اضطرت مع عائلتها لترك قريتها للحصول على عمل، ففي فصل الشتاء يعملون في إحدى المزارع على رعي الأغنام من بزوغ الشمس حتى غروبها وفي الصيف يخرجون بحثاً عن مرعى مناسب للأغنام بعيداً عن المزرعة حيث ينصبون الخيم هناك وفي موسم الحصاد يخرجون لجني المحاصيل كالقمح والشعير، مبينةً أنهم على هذا الحال منذ أكثر من خمس أعوام وكل هذا التعب لا يغطي كامل احتياجاتهم الأساسية.