فرحة نساء شنكال بعودتهن إلى أرضهن بعد 7 سنوات

تم بناء تل عزير الواقعة جنوب غرب شنكال وتبعد مسافة 20كم عن مركزها في عام 1975. يقال إن تل عزير قد تم بناؤه بعد أن أجبر النظام البعثي في العراق سكان شنكال على النزول من الجبل

قالت النساء اللواتي تمكن مؤخراً من الخروج من مخيمات اللاجئين في إقليم كردستان والعودة إلى شنكال أنهن شعرن بسعادة كبيرة لدى توجههن إلى شنكال لدرجة أن أقدامهن لم تكن تثبت على الأرض من شدة الفرح.
 
بارين سردم
شنكال ـ . ولأن الشنكاليين الذين تم إنزالهم من الجبل واستقروا في تل عزير كانوا أصحاب روح متمردة ولم يحنوا رؤوسهم أمام أحد، كانت تل عزير دائماً مصدر رعب للسلطات وتم شن الهجمات عليها. 
في الرابع عشر من شهر آب/أغسطس عام 2007 حدث انفجار وسط ناحية تل عزير أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 314 شخصاً من سكان الناحية وسيبا شيخ خضر وإصابة 700 آخرين. يصف أهالي شنكال هذه الحادثة بأنها كانت بداية فرمان عام 2014. على الرغم من كل هذه المخططات القذرة، احتشد مواطنوها ووقفوا جنباً إلى جنب وقاوموا الهجمات بقوة وصلابة. قبل فرمان الثالث من آب/أغسطس عام 2014 كانت تعيش ستة آلاف عائلة في تل عزير. ونتيجة للفرمان الذي تعرض له المجتمع الإيزيدي قُتل 300 شخص من هذه المنطقة ونزحت آلاف العائلات في تل عزير هرباً من وحشية داعش وانتشروا في أماكن عديدة.
واستقر معظمهم في مخيمات اللاجئين في إقليم كردستان ويعيشون فيها ضمن ظروف صعبة منذ 7 سنوات. لا يُسمح لهم بالعودة بسهولة إلى شنكال، ففي بعض الأحيان تقضي الأسرة شهوراً في محاولة العثور على طريقة للعودة. النساء اللواتي تمكن من الخلاص من المخيمات مع عائلاتهن ووصلن إلى ناحية تل عزير في شنكال عبرن لنا عن سعادتهن بعد عودتهن إلى وطنهن بعد 7 سنوات. 
 
"بعد 7 سنوات قلنا هذا يكفي"
كانت زين مامو البالغة من العمر 34 عاماً تعيش في مخيم للاجئين في إقليم كردستان مع زوجها وأطفالها الأربعة. وبسبب سوء حالة المخيمات والخوف من اندلاع الحرائق في الخيام، توجهت نحو شنكال مرة أخرى وعادت إليها بعد 7 سنوات من الهجرة. 
وصفت زين مامو ما عاشته في سبع سنوات من الهجرة بالقول "في الفرمان قُتل ثلاثة رجال من عائلتنا على يد عصابات داعش وخطفت ست نساء. لكن لحسن الحظ، تمكنت تلك النساء الست من الفرار وإنقاذ أنفسهن في نفس اليوم. في بداية الفرمان تقطعت بنا السبل في جبال شنكال لمدة عشرة أيام. ثم نزحنا إلى إقليم كردستان وكانت الحياة في المخيمات صعبة للغاية. لم يكن هناك أمان على حياتنا، ولم يتضح متى ستنهي حياتنا. أياً كان الأمر فهو يغدوا تحت الخيام صعباً جداً. لكن عندما تكون في منزلك، يشعر المرء بالسلام والأمان. بعد 7 سنوات قلنا هذا يكفي ويجب علينا العودة إلى ديارنا".
 
"عندما يتواجد الأمان، سيتم حل الأمور الأخرى"
بينت زين مامو أن حياتهم الآن في تل عزير مريحة أكثر بكثير مما كانت عليه في مخيمات اللاجئين، "ننعم بالكثير من الراحة والأمان هنا. لدينا جيران، نعرف بعضنا البعض كمعرفتنا لأنفسنا ونعلم أنهم لن يؤذونا. في السابق لم نتمكن من العودة بسبب مشاكل المياه والكهرباء، ولكن الآن تم حل هذه المشكلة وعدنا إلى ديارنا. معظم منازلنا بدون أبواب ونوافذ، ونأمل أن يساعدنا أحد ما ويوفروا لنا فرص العمل هنا حتى نتمكن من تحسين حياتنا. لدي ابن معاق. أناشد المنظمات الإنسانية ومؤسسات الإغاثة الالتفات إلى ابني ومساعدته في العلاج".
 
"أشعر بالراحة هنا"
كما ذكرت مسري خلف والدة زوج زين مامو أنه لا يوجد شيء أغلى من أرضهم. ووصفت مسري شعورها عند عودتها إلى دارها بالقول "ليس لمنزلنا أبواب أو نوافذ، ولكنه مهما يكن أفضل من تلك الخيام. أشعر براحة كبيرة هنا. عندما نكون في بلادنا، يمكننا أن نضع رؤوسنا على وساداتنا براحة ونغمض أعيننا بقلب مطمئن".
 
"مع ازدياد العائدين ستصبح شنكال أجمل وأفضل من ذي قبل"
عادت مارين شمو البالغة من العمر 39 سنة وهي أم لأربعة أطفال إلى موطنها منذ 10 أيام. كانت تقيم منذ يوم الفرمان وحتى قبل أيام في مخيمات اللاجئين في إقليم كردستان. تقول مارين "خلال السنوات السبع التي نزحنا فيها، واجهنا الكثير من الصعوبات، ولم يعد بإمكاننا العيش تحت الخيام. منذ عودة العديد من العائلات إلى تل عزير، قررنا نحن أيضاً العودة. إذا ما عاد جميع سكان شنكال، فإننا نعتقد أن شنكال ستكون أفضل بكثير من ذي قبل. هذا المنزل الذي نسكنه ليس لنا. ولكن في كل الأحوال هو أفضل من الخيام. عندما كنا نسير في طريق العودة، لم نكن نصدق أننا سنصل إلى شنكال، ولم تكن أقدامنا تثبت على الأرض من شدة الفرح".