فلسطينيات تؤكدن على ضرورة تضامن النساء عبر الحدود لمواجهة تحديات ما بعد الكوارث
طالبت ناشطات فلسطينيات المجتمع الإقليمي والدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية بالتدخل الفوري والعاجل لحماية النساء المتضررات في دولتي المغرب وليبيا وتقديم سبل الرعاية الشاملة وانتشالهن من بيئة الدمار جراء الكوارث المرعبة التي لحقت بهن.
نغم كراجة
غزة ـ أكدت ناشطات فلسطينيات على ضرورة تقديم الدعم وتضامن النساء أجمع عبر الحدود وخلق تأثير إيجابي وفعال نحو مساعدة نساء المغرب وليبيا في مواجهة تحديات ما بعد الكوارث والأزمات وحالات الطوارئ.
أودى الزلزال الذي ضرب المغرب يوم الجمعة 8أيلول/سبتمبر، بقوة بلغت 7 درجات على مقياس ريختر، بحياة ما لا يقل عن 2946 شخصاً وإصابة 5674 آخرين بإصابات متفاوتة الخطورة، ودمرت العديد من القرى والبنية التحتية، كما تسبب الإعصار القادم من اليونان بحياة أكثر من 11300 شخص في ليبيا، وألحق أضرار كبيرة بالبنية التحتية والممتلكات، كما تم إعلان درنة مدينة منكوبة جراء الإعصار.
تضامنت الناشطة السياسية هدى عليان مع أهالي المغرب بعد الزلزال المدمر الذي ألم بها، وكذلك مع الشعب الليبي بعد تأثير إعصار دانيال القاتل الذي تسبب في خسائر فادحة من قتلى وجرحى ودمار في البنية التحتية "ما حدث في المغرب وليبيا كارثة أثرت على الشعوب أجمع".
وبينت أن هذه الكارثة لها تأثير كبير على النساء لاعتبار المرأة المتضرر الأول وتحمل عبء الأسرة وقت الأزمات والطوارئ وتحاول أن تخرج من الأنقاض كالعنقاء وتنفض التراب لتصنع حياة كريمة ومستقرة "نحن كنساء فلسطينيات علينا الوقوف مع المرأة المغربية والليبية معنوياً ومادياً".
وأوضحت أن ليبيا تواجه أكبر كارثة في العالم فهنالك أحياء كاملة بسكانها اختفت تماماً، ومناطق منهارة جرفتها المياه ولا معالم لها "المشاهد فاقت المتوقع وأعداد الضحايا في تزايد، بالفعل لم نشهد مثل هذه الكارثة من قبل".
وبينت أن الآلاف من العائلات تدمرت بيوتهم وباتوا مشردين بلا مأوى يفترشون الأرصفة وينصبون الخيام، ولاسيما أن النساء هن الأكثر حساسية وضرراً كونهن الحلقة الأضعف وتحملن مسؤولية أسرهن بالكامل وتفتقرن للمأوى الآمن والرعاية الصحية والذاتية وصعوبة وصولهن للخدمات الأساسية، مشيرة إلى أن عمليات البحث عن المفقودين لا زالت مستمرة وذلك يفاقم الضغوطات النفسية والقلق والتوتر لدى المرأة.
ولفتت إلى أن النساء تعرضن لضغوطات نفسية كبيرة جراء التجربة القاسية والمروعة التي مررن بها وأدت إلى خسارة ذويهن وممتلكاتهن وزيادة الإصابة بالاكتئاب والانهيار العصبي "الكوارث التي حدثت تجاوزت حدود المأساة والتدمير".
وعبرت الناشطة النسوية نسرين أبو عمرة عن أسفها الشديد جراء الأحداث الصعبة والكوارث المرعبة التي لحقت بدولتي المغرب وليبيا وأثرت سلباً على حياة المرأة والطفل بالدرجة الأولى حيث ستحرم الكثير من النساء والفتيات من ممارسة حقوقهن في التعليم والاستقرار بعد تدمير المنشأت والمباني والبنية التحتية وتدهور الوضع الاقتصادي وكذلك الحال على الأطفال.
ونوهت أن النساء تحتجن مزيد من الوقت لإعادة بناء حياتهن في المجتمع بعد الصدمة والمشاهد المرعبة التي تعايشنها بسبب التأثيرات الاجتماعية والنفسية التي تحتاج إلى دعم كامل وجلسات رعاية ذاتية حتى يمكن التعافي وإعادة دمجهن مجدداً.
وأضافت "لابد من وجود استراتيجية بيئية لحماية المتضررين خلال الكوارث"، وترى أن العوامل البيئية الضعيفة هي السبب الرئيسي في ارتفاع عدد الضحايا.
وتجد أن هذه الخسائر تبرز أهمية توجيه الجهود نحو تقديم الدعم والرعاية اللازمة للنساء المتضررات في المغرب وليبيا وضمان توفير حماية اجتماعية واقتصادية تساعدهن في التعافي من تداعيات الزلزال والاعصار والعيش بكرامة.
وترى الناشطة المجتمعية مروة أبو مصطفى أن هنالك حاجة ملحة إلى وجود تعاون إقليمي ودولي لتوفير الدعم والموارد اللازمة لإعادة بناء البنية التحتية وتحقيق مفاهيم التنمية والاستقرار "هذه المطالب بهدف تعزيز دعم وتضامن النساء أجمع عبر الحدود وخلق تأثير إيجابي وفعال نحو مساعدة نساء المغرب وليبيا في مواجهة تحديات ما بعد الكوارث والأزمات وحالات الطوارئ".
ودعت المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى تكثيف الجهود وتقديم الدعم الفوري والشامل للضحايا "يجب أن نتحد كمجتمع عالمي؛ لنوفر الحماية والدعم للمرأة والطفل الذين يعانون أشد أوجه الضعف في أوقات الأزمات".