دنيا فرحان تتجاوز احتكار الرجال للصحافة الرياضية وينقل قلمها صدى الملاعب

خاضت دنيا فرحان تجربة الصحافة الرياضية برغم صعوبة هذا المجال، وبرغم من الوسط الغير داعم لهذا النوع من الاهتمامات في بلاد تعاني الحرب والأزمات المتلاحقة.

فاطمة رشاد

عدن ـ في اليمن وخاصة محافظة عدن العاملات في الصحافة الرياضية قلة قليلة لا يتجاوز عددهن أصابع اليد الواحدة، فبالنسبة للمجتمع اليمني الاختلاط أمر مرفوض ولكن الصحفية دنيا حسين فرحان خالفت النمط وتحدت النظرة الدونية والنمطية للمرأة واقتحمت مجال الصحافة الرياضية.

الصحفية دنيا فرحان من أسرة رياضية في محافظة عدن جنوب اليمن فوالدها وشقيقها كانا لاعبان في أحد الأندية الرياضية اليمنية لهذا فليس غريب عليها أن تتجه إلى هذا النوع من العمل، خاصة أنها في ذات يوم كانت هي نفسها رياضية قد مارست إحدى الألعاب الرياضية لتتوقف لظروف خاصة بها وتتجه فيما بعد إلى الصحافة الرياضية التي وجدتها الأقرب إليها.

تقول دنيا فرحان عن تجربتها "المجال الرياضي هو من أصعب المجالات، لكن بفضل نشأتي في بيت يحمل شغف الرياضة فقد تعرفت على أساسيات الرياضة من والدي الذي يتحدث في معظم الأوقات عنها، وبذلك فهمت كل المصطلحات الرياضية التي تقال في منزلنا كل يوم".

وبينت أنه "بدأت الفكرة عندما كنت في المرحلة الثانوية، حيث كان هناك صحيفة الأيام اليمنية تصدر ملحق رياضي وكنت أتابعه بشغف كل أسبوع، فكانت تغطي كل الفعاليات الرياضية وتمنيت أن اكتب فيها وأن أكون صحفية رياضية، فعندما دخلت الجامعة كان أمنيتي أن اتخصص في الصحافة الرياضية لأنه في فترة معينة هناك رياضة نسوية في محافظة عدن لكن مع الأسف تدهورت الرياضة جراء الحرب وانحسرت بشكل عام وهذا جعلني اعيد حساباتي في هذا المجال".

وخاضت دنيا فرحان تجربة الصحافة الرياضية برغم صعوبة هذا المجال فحرصت على دخوله وتواصلت مع إحدى الصحف اليمنية المهتمة بالرياضة التي منحتها الفرصة، وهي صحيفة الأيام اليمنية التي شكلت اهتماماتها في الصحافة الرياضية، وكانت تعمل فيها بشكل تطوعي وتحت التجربة، وعندما أثبتت وجودها في الصحيفة أصبح لها عمود صحفي تضمن لقاءات مع لاعبات، وتواصلت مع بعض الصحف الخاصة التي جعلت اسمها لامعاً في عالم الصحافة الرياضية.

وتقول "اتجهت إلى إنشاء قناة خاصة على اليوتيوب وبدأت بنشر الأخبار الرياضية واللقاءات مع اللاعبين واللاعبات عليها لكنها توقفت لأسباب فنية"، وهي صاحبة أول رسالة ماجستير في الصحافة الرياضية واختارت "الإعلام الرياضي ودوره في تنشيط الرياضة المحلية في العاصمة عدن" عنواناً لرسالتها.

وأكدت دنيا فرحان أن "هناك صعوبة في إيجاد المراجع، ولكن علاقات والدي باللاعبين والمهتمين بالرياضة والصحفيين الرياضيين سهلت علي الحصول على المعلومات واستفدت من اطلاعهم على تاريخ الرياضة في عدن، وما يحتفظون به من كتب وصحف قديمة للفترة التي عملت عنها الرسالة، وقد حصلت على الامتياز في رسالتي وأعمل من أجل الدكتوراه في نفس المجال".

 

الرياضة النسوية

ولفتت دنيا فرحان إلى أهمية الرياضة النسائية في اليمن "بالنسبة للجانب الرياضي للنساء هناك وجود لكنه قليل والمجتمع بطبيعة الحال غير داعم لانخراط النساء في الرياضة ويستغرب الناس وجود نساء في هذا المجال"، مبينةً أنه "في فترة من الفترات ازدهرت الرياضة النسوية بشكل كبير في محافظة عدن، ولكننا الآن نجدها انحدرت وليست فقط الرياضة النسائية من تشهد هذا الوضع بل الرياضة بشكل عام تراجعت جراء الحرب".

وشاركت دنيا فرحان بتغطية الأحداث الرياضية النسائية "تواصل معي اتحاد الرياضة النسوية لإجراء لقاءات مع اللاعبات، وعملت صحفة خاصة بهن، وشاركت في التغطية الإعلامية للوفد الرياضي الذي سافر إلى تونس والأردن، والتحقت بالملتقى الرياضي وبدورات أفادتني ولكن للأسف لم تستمر حتى تدهورت الرياضة النسوية في اليمن بسبب الحرب والأحداث فيما بعد واختفت البطولات الرياضية الخارجية وكذلك الداخلية بسبب الوضع الاقتصادي الذي نعيشه اليوم".