ذوي الشهداء: أين العدالة والإنسانية من قضية كوباني؟

استنكر ذوي شهداء مقاومة كوباني اعتقال ومحاكمة السلطات التركية للسياسيين/ات والحقوقيين/ات الذين تضامنوا مع مقاومة كوباني.

نورشان عبدي

كوباني ـ تضامن ذوي شهداء مقاومة كوباني مع 108 من السياسيين/ات والحقوقيين/ات المعتقلين/ات بتهمة قضية كوباني من قبل السلطات التركية في شمال كردستان، مؤكدات أنهن بإرادتهن الحرة ستسعين لتحرير معتقلي قضية كوباني من السجون.

أصدرت المحكمة الجزائية العليا في شمال كردستان في 16 أيار/مايو الماضي أحكاماً مختلفة بحق 108 سياسي/ة وحقوقي/ة بينهم الرئيسان المشتركان السابقان لحزب الشعوب الديمقراطي HDP صلاح الدين دميرتاش وفيغن يوكسكداغ والرئيس الحالي لبلدية ماردين الكبيرة أحمد تورك، كما أصدرت المحكمة بحقهم أحكاماً مختلفة تتراوح ما بين السجن لعدة أعوام وإخلاء السبيل، هذا وتم القضاء بالحكم على 18 منهم بأحكام ثقيلة.

ففي عام 2014 عندما هاجمت مرتزقة داعش مدينة كوباني بتوجهات من الدولة التركية، هؤلاء السياسيين/ات والحقوقيين/ات دعموا وساندوا ودافعوا عن المقاومة التي شهدتها المدينة، واستقبلوا الأهالي بكل صدر رحب واليوم هم يحاكمون بطرق غير شرعية من قبل الاحتلال التركي على العمل الإنساني الذي قاموا به، وهو ما أثار غضب أهالي كوباني.

وعن موقف النساء اللواتي استشهد أبنائهن وأزواجهن خلال المقاومة التي أبداها أهالي كوباني ضد داعش؛ حيال الأحكام التي صدرت بحق السياسيين/ات والحقوقيين/ات الكرد في شمال كردستان وتركيا المتهمين التي شملتهم قضية كوباني، كان لوكالتنا لقاءات مع عوائل الشهداء في مدينة كوباني بإقليم شمال وشرق سوريا.

 

"بحجة قضية كوباني تركيا تهدف للقضاء على الشعب الكردي"

استنكرت عدلة محمد البالغة من العمر 45 عاماً وهي من ذوي شهداء مقاومة كوباني، الممارسات التركية بحق السياسيين/ات والحقوقيين/ات الكرد في شمال كردستان المعتقلين ضمن ملف قضية كوباني "ندين ما فعلته تركيا بحق السياسيين والحقوقيين في شمال كردستان الذين يحاكمون اليوم في سجونها من أجل شعب ومقاومة كوباني"، متسائلةً "ما الذنب الذي ارتكبوه ليتم اعتقالهم ومحاكمتهم بهذه الطريقة؟ لقد قاموا بواجبهم الإنساني حيال قضيتهم وفكرهم ولم يتخلوا عن الشعب الذي عانى من مأساة حقيقة بسبب هجوم داعش على مناطقهم".

وعما عاشه الشعب في ظل سيطرة داعش أشارت إلى أنه "كشعب كردي عانينا الكثير عندما هاجمت داعش على مناطقنا، لقد هجروا الأهالي ويتموا الأطفال وهناك المئات من يعيشون بحسرة رؤية أبناءهم الشهداء، وأنا واحدة من تلك العوائل التي تأثرت بشكل كبير من هجمات داعش التي اختطفت زوجي، فمنذ أعوام لم أستطع معرفة أي معلومات عنه، بالرغم من كل هذا اليوم الذين دعموا داعش ودافعوا عنه يعيشون وكأنهم لم يفعلوا شيئاً، بينما الذين دافعوا عن الأهالي الذين فقدوا عوائلهم وتشردوا يتم اعتقالهم ومحاكمتهم ومحاسبتهم، أين هي العدالة والإنسانية؟".

وأضافت "تركيا هي من قدمت الدعم لداعش وهي من أعطتها الأسلحة لكي تحارب الشعب في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، وها هي اليوم تحاكم الأشخاص الذين تضامنوا مع المقاومة التي بدأت في كوباني، عوضاً عن محاسبة نفسها على ما فعلته بحق الأبرياء، لأنها لم تتحمل انتصار المقاومة وهزيمة مرتزقتها على يد الشعب الكردي".

في نهاية حديثها ناشدت المنظمات الإنسانية والحقوقية لتأخذ بعين الاعتبار وضع السياسيين/ات والحقوقيين/ات وما يمارس بحقهم من قبل الاحتلال التركي في شمال كردستان "عندما يتعلق الأمر بالشعب الكردي فإن العالم والمنظمات الدولية تلتزم الصمت، وهو ما كان واضحاً خلال إصدار الأحكام المجحفة بحق السياسيين/ات الكرد، وهو دليل على تعاونهم مع تركيا، لذا على العالم أجمع وخاصة تركيا أن تدرك أن الشعب الكردي لن يستسلم ولن يستطيعوا كسر إرادتنا، ثقتنا كبيرة بمقاتلينا وبأبنائنا، سننتصر دائماً كما انتصرت مقاومة كوباني في عام 2014".

 

 

"المخططات التركية بحق الكرد ستفشل بإرادتنا الحرة"

من جانبها قالت زركة بوزان البالغة من العمر 62 من حي بوطان شرقي مدينة كوباني، وهي زوجة ووالدة شهداء فقدوا حياتهم في مقاومة كوباني "مهما تحدثنا حيال ما تفعله تركيا منذ اليوم الأول لتحرير مدينتا من المرتزقة وإلى يومنا هذا من ممارسات لاإنسانية سيكون قليلاً، فهي تهاجم مناطقنا بشكل مستمر وترتكب المجازر بحقنا دون تردد ولم تكتفي بذلك، فقد رأينا كيف أنها بعد سنوات من اعتقال أكثر مئة سياسي/ة وحقوقي/ة الذين قاموا بالتضامن مع كوباني، أصدرت أحكام غير قانونية بحقهم فقط لأنهم آمنوا بقوة أبناءنا الذين وقفوا بوجه داعش في مقاومة العصر وانتصروا على تركيا ومرتزقتها".

وأشارت إلى أن هذه المرحلة التي شهدت صدور هذه الأحكام لها أبعاد وأهداف سياسية "نعلم جيداً أن هدف تركيا من إصدارها هذه الأحكام ومن اعتقالها للكرد في شمال كردستان واستمرارها بالهجوم علينا في روج آفا وفي جبال كردستان، هو القضاء على الشعب الكردي وعلى إرادته الحرة، ونحن كأمهات الشهداء نقول لتركيا ومرتزقتها بأنها مهما فعلت لن تستطيع القضاء علينا ودائماً سنستطيع إفشال المخططات المحاكة ضدنا".

وتساءلت "ما الذي تريده تركيا ومرتزقتها منا كشعب كردي؟ ألم تكتفي باعتقالها للقائد عبدالله أوجلان منذ أكثر من 24 عاماً واليوم بحججها الواهية تعتقل سياسيينا ومحاميينا وكل من يقول أنا كردي وسأدافع عن قضيتي؟، إنها تنسى أن الشعب الكردي أصحاب قضية وفكر قائدنا مزروع في قلوبنا، استطعنا أن نفشل مؤامراتها بحقه وبحقنا وبذات الروح والفكر سنفشل مخططاتها باعتقالها للسياسيين/ات والحقوقيين/ات الكرد".

وأوضحت في ختام حديثها "الاحتلال التركي باستهدافه لكوباني بشكل مستمر يهدف للانتقام لمرتزقته التي هزمت على هذه الأرض والجغرافية بقوة أبناءنا وبإرادتهم الحرة وبنضالهم، في الحقيقة شيء مؤلم أننا سقينا هذه الأرض بدائمهم وفقدنا المئات من أبناءنا في هذه المعركة لكننا فخورين بهم وبما فعلوه من أجلنا، لذلك ما تفعله تركيا من اعتقالات وقتل واعتداء لن يضعف قوتنا بل على العكس تماماً يزيدنا إصراراً على المقاومة والنضال أكثر لكي ننتصر على الاحتلال التركي الذي يهدف لإمحائنا من الوجود".