بيروت تجمع الفنون والثقافة بتحية حب إلى نوال السعداوي

بمناسبة مرور شهر على وفاة الكاتبة والناشطة النسوية نوال السعداوي، نظمت الكاتبة والصحفية اللبنانية جومانا حداد بالتعاون مع الناشطة النسوية والصحافية حياة مرشاد "تحية حب من بيروت إلى نوال السعداوي

كارولين بزي
بيروت ـ " تخللها فنون متنوعة من الموسيقى والغناء إلى الرسم وقراءات من نصوص نوال السعداوي روتها جومانا حداد على أنغام موسيقى التشيلو.
كما تخلل المناسبة شهادات لعدد من الناشطين/ات تحدثوا خلالها عن تأثير الكاتبة نوال السعداوي عليهم وعلاقتها بهم وكتاباتها.
 
 
"تأثرت بنوال السعداوي لأنها تشبهني"
تعلق جومانا حداد على هذه التحية لوكالتنا وتقول "أحببنا من بيروت أن نوجه تحية حب وتقدير للكاتبة والمناضلة النسوية نوال السعداوي بمناسبة ذكرى مرور شهر على وفاتها، لكي نقول بأنها ستبقى ملهمتنا، صحيح أننا خسرناها في الحياة ولكن أفكارها ستبقى معنا من خلال كتبها ونضالها الملهم، ولكي نذّكر الناس بأن بيروت هي قلب ثقافي نابض ليس فقط مدينة متعبة وحزينة". 
وتوضح "جمع الاحتفال أنواعاً من الفنون، إذ قامت رولا عبود برسم جدارية لنوال بريشتها، بالإضافة إلى أغنيات أدتها مغنية الأوبرا لار جوخدار، وقراءات ترافقت مع عزف عازفة التشيلو فيرونيك وهبي، وهكذا قررنا أنا وحياة مرشاد أن نكرّم هذه السيدة التي نعتبرها أم فكرية وروحية لنا".
وتعليقاً على النصوص التي اختارتها جومانا حداد لترويها خلال المناسبة، تقول "تطلب مني اختيار القراءات التي أديتها في الحفل وقتاً طويلاً لأن الأعمال التي أثّرت بي كثيرة، واخترت نصوصاً أستطيع روايتها كقصة، لذلك اخترت الأعمال التي ركزّت فيها على طفولتها، أي منبع أفكارها وكيف تكونت تلك الأفكار، ومن أين جاءت الثورة في داخلها".
وتلفت إلى أنها تعرفت إلى نوال السعداوي منذ فترة طويلة، وتقول "أثّرت بي لأني وجدت أنها تشبهني، أنا كنت نسوية قبل أن أتعرف إلى مصطلح نسوية، وجدت عندها كل الغضب الموجود داخلي وحس الانتفاض للكرامة الموجود داخلي، شعرت أن هناك من يتكلم بلساني ويترجم ما أريد ان أقوله".
 
 
"بالتضامن والدعم نستطيع أن نخلق شرعية لقضايانا"
تتحدث حياة هالا مرشاد عن "تحية حب من بيروت إلى نوال السعداوي" وتقول "أردنا أن نوجه تحية حب من بيروت لنوال السعداوي، لأن أثرها موجود بكل امرأة وفتاة في لبنان والدول العربية والعالم، من خلال مساهمتها بتحرير عقولنا، تحرير فكرنا، بإشعال ثورتنا على كل القيود والظلم والأبوية والتهميش، استطاعت أن تؤسس خلوداً لفكرها ووجودها، اليوم بعد مرور شهر على وفاتها، رحلت عنا بالجسد ولكنها باقية معنا بالفكر والنضال ونتذكرها في كل لحظة، وأتينا إلى هنا لنقول لها بأننا مدينات لها ونحبها كثيراً، وستبقى موجودة بيننا وفينا".
وتضيف "أعلم أن لنوال السعدواي أثر كبير في العديد من النساء، فكل مرة كنت ألتقي بفتيات أو نساء أسمع منهن عن تأثير نوال، ولكن بالطبع الأثر الذي لمسناه بعد وفاتها، والشهادات التي أدلت بها عدد من النساء عن مدى تأثيرها على حياتهن ومساهمتها بتغييرها بشكل جذري، هذا أمر جعلني أشعر بالسعادة".
وتتابع "أعتقد أن هناك العديد من النساء اللواتي يقرأن لنوال في الظل ويشعرن بالخوف من الكشف عن ذلك، هؤلاء استطاعت نوال أن تغيّر حياتهن، وأعتقد أن فكرها سيستمر لأجيال وأجيال من الفتيات".
وتحدثت حياة مرشاد عن اللواتي يقرأن نوال السعداوي في الخفاء وقالت "نوال كانت تقول "حطمي قفل الدرج واغضبي وثوري ولا تستكيني، وقالت أيضاً أن "الثورات لا تحدث بالخفاء"، وتضيف "أعلم أنه من غير السهل علينا أن نرفع الصوت في دول قمعية وأبوية، حيث يتعرض العديد من النساء يومياً للعنف والقتل لأسباب سخيفة وواهية، ولكن كلنا نقف إلى جانب كل امرأة وفتاة، بالتضامن والدعم نستطيع أن نخلق شرعية لقضايانا ونرفع صوتنا بحرية".
 
 
" شعرت بثورة عندما تحدثت نوال السعداوي عن ختان الفتيات" 
حضر الاحتفال عدد كبير من الأشخاص الذين لعبت نوال السعداوي دوراً في حياتهم إن كان رجالاً أو نساء، ومن بين الحضور كانت الأستاذة الجامعية في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية مي مارون التي قالت "تأثرت كثيراً بنوال السعداوي منذ أن كنت بسن المراهقة، شعرت بثورة داخلي عندما تحدثت عن ختان النساء وتشويه أعضائهن الجنسية، إذ أن هناك نحو 80 مليون امرأة في أفريقيا يتعرضن للختان في مصر والسودان وأثيوبيا وأريتريا، ويمكن لأي خطأ أن يعرض هؤلاء النساء خلال الولادة للموت".
وتطرقت إلى حياة السعداوي "نوال السعداوي سُجنت لأنهم اعتبروا أن أفكارها شيوعية ومتطرفة، لأنها كانت تقول بأن الشرف ليس بنوعية الملابس التي ترتديها النساء، بل الشرف هو أن نفكر صح ونكون صادقين".
ولفتت إلى أنها قررت في صغرها بأن تكون رسالة الدكتوراه عن نوال السعداوي وبالفعل هذا ما نفذته عندما دخلت الجامعة وحملت رسالتها عنوان "المرأة العربية والمحرمات من خلال أعمال نوال السعداوي"، مشيرةً إلى أنها التقت بنوال السعداوي أكثر من مرة، وبأنها تخبر طلابها دائماً عن شخصيتها وأفكارها، معتبرةً أنها امرأة مهمة وأفكارها لا تموت.