بين الموت والرعب وما من متحدث بحقوقهم

"في جميع أنحاء العالم إذا جرح طفل يصبح حديث الساعة، ونحن بين الموت والرعب وما من أحد يتحدث أو يطالب بحقوقنا"

روبارين بكر
الشهباء ـ ، هذا ما قاله الأطفال الذين أصيبوا بقصف الاحتلال التركي وذويهم على ناحية تل رفعت في مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا.  
مع احتلال تركيا ومرتزقتها لمقاطعة عفرين في آذار/مارس 2018، هجرت مئات الآلاف من العائلات صوب قرى ونواحي مقاطعة الشهباء، لكن الاحتلال التركي استمر باستهدافه مهجري عفرين بشكلٍ شبه يومي بالقذائف والأسلحة الثقيلة مما تسبب بوقوع العشرات من الضحايا المدنيين. 
آخر قصفٍ شهدت ناحية تل فعت في الشهباء كان في 15 شباط/فبراير في ساعات الظهيرة وأسفر عن إصابة 5 أطفال وامرأة، وهم كل من "سيبان بكر 9 أعوام إصابة في الرأس، إبراهيم عبدو 7 سنوات بجروح في الساق، الطفلة نيروز محمد والطفل علي محمد، إضافةً لزيلان عارف 7 أعوام".
وفي اليوم ذاته في ساعات المساء استهدف الاحتلال التركي بالقذائف الثقيلة مخيم عفرين في ناحية أحداث بمقاطعة الشهباء ومحيط الناحية، مما تسبب بوقوع أضرار مادية.
عن هذا الموضوع تحدث الأطفال المصابين خلال القصف لوكالتنا حيث قال الطفل إبراهيم عبدو أنهم خرجوا للعب كرة القدم تحت أشعة الشمس الدافئة إلا أن القصف استهدف منزلهم وتعرض لجروح في ساقه.
يقول إبراهيم أنهم أطفال لا ذنب لهم بما يجري من صراعات ونزاعات في المنطقة "لم نرتكب ذنباً، خرجنا للعب. نريد أن نعيش بسلام وأمان كباقي الأطفال في العالم لنا حقوقنا ونرفض هذه الاستهداف والقصف علينا".  
في حين ذكّر الطفل سيبان بكر بما حدث لحظة القصف "كنت متوجه إلى الدكان، وشعرت بألم في رأسي، وبعدها نقلوني إلى نقطة طبية تلقيت فيها العلاج".  
يقول عن وضعهم في ناحية تل رفعت والهجمات المتواصلة عليهم "لا نتمكن من الخروج واللعب بحرية وراحة بتاتاً، فالمنطقة تتعرض للقصف العشوائي دائماً، والمجزرة المروعة التي ارتكبت قبل عاميين بحق أصدقائنا الأطفال شاهدة على ذلك وما زالت تخفيفنا".  
ومن ذوي الأطفال الضحايا قالت نيروز محمد والدة الطفل المصاب إبراهيم عبدو "نرفض هذه الهجمات المتكررة على المدنيين المهجرين من عفرين في قرى مقاطعة الشهباء، هجرنا من ديارنا وتلاحقنا القذائف إلى هنا". 
عن ردة فعل المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحماية حقوق الإنسان والطفل قالت "مرة أخرى كان الأطفال والنساء هدف لقذائف وهجمات الاحتلال التركي. الأطفال لم ينسوا ما ارتكب بحق أطفال ناحية تل رفعت ليتجدد القصف بشكلٍ متكرر كل يوم، في العالم أن أصيب ظفر طفل ما يصبح حديث الساعة ونحن كل يوم بين الموت والرعب وما من أحد يتحدث ويطالب بحقوقنا وحقوق أطفالنا".
سهيلة خليل من مهجري عفرين وقاطنة في ناحية تل رفعت ربطت الهجمات التي استهدفت المنطقة بيوم المؤامرة الدولية في 15 شباط/فبراير، وأكدت أن الاحتلال التركي بالتآمر مع العالم يسعى لتجديد المؤامرة التي استهدفت شخص القائد عبد الله أوجلان بإبادة الشعب الكردي في كل مكان.
ونوهت إلى أن النظام السوري يفرض الحصار على مهجري وأهالي المنطقة من جهة لذا الأهالي يضطرون مع شروق الشمس للتدفئة على أشعتها، إلا أن القصف التركي أيضاً لا يرحم المدنيين وفي كل مرة يستهدفهم ويرتكب المجازر بحقهم.
وتجدر الإشارة إلى أن لجنة التربية وتعليم المجتمع الديمقراطي في إقليم عفرين أصدرت بتاريخ 17 شباط/فبراير بياناً بعد القصف أكدت فيه بتعليق العملية الدراسية في مدارس تل رفعت.