بين المتعة والمشقة تتلخص حياة المرأة في البادية

كوباني ـ يعيش البدو على مدار العام حياة التنقل والترحال، يعتمدون في معيشتهم على تربية المواشي، ولهم نمط حياة خاصة يحافظون عليه منذ آلاف السنين.

دلال رمضان
كوباني ـ  يعيش البدو على مدار العام حياة التنقل والترحال، يعتمدون في معيشتهم على تربية المواشي، ولهم نمط حياة خاصة يحافظون عليه منذ آلاف السنين.
يعيش العرب البدو في حالة تجوال في البوادي، منازلهم خيام مصنوعة من شعر الماعز، ويقضون حياتهم في تربية ورعاية الماشية. يخيمون حول مصادر المياه، ولا يمكنهم البقاء طويلاً في نفس المكان، فهم يبحثون بشكل دائم عن مراع لمواشيهم. 
 
 
هنوف كحيط (40) عاماً، من مدينة تدمر التي تعتبر المركز الأساسي لأهل البادية، تقول "حياتنا ترتكز على التنقل من مكان لآخر، وهذا العام جئنا إلى مدينة كوباني في شمال وشرق سوريا، لوفرة المراعي لأغنامنا ونقضي فيها معظم أوقاتنا إلى حين حلول فصل الشتاء، ثم نعود مرة أخرى إلى منازلنا".
وتضيف "نحن نرعى الماشية من أجل تأمين معيشتنا، هذه هي ثقافتنا البدوية، ونحن ترعرعنا على هذه الثقافة والعادات. البدو في كل مكان يعيشون هذا النمط من الحياة. نقضي حياتنا بالترحال، ومنازلنا هي الخيام، نحن نعلم أن هذه الحياة ليست حياة سهلة، ولكن طبيعة حياتنا تفرض علينا هذا النمط من المعيشة".
يحتفظ العديد من البدو على نمط حياتهم في الترحال، من أجل توفير المراعي لمواشيهم، ولا يزالون يتميزون بطباعهم وخصالهم التي تعرف بالكرم وحسن الضيافة.
تقول هنوف كحيط "يطلقون علينا اسم العرب الرحالة، أو البدو الرحل، فنحن كثيرو التنقل، ومنزلنا في الصيف والشتاء هو خيمنا التي نحملها معنا في أسفارنا".
البدو الرحل ليسوا سعداء كثيراً بالترحال الدائم لكنهم معتزون بعاداتهم وتقاليدهم كما تقول هنوف كحيط "لم تفتح لنا أي دولة المجال أو تعطينا فرصة أخرى، نحن نعيش كل عام في مكان مختلف ننتقل بشكل متواصل من أجل أن نتمكن من مواصلة حياتنا. نتخذ تدابيرنا بحسب فصول السنة، ونعيش خارج المدن منذ زمن آبائنا وأجدادنا وحتى يومنا الراهن. نصنع الخيم بأنفسنا، هذه الخيم تحمينا من أشعة الشمس وكذلك من البرد والمطر. أحياناً نواجه صعوبات ومشاكل، مثل مشكلة نقص المياه".
تستيقظ مبكراً كل يوم مع أبنائها الخمسة "قسم منهم يذهب لرعي الأغنام، ونحن النساء نقوم بحلب وتصفيه الحليب، ونصنع الجبنة ونقوم ببيع مشتقات الحليب ونستفيد منها".
 
 
فاطمة الحلو (30) عاماً من منطقة الجرنية التابعة لمدينة الرقة في شمال وشرق سوريا، وهي أم لأربعة أطفال تقول "مع بداية فصل الربيع ينشط تنقلنا، لأننا نربي العديد من المواشي، وتأمين الطعام والماء لها أمر صعب، ولهذا فإننا نذهب إلى أماكن تتوفر فيها هذه المقومات، وفي الشتاء نعود إلى منطقتنا".
المرأة البدوية لديها الكثير من المسؤوليات فهي تربي الأولاد وتعتني بمنزلها وبالمواشي، وتهتم بنظافة الحظائر "نستيقظ باكراً كل يوم وننظف محيط منازلنا، ونقدم طعام الإفطار لأبنائنا، ومن ثم نبدأ بحلب المواشي. نقوم بذلك مرتين في اليوم، ونضع الحليب في القدر تحت الخيمة، ونصنع منه الجبن. هذه الفترة هي فترة صناعة الجبن، حيث يقوم الناس في هذه الفترة بتخزين الجبن لفصل الشتاء. أما السائل الذي ينتج عنه فإننا نصنع منه القريش، وهو يدخل في صناعة الحلويات. نزرع الخضار أحياناً كما نربي الطيور والدواجن. كما نستخدم روث الحيوانات كوقود في فصل الشتاء".
وتضيف "حياتنا صعبة ومتعبة، إلا أننا مجبرون عليها لأننا نعتمد على تربية المواشي في تأمين قوتنا اليومي، ولكنني أتمنى أن يتمكن أبنائي من التعلم في المدرسة".