"BWA".. جمعية البحرين النسائية ـ للتنمية الإنسانية

ناضلت المرأة على مدى عقود من الزمن للحصول على حقوقها الأساسية من خلال عقد المؤتمرات والندوات وإنشاء منظمات وجمعيات تعنى بالمناداة بحقوق المرأة والطفل

مركز الأخبار ـ ، وكانت جمعية البحرين النسائية ـ للتنمية الإنسانية من الجمعيات السبّاقة في إصدار البرامج والفعاليات لتفعيل دور المرأة ونبذ العنف. 
أسست نائبة رئيس جمعية التجديد الثقافية الاجتماعية "وجيهة البحارنة"، جمعية البحرين النسائية بعد بدأ تنفيذ مشروع تعديل الدستور البحريني في 9 تموز/يوليو 2001، وتعتبر أول جمعية بحرينية حائزة على الصفة الاستشارية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لمنظمة الأمم المتحدة "ECOSOC" في عام 2007.
وتعد الجمعية والتي تعرف اختصاراً بـ "BWA" نفسها منظمة نسوية وذلك لأن الجمعية ترمز إلى تجمع أشخاص يشتركون بفكرة معينة لا تتغير أهدافهم وهي ملكية الجميع والجمعية لا تنتهج شكل معين من العمل، على خلاف المنظمة التي تتبع منطق منظم للوصول إلى هدف معين وينظم علاقته مع المجتمع الخارجي.
وضمن مجتمع تعيش فيه المرأة مصنفة من الفئات المهمشة نتيجة رواسب ثقافية تعزز النظرة الدونية لها، تهدف المنظمة لإعداد كوادر نسائية قادرة على القيام بدور فعال في التنمية الإنسانية من خلال مشاركتهن في الجمعيات والاتحادات النسائية سواء كانت محلية أو إقليمية أو دولية.
وإضافة إلى ذلك تهدف المنظمة إلى بث الأمل والطاقات الإنسانية الملهمة وتعمل على تأسيس واقع جديد متكامل، تكمن فيه المساعي الخيرة ويتمتع أفراده بالوعي الكوني والمعارف السامية وتسخير عضوات الجمعية لتحقيق تنمية انسانية مستدامة. 
وتسعى الجمعية إلى بناء ثقافة إنسانية مستنيرة تعزز العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، وتمكين الأفراد من اكتشاف قدراتهم الإنسانية والإيمان بها للنهوض بذواتهم ومجتمعاتهم.
وقد جعلت الجمعية تعزيز الوعي الكوني ونشر المعارف السامية لإعمار الأرض وتنمية إنسانها من أهم مواردها، مع إقامة وتشجيع الشراكات والتحالفات التي تتكامل فيها الجهود وتستثمر فيها الخبرات لتحقيق التنمية المستدامة، والتكاتف مع الهيئات والمؤسسات ذات الصلة إقليمياً ودولياً.
 
المرأة حاضنة السلام 
تتبع الجمعية عدة برامج ومشاريع لتحقيق أهدافها التي تتجلى مع الدور المهم في ترسيخ ثقافة السلام، ومن أهمها برنامج "المرأة حاضنة السلام" الذي يهدف إلى نشر ثقافة السلام ومفهوم "السلام الداخلي" والتنشئة الأسرية وفق قيم السلام، كما يهدف إلى تمكين المرأة من إدراك قيمتها واكتشاف طاقاتها وبناء قدراتها المعرفية والإدارية لتعزيز دورها في عمليات صنع وبناء السلام.
ويهدف برنامج "المرأة حاضنة السلام" أيضاً إلى تنمية القدرات القيادية للنساء المرتكزة على قيم القيادة الأخلاقية، وتأسيس ثقافة إنسانية تساهم في تعزيز النظرة العادلة للمرأة وتأصيل دورها الجوهري في نهضة الأمة.
 
الطفل والمراهق "كن حراً"
إلى جانب المرأة تولي الجمعية للأطفال والمراهقين اهتماماً كبيراً انطلاقاً من أهداف الجمعية وهي العمل على تأسيس واقع جديد متكامل، تكمن فيه المساعي الخيرة ويتمتع أفراده بالوعي الكوني حيث يسعى برنامجها "كن حراً" الذي أنطلق في عام 2013 تحت شعار "نعمل معاً لعالم آمن من الاعتداء على الأطفال، مليء بالحب، يطمح للسلام" إلى مساعدة الطفل والمراهق على حماية أنفسهم وبناء شخصية واثقة مبنية على أسس قيمة، مع غرس قيم السلام والشراكة والتعامل الإنساني مع الآخرين لتحقيق التطور الفردي والمجتمعي، وتعزيز الوعي المجتمعي بقضايا الاعتداء والإهمال ضد الأطفال.
كما أن برنامج "كن حراً" يساهم في تغيير نظرة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لأنفسهم ونظرة الآخرين لهم بما يعزز قيمتهم ودورهم الإنساني إلى جانب مساندة أولياء الأمور، وبناء الشراكات معهم ومع المختصين لتحقيق تطور نوعي في قضايا الطفولة والمراهقة، وقد فاز البرنامج مؤخراً في المركز الثاني في جائزة "سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة لأفضل مشروع تطوعي" التي تنظمها جمعية الكلمة الطيبة بالتعاون مع الاتحاد العربي للعمل التطوعي.
ومن بين مشاريع برنامج "كن حراً" الناجحة مشروع "القادة الشباب للسلام" الذي يهدف إلى بناء شباب يؤمنون بالسلام ويتبنونه في حياتهم اليومية، ويعمل هذا المشروع مع فئة من الشباب الصغار بين 14 و 17 عاماً، لتحفيز السلام داخل مجتمعهم وبناء السلام الداخلي ومساعدتهم في العمل على بناء الثقة واختيار حلول مبنية على القيم الإنسانية، بالإضافة إلى اكتساب مهارات التواصل مع الآخرين لزرع بذور العلاقات الاجتماعية.
وتنطلق الجمعية من ثوابت وقيم تؤمن بها وتترجمها في الأنشطة التي تقوم بها مدركة أن نهجها وسلوك عضواتها يؤثران على جوهر وجودها، وتساهم في سن وتطوير القوانين الحقوقية المتعلقة بالمرأة والطفل وتشارك في تحمل مسؤولية كسب الثقة والاحترام لهذه المنظمات القائمة على أساس القيم الإنسانية والعاملة على ترسيخها.
وقد اعتمدت جمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية مجموعة من القواعد الأخلاقية والسلوكية التي تكون بمثابة معايير مرجعية تلتزم نهجاً وممارسة في اتجاه تأصيل القيم الإنسانية النبيلة وهي "المسؤولية، النزاهة، الإدارة الرشيدة، الشراكة والتعاون، الجودة".
 
البيئة 
لا يتوقف اهتمام الجمعية عند المرأة والطفل والمراهق ولكنها تهتم ايضاً بشؤون البيئة التي هي أساس حياة الإنسان لذلك تتبع الجمعية عدة برامج أخرى داعمة لثقافة السلام والمواطنة الكونية وتنمية الحس البيئي والتنمية المستدامة عبر الاهتمام بالقضايا البيئية العالمية والتي تعتبر من الأهداف الملحة للجمعية، ومن البرامج التي أطلقتها الجمعية "انطلاقة امرأة، روافد التنمية، المواطنة البيئية".
ويهدف برنامج "المواطنة البيئية" إلى تمكين الفرد ليكون مواطناً كونياً يتبنى الممارسات البيئية الفضلى ويساهم في تنمية موارد الكون بأسره، كما يعمل على غرس قيم السلام في النفس والطبيعة سعياً لبناء مجتمع يسوده الاحترام والتسامح والتعاون، بالإضافة إلى أن البرنامج ينشر ويعزز الوعي البيئي القيمي للإسهام في تحقيق التنمية المستدامة.
 
تعاونها مع منظمات دولية
تؤمن جمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية بأهمية التعاون وبناء الشراكات في إطار عمل الجمعية وأهدافها، معتبرةً ذلك أحد الآليات التي توظفها لتدعم قدراتها على تحقيق رؤيتها التي لخصتها في تشكيل مسيرة رائدة تستنهض المهم لولادة مجتمع إنساني عالمي تسوده القيم وينعم أفراده بالعدالة والكرامة الإنسانية وتمكين كوادر قائدة في مسيرة التنمية الإنسانية، وزيادة فاعليتها أو فاعلية الجهات التي تتعاون معها والتي تصب جميعها في خدمة المجتمع ونمائه.
وتحرص الجمعية على اختيار أوجه الشراكة والتعاون مع المنظمات والمؤسسات الإقليمية والدولية التي تنسق مهمتها على أساس القيم والأهداف المشتركة، وتهتم بنسج علاقة احترام متبادلة بينها وبين كافة الأطراف التي تتعاون معها, وتقييم أوجه التعاون والمشاريع المنفذة لها للتأكد من سيرها وفقاً لأطرها المرجعية كالاتفاقيات الثنائية والعقود وغيرها. 
ومن الشبكات والمنظمات التي تشترك جمعية البحرين النسائية وتتعاون معها "الشبكة العربية للمنظمات الأهلية في مصر، التجمع العالمي للمنظمات غير الحكومية "وانغو" في الولايات المتحدة، منظمة مؤتمر المنظمات الغير حكومية ذات المنصب الاستشاري في منظمة الأمم المتحدة "CONGO"، الشبكة العربية للبيئة والتنمية "رائد" في مصر، الهيئة العربية للإرشاد بلا حدود في الأردن".
بالإضافة إلى تعاونها مع مؤسسات ومنظمات رسمية كـ "برنامج الأمم المتحدة للبيئة "UNEP"، منظمة الأمم المتحدة للطفولة ـ اليونيسيف "UNICEF"، مركز الأبحاث والتدريب حول قضايا التنمية "CRTD" في لبنان، الجمعية الدولية لحماية الطفل من الاعتداء والإهمال "ISPCAN"، منظمة إيكبات لحماية الطفل من الاعتداء والإهمال "ECPAT"، صندوق الدعم العالمي للمرأة ومنظمة التضامن النسائي للتعلم من أجل الحقوق والتنمية والسلام "WLP"، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "UNDP".
وتقديراً لجهود جمعية البحرين النسائية ـ للتنمية الإنسانية ونجاح برامجها ومشاريعها حصلت على العديد من المنح والجوائز، فقد حصلت على جائزة الشباب من أجل التنمية في مجالات البيئة والتنمية والسلام في أيلول/سبتمبر 2005، كما أنها حازت على جائزة اليونيسيف للإعلام الإقليمي حول حقوق الطفل في تشرين الثاني/نوفمبر 2010.