"بتقدري" مؤسسة تحث النساء على الاقتداء ببعضهن البعض

قامت مؤسسة "بتقدري" المجتمعية باستعراض نماذج لنجاحات حققتها نساء ضربن أمثلة عظيمة في تحدي الصعاب وبلوغ الأهداف في أحلك وأقسى الظروف، لتكون قدوة لغيرهن من النساء والفتيات.

ميساء القاضي

السودان ـ استعرضت مؤسسة "بتقدري" المجتمعية تجارب لنساء حققن ناجحات باهرة في أصعب الظروف وأقساها، ولم تسمحن لليأس ولا الإحباط بأن يتسلل إلى أرواحهن، رغم ما ممرن به وما عانيناه، لتكن ملهمات ومانحات للأمل والدافع لغيرهن.

تعد مؤسسة "بتقدري" الاجتماعية واحدة من المنصات في السودان تعمل على تدريب النساء وتطوير مهاراتهن، وتتمثل أهدافها بمنح النساء مهن وتعريفهن على طرق تطوير مشاريعهن وكيفية دخول سوق العمل والاستمرار فيه، إلى جانب تقديم الدعم النفسي لهن، كل ذلك بهدف زيادة المشاركة النسوية في فضاءات العمل، هذا ما أكدت عليه منتهى عبد الله القائمة على أمر المؤسسة.

وأضافت أنه إلى جانب التدريب المهني تقوم المؤسسة بتوفير تمويل بالتعاون مع شركات تمول هذه المشاريع، وهنالك حاضنة للمشاريع الكبيرة التي توفر فرص عمل للنساء والفتيات، لافتةً إلى تجربتها الشخصية في تأسيس "بتقدري" من مبلغ بسيط هو ثمن هاتفها المحمول الذي قامت ببيعه لتبدأ مشروعها، مؤكدة أن النزاع الدائر في السودان أفقدها كل شيء لتعود وتبدأ من الصفر للمرة الثانية وبمجهودات ذاتية بسيطة لكن بأمل وإصرار عظيمين.

ومن المشاركات في المؤسسة الطبيبة البيطرية وكاتبة سيناريو هالة عبد الحليم التي فقدت عملها بعد نزوحها من الخرطوم بفعل النزاع الدائر منذ ما يقارب العام، إلا أنها لم تستسلم للظروف القاسية والأوضاع المريرة، لذلك أنشأت صيدلية بيطرية في القرية التي نزحت إليها، تقدم فيها الأدوية البيطرية والتطعيمات وكذلك الاستشارات والتدخلات الجراحية، وعن بداية مشروعها قالت "قدمت ليّ مؤسسة بتقدري المساعدة ضمن أنشطتها الرامية لدعم وتطوير رائدات الأعمال المعروفة بمنصة رائدات الأعمال، بعد أن خضعت لدروس تدريبية حول كيفية إدارة الإعمال والتسويق وقد عاد عليّ ذلك بالفائدة الكبيرة، ولأنني أنشأت الصيدلية في المنطقة التي نزحت إليها من الصفر وعملت فيها على تقديم منتجات وخدمات، قامت المؤسسة باستضافتي على منصتها للحديث عن تجربتي، لأكون مصدر إلهام لأخريات يملكن الفكرة لكنهن لا تعلمن كيف تبدأن، أو حتى اللواتي لا يملكنها ستستفدن من أفكارنا الأمر الذي سيسهل عليهن الطريق".

وعن التحديات التي واجهتها أوضحت "لم يكن الأمر سهلاً خاصة أننا متأثرون بالنزوح وانتقالنا إلى بيئة مختلفة وأناس مختلفين وعادات مختلفة، إلا أننا تمكنا من تذليل الصعوبات شيئاً فشيئاً، عندما كنا نعيشها لم نكن نراها بالصورة التي عليها الآن لكنها زالت، ليس بمجهودي لوحدي بل بمجهود زميلات المهنة في المؤسسة، الأمر الذي خفف من حدة الصعوبات، فالفكرة كانت موجودة لكن المضي نحوها وتنفيذها لم يكن سهلاً، لكن بمجرد أن بدأت بتقديم الخدمات أثرت على أهالي المنطقة".

 

 

إلى جانب هالة عبد الحليم والعديد من النساء الأخريات هناك سوسن ناجي التي باتت من أشهر رائدات الأعمال في المنطقة، وقد أكدت أن ثلاث سنوات قد مرت منذ أن بدأت مشروعها الأول في صناعة البخور التي لم تكن معروفة بشكل واسع، والثاني في تحضير خلطة (الأقاشي) في المنزل وبيعها في الأسواق، والأقاشي واحدة من المأكولات الشعبية التي نالت أعجاب الزبائن.

ونالت سوسن ناجي شهرة واسعة وعرفت باسم "زيتونة للأقاشي"، ووظفت شهرتها في هذا المشروع لفتح سوق جديدة بالبخور الذي تصنعه بنفسها، حيث تقدم مع كل طلبية من الأقاشي علبة من البخور لزبائنها كهدية مما جعلهم يتعرفون على المنتج بشكل أكبر ويطلبونه بصورة منفصلة، وابتكرت ثمانية أنواع من البخور بدلاً عن النوعين اللذان بدأت بهما المشروع، إلى جانب صناعة العطور السودانية التقليدية التي ابتكرت فيها أربعة أنواع جديدة وأدخلت إليها إضافات نالت إعجاب الزبائن.

وأضافت "تحضير وبيع الأقاشي حالياً متوقف بسبب ارتفاع أسعار لحوم الدواجن وعدم توفرها في أغلب الأحيان، وحالياً أعمل على مشروع البخور والعطور فقط، وأحث النساء والفتيات على العمل وألا تقلقن من عدم توفر الدعم المادي أو قلته، وأن تبدأن أعمالهن الخاصة ومشاريعهن فأنا بدأت مشروعي بمبلغ مقداره عشرة دولارات فقط، لا تقلقن من البدايات ستجدون من يدعمكن، المهم هو أن تملكن الإرادة والإصرار".