بعد مقتل طبيبتين... سودانيات تنددن بانتهاكات قوات الدعم السريع في إقليم دارفور
يعد الصراع الذي تشهده السودان "الأسوأ في تاريخ نساء السودان" حيث تفاقمت الانتهاكات ضدهن، من حالات اختطاف وقتل وعنف وتجويع إلى اغتصابات ممنهجة.

آية إبراهيم
السودان ـ على مدار الأيام الماضية شهدت معسكرات النازحين في دارفور غرب السودان منها معسكري زمزم وأبو شوك انتهاكات واسعة تقوم بها قوات الدعم السريع بحق المدنيين الخطوة التي وجدت إدانات واسعه داخلياً وخارجياً وسط دعوات بإيقاف انتهاكاتها.
النساء المتواجدات في معسكرات النازحين بدارفور تعد أكثر الفئات المتضررة من انتهاكات قوات الدعم السريع بعد تعرضهن لعمليات التهجير والاغتصاب والقتل حيث قتلت بمعسكر زمزم ما أطلق عليها أيقونة النضال السوداني الطبيبة هنادي النور التي كانت تداوي المرضى وتقف على حاجتهم وهي تسجل موقف بطولي شهدت عليه جميع نساء السودان ولاقت حادثة مقتلها إدانة واسعه وجدل كبير، كما قتلت بمعسكر أبو شوك الطبيبة فردوس الطيب جراء استهداف المعسكر بقصف مدفعي من قبل قوات الدعم السريع وهي إحدى الكوادر اللاتي قدمن نموذجاً يحتذى به في العمل الإنساني والتطوع في مهنة الطب حيث ساهمت في إنقاذ حياة العديد من الأشخاص منذ اندلاع الصراع وقتلت وهي في طريقها للمركز الصحي لتقديم المساعدة حسب بيان لغرفة طوارئ معسكر أبو شوك.
لم تكن هنادي وفردوس هن الضحايا الوحيدات فقد كانت عدد من النساء ضحايا لقوات الدعم السريع خلال الاستهداف الأخير للمعسكرات بدارفور، وحول ذلك تقول القيادية بحركة العدل والمساواة آمنة صالح إن مجازر معسكر زمزم والمعسكرات الأخرى التي جُل ساكنيها من النساء والأطفال والعجزة تمت من قبل قوات الدعم السريع بشكل مباشر وهي جريمة ضد الإنسانية مركبة أحدثت عملية نزوح أخرى لأن في الأصل من بالمعسكر هم نازحين.
وأشارت آمنة صالح إلى أن استباحة معسكر زمزم جرت في تاريخ ذكرى الصراع الثانية، كأنما قُصِد منه التذكير بالجرائم ضد الإنسانية التي مورست ضد النساء والمدنيين "صادفت الذكرى الثانية للصراع في الـ 15 نيسان على أشلاء ودِماء ورماد ودموع النساء والأطفال والعجزة والأطباء وأجسامهم النحيلة التي أهلكها الجوع والمرض، تفرقت الأُسَر ما بين قتيل أو طفل ضل طريقه وما بين أطفال قُتِل والدهم ووالدتهم وهم أعمارهم دون العشرة سنوات وأم قُتِل جميع أطفالها وطُلِب منها المغادرة".
وأضافت إن هذه مأساة مروعة وغير مسبوقة "حادثة معسكر زمزم تمثل جريمة ضد الإنسانية وتبين الوحشية والتصفية العرقية وإذلال النساء"، مبينة أن قوات الدعم السريع وثقت هذه الجرائم بالرغم من قرار الأمم المتحدة الذي يدعوا لعدم المساس بمعسكرات النازحين.
وحول مقتل الطبيبة هنادي النور قالت آمنه صالح أنها تمثل كل امرأة حرة مناضلة قوية شجاعة وتمثل جميع نساء زمزم ومن قبل نساء الفاشر والسودان حيث كانت تمسح دموع الأمهات وتطمئنهن وتعالج الأطفال وتوزع الطعام والبسمة للجميع رغم الجِراح وجسدِها النحيل الذى أنهكه التعب.
الدكتورة سلوى غالب وهي أستاذة في واحدة من الجامعات السودانية تقول أن الصراع في دارفور طال مدته وتعاقبت عليها حكومات وأن جميع الجرائم والمحرمات في الحروب حدثت في دارفور "ما حدث من انتهاكات في إقليم دارفور تجاوز المحاسبة عليه قانوناً"، مشيرة إلى أن دارفور عانت من الانتهاكات التي استمرت خلال الأيام الماضية باستهداف قوات الدعم السريع لمعسكري زمزم وأبو شوك وقتل المواطنين واغتصاب النساء.
وطالبت بإيقاف النزاع الذي استهدف الجميع بما فيهم الأطباء مستدلة بحادثة مقتل هنادي النور بمعسكر زمزم "المتضرر الأكبر من النزاع المرأة التي يجب صون حقوقها واحترامها".
منذ أيار/مايو 2024 تحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور حيث كثفت القوات من هجومها على المدينة خلال الأسبوع الماضي وشنت هجوماً دامياً عليها أودى بحياة الكثيرين وإصابة آخرين وجاء بعد استعادة الجيش السوداني عدد من محاور القتال أبرزها العاصمة الخرطوم التي أصبحت شبه خالية من قوات الدعم السريع.
الإعلامية مي عز الدين أكدت أن انتهاكات قوات الدعم السريع في معسكر زمزم كانت كبيرة خلال الأيام الماضية وأدانت بشدة هذه الحادثة خاصةً استهداف النساء والأطفال الذين لا علاقة لهم بالصراع.
وأوضحت أن مقتل الطبيبة هنادي بمعسكر زمزم خلف حزن كبير في نفوس السودانيات، وبالرغم من ذلك الإبادات لاتزال مستمرة ودعت لضرورة إنهاءها.