بالتزامن مع الـ 8 آذار... ناشطات تؤكدن: المرأة التونسية بعيدة كل البعد عن المساواة
يُعتبر الثامن من آذار فرصة لتقييم وضع المرأة في كل بلد، والوقوف على النقائص الموجودة، وتحديد الأساليب المناسبة للنضال من أجل معالجتها.

نزيهة بوسعيدي
تونس ـ يوم المرأة العالمي، الذي يُحتفل به في 8 آذار من كل عام، يحمل أهمية خاصة للتونسيات وللنساء في جميع أنحاء العالم، ففي تونس، يُمثل هذا اليوم فرصة للاحتفاء بإنجازات النساء واعترافاً بمساهمتهن في مختلف ميادين الحياة، بما في ذلك السياسة والاقتصاد والثقافة والمجتمع.
يُعتبر يوم المرأة العالمي تذكيراً بالتحديات التي لا تزال تواجهها النساء، مثل التمييز والعنف والتفاوت في الفرص. في هذا السياق، يُعقد العديد من الفعاليات والنقاشات حول حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، مما يعزز الوعي الجماهيري بالقضايا المتعلقة بالمرأة.
بالإضافة إلى ذلك، في تونس، يمتاز هذا اليوم بتسليط الضوء على القوانين والسياسات التي تدعم حقوق المرأة، وخاصة بعد التحولات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، كما يُعتبر هذا اليوم فرصة لتجديد الالتزام بتحقيق المساواة وتعزيز حقوق المرأة في كافة المجالات.
وحول ذلك قالت هاجر ناصر منسقة جبهة المساواة وحقوق النساء إن "المرأة التونسية حققت العديد من المكاسب التي تفوقت بها على نظيراتها في جميع البلدان، ولكن هذه المكاسب لم تأتِ من عدم بل جاءت نتيجة نضالات ومطالبات انطلقت بالحصول على الحق في الانتخابات مروراً بالحقوق الجنسية الإنجابية، وصولاً إلى الحقوق الرقمية وأفضل مكسب هو القانون عدد 58 الذي يعتبر فريداً من نوعه ويحمي النساء من جميع أشكال العنف، ولكن لا يتم تطبيقه على أرض الواقع".
وبخصوص تطبيق مبدأ المساواة بين الجنسين باعتبارها عضوة بجبهة المساواة وحقوق النساء، أفادت أن النساء في تونس لا تزلن بعيدات عن تحقيق المساواة، على الرغم من أنهن يتلقين نفس الرواتب مثل الرجال في الوظائف العمومية، لكن في القطاعات غير المراقبة بشكل جيد، مثل النساء العاملات في القطاع الفلاحي سواء في البر أو البحر، فإن أجورهن تبقى بعيدة جداً عن أجور الرجال.
وقالت "لذلك تبقى المساواة من الأشياء التي نناضل من أجلها"، مؤكدة أن المكاسب ليست حتمية وأن كل شيء يمكن أن يعود إلى الوراء لذلك يجب أن نكون دائماً يقظات للوضع على جميع الأصعدة من الحقوق السياسية والمدنية والحقوق الرقمية وغيرها من الحقوق.
وعبرت عن تضامنها مع نساء الشرق الأوسط والعالم من خلال رسالة وجهتها لهن في ظل الأوضاع التي تعشنها خاصة بسبب النزاعات والحروب التي تعيشها المنطقة والتهديدات التي تواجهها نساء المنطقة من الفكر الرجعي "لا شيء يُحقق بسهولة، وأن الإنجازات تتطلب الكفاح".
وفي ختام حديثها، قالت هاجر ناصر إن ما يميز 8 آذار هذا العام هو تراجع الحركة "المناهضة للحقوق"، التي تهاجم الحركات النسوية والحقوقية، كما ذكرت أن هذه الحركة لم تظهر من فراغ، بل جاءت نتيجة نضالات الحركات النسوية والحقوقية.
من جانبها ترى نضال حمادي ناشطة في جمعية "كرامة" وحرفية من مدينة توزر، أن المرأة التونسية لا تحصل على حقوقها مائة بالمائة، مضيفةً أن القانون عدد 58 ينص على أن المرأة ستحصل على حقوقها عندما تتعرض لأي شكل من أشكال العنف، ولكن القانون لا يُطبق، والمرأة لا تزال تتعرض للعنف اللفظي, الزوجي والعنف الاقتصادي.
وأكدت أن المرأة التونسية تواصل نضالها من أجل تحقيق أهدافها، إلا أن حقوقها لا تُطبق بشكل فعّال، مما يجعلها تعاني في تونس وخارجها أيضاً، وذلك بسبب العقلية الذكورية المتجذرة في المجتمعات المحافظة مثل توزر، حيث تُحاكم وفق معايير أخلاقية صارمة.
وتمنت في ختام حديثها أن تحقق المرأة التونسية العديد من الإنجازات دون أن تتعرض للتعب أو العنف ويمنح القانون للمرأة جميع حقوقها.